24 ديسمبر، 2024 3:50 ص

بغداد يغسل وجهك المطر

بغداد يغسل وجهك المطر

في العام الماضي تعرض العراق إلى فيضان جراء الأمطار، وكانت حصة بعض المحافظات الفيضان، وتهدم البيوت وغرقها مع  أثاثها وتلفها نتيجة لمنسوب المطر العالي الذي سقط، وهذا الغيث جاء بعد عقم دام سنين، وكان من الأجدر من الجهات، وضع حلول نهائية، كونها كلفت الدولة أموال طائلة من التعويض، والخسائر التي طالت المال العام .
ومن الاستراتيجيات الملزمة على الدولة، العمل على تجاوزها مستقبلا، مع وجود العائد المادي الكبير، باستقطاب الشركات ذات العلاقة، والتي من شأنها ان تجد الحلول لأكثر مما تعرضنا له في العام الماضي،  وليس فقط الحالة الحالية .
ولايمكن أن تكون الدوائر ذات العلاقة بهذا الشكل من الإهمال المتعمد، والذي سبب فيضان بهذا الحجم، ومن المعلوم إن الإنسان يتعلم بالتجربة، إلا العراق،! فهو يسرف في الترقيع، مع وجود المبرر الغير متلائم مع الواقع، ولا وجود للحلول، وكان من الأجدر أن تكون فيضانات العام الماضي عبرة، وهل سنبقى على هذا الحال، وإذا مابقى الحال كما هو عليه، فلن تقوم لنا قائمة، ومن الجدير بالذكر للمشاريع المعلن عنها سابقا إنشاء شبكة الصرف الصحي العملاقة لمحافظة بغداد، عندما تسمع وترى انه اكبر مشروع في الشرق الأوسط، فالنتيجة مخزية، لأنه لايرقى إلى ابسط المشاريع التي تنفذها افشل شركة عرفها التاريخ ! إذا هنالك أشخاص يضحكون علينا بتصريحاتهم الرنانة، التي لاتمت إلى الواقع بصلة، وفقط في اوهامهم المريضة، والمواطن يعلق على هذه المشاريع الأمل في إنقاذه وقت الحاجة، وبالتالي أموال صرفت ليس بمحلها .
وبما أن الأنواء الجوية أعلنت عن سقوط الأمطار حسب التوقعات كان الأجدر بأمانة بغداد ودوائر البلدية في كل المحافظات، أن تعمل وفق أعلى المستويات لتجنب ما حصل لنا في كل محافظاتنا، فبغداد وسائر العراق تعرض إلى فيضان لم يمر به منذ سنين كثيرة، والأعذار التي أذيعت من خلال الشاشات غير مقبولة منها تم العثور على حجر بوزن 150 كغم ؟ كيف تم إدخال هذا الحجم في تلك المجاري ؟ وهذا تم في جانب الرصافة فكيف بجانب الكرخ ؟ 
أليس الأجدر بذوي الاختصاص من العاملين على الشبكة في تصريف المياه؟ أن يتم إدامتها دائما ؟ وليس في حالة الأمطار فقط ؟ أين الآليات الاختصاص التي تم استيرادها ؟ أين ذوي الخبرة والمتابعة ؟
ولماذا لايتم محاسبة من عمل تلك المشاريع الفاشلة؟ ولماذا التغطية على الفساد الذي فاق التوقعات بل وعبرها ؟ والله لقد احتار المواطن العراقي بكم، ومل من كثر المطالبات ؟ وان سكوته ثمنه أمواله تسرق وبغطاء وتعتيم ورضا من الحكومة، وأين نائب رئيس الوزراء لملف الخدمات، هل أحزابكم أهم من الكوارث التي تحل بنا، ولو كانت هذه المشكلة تخصكم حزبيا أو فئويا لأوصلتموها للأمم المتحدة بل تصل إلى الإشارة دائما إلى المربع الأول هذه الأيقونة التي دائما مايهدد بها البعض .
فيروز كانت تتغنى ببغداد وتقول بغداد والشعراء والصور … ذهب الزمان وروعه العطر … يألف ليلة يامكملة الأعراس … يغسل وجهك المطر … الآن يغرقها المطر