رغم طمأنتها في اجتماع أمني موسع .. “محادثات فيينا” صداع في رأس “إسرائيل” تُلزم واشنطن بعلاجه !

رغم طمأنتها في اجتماع أمني موسع .. “محادثات فيينا” صداع في رأس “إسرائيل” تُلزم واشنطن بعلاجه !

وكالات – كتابات :

قالت المتحدثة باسم (البنتاغون)، “كوماندر غيسيكا ماكنولتي”، الثلاثاء، إن رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال “تال كيلمان”، ترأس الوفد الأمني، الذي جاء إلى مقر “وزارة الدفاع” الأميركية، وعقد اجتماعات رفيعة مع قادتها.

وذكرت “ماكنولتي”؛ في تصريحات صحافية؛ أن مديرة التخطيط الإستراتيجي في (البنتاغون)، أدميرال “ليزا فرنشيتي”؛ ومساعدة وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، “دانا ستروول”، مثلتا الجانب الأميركي في الاجتماعات مع الوفد الإسرائيلي.

وجرى، خلال الاجتماع، البحث بعمق في القلق الأمني المشترك؛ الذي يواجه “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، في المنطقة، والتحديات المتمثلة بالبيئة الأمنية، حسب المتحدثة.

ونقلت “ماكنولتي”؛ عن “ستروول” و”مانشيتي”؛ تأكيدهما، للوفد الإسرائيلي، بأن “واشنطن” ملتزمة بعلاقات قوية مع الدولة العبرية وبحماية أمنها وتفوقها.

وختمت أن “إسرائيل” و”الولايات المتحدة”؛ مُلتزمتان بصون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بما يخدم مصلحة البلدين.

كما أستهل رئيس جهاز (الموساد)، “يوسي كوهين”، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، “مئير شابات”، الإثنين، زيارتهما إلى “واشنطن”؛ بلقاء قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية، وفي مقدمهم مديرة الاستخبارات الوطنية، “أفريل هاينز”؛ ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الـ (سي. آي. إيه)، “وليام بيرنز”.

وتكتمت مصادر، في (البنتاغون)؛ عن الإفصاح عن مضمون الزيارة، إلا أنها أكدت أن التوتر “الإسرائيلي-الإيراني” المتصاعد، في المنطقة؛ هو في مقدمة النقاشات مع الوفد الإسرائيلي.

خطرًا كبيرًا..

وقال “البيت الأبيض”؛ إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عبروا، خلال اجتماع لهم في “واشنطن”، الثلاثاء، عن: “قلقهم البالغ” إزاء التقدم الذي تحرزه “إيران” في برنامجها النووي، واتفقوا على أن السلوك الذي تنتهجه، “إيران”، في منطقة الشرق الأوسط يُمثل: “خطرًا كبيرًا”.

وسعت “إيران”، والقوى العالمية، أمس الثلاثاء؛ إلى تسريع الجهود الرامية لإعادة “واشنطن” و”طهران” إلى الإمتثال لـ”الاتفاق النووي”، الذي تمّ التوصل إليه، عام 2015، في الوقت الذي طمأنت “الولايات المتحدة”، حلفاءها الخليجيين؛ بشأن وضع المحادثات.

وبدأت “إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا”، الثلاثاء، جولة ثالثة من الاجتماعات، في “فيينا”، للاتفاق على الخطوات الضرورية من أجل إحياء اتفاق عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، عام 2018.

وتدور نقاط الخلاف الرئيسة؛ حول العقوبات التي يجب على “الولايات المتحدة” أن ترفعها، والخطوات التي يجب على “إيران” اتخاذها لاستئناف إلتزامها الحدّ من برنامجها النووي، وكيفية ترتيب هذه العملية لإرضاء الطرفين. ويوجد وفد أميركي في موقع آخر منفصل، في “فيينا”، ما يمكّن ممثلي القوى الخمس و”الاتحاد الأوروبي”، الذي ينسّق المحادثات، من التنقل بين الجانبين، وذلك بسبب رفض “إيران” خوض محادثات مباشرة.

تسريع العملية مطلوب من جميع الأطراف !

وقال مندوبون روس وصينيون؛ إن جميع الأطراف اتفقت على: “تسريع” العملية. ويسعى المشاركون في المفاوضات إلى التوصل لاتفاق ملموس، بحلول منتصف أيار/مايو المقبل، قبل إنتهاء مدة اتفاق للمراقبة، بين “إيران” و”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، التابعة لـ”الأمم المتحدة”، في وقت لاحق من ذلك الشهر، وقبل الانتخابات الرئاسية في “إيران”، المقررة في 18 حزيران/يونيو 2021.

وقال “ميخائيل أوليانوف”، سفير “روسيا” لدى “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، على (تويتر)؛ بعد اجتماع دبلوماسيين كبار في العاصمة النمساوية: “أثبتت المناقشات أن المشاركين يسترشدون بهدف واحد؛ هو الاستعادة الكاملة للاتفاق النووي في شكله الأصلي. تقرّر تسريع العملية”.

كما قال “وانغ تشون”، سفير الصين لدى الوكالة: “نأمل في أن يحافظ جميع الأطراف على قوة الدفع التي وصلنا إليها بالفعل؛ في جهودنا لإيجاد حل سريع لهذه المسألة المطروحة أمامنا”، مضيفًا أن كبار الدبلوماسيين سيعاودون الاجتماع، اليوم الأربعاء؛ من أجل تقييم الوضع.

على الطريق الصحيح..

وتتولّى ثلاثة فرق عمل، من الخبراء؛ مهمة إيجاد وصياغة حلول للقضايا الأكثر أهمية.

وفي نهاية محادثات، الأسبوع الماضي، قالت “الولايات المتحدة”، وحلفاؤها الأوروبيون؛ إنه لا تزال هناك خلافات كبيرة؛ على الرغم من تحقيق بعض التقدم في محادثاتهم الأخيرة غير المباشرة.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، “عباس عراقجي”، للتلفزيون الإيراني الرسمي: “نحن على الطريق الصحيح، لكن لا تزال هناك تحديات شاقة وتفاصيل صعبة”.

تحديات أمام “واشنطن”..

وسيكون من بين التحديات التي تواجه، “الولايات المتحدة”، إقناع حلفائها الرئيسيين، في منطقة الخليج؛ بأن أي صفقة من شأنها أن تفتح الباب أمام التوصل إلى “اتفاق نووي” أقوى وأطول أجلاً، إلى جانب التعامل مع برنامج “إيران”، للصواريخ (الباليستية)؛ وسلوكها في المنطقة.

وأكدت الدول الغربية؛ أن تركيزها الأول ينصبّ على إحياء الاتفاق القائم بالفعل، قبل التعامل مع تلك القضايا. وفي ظل مخاوف الحلفاء الخليجيين، بشأن تلك الإستراتيجية، أجرى مبعوث “الولايات المتحدة” الخاص بـ”إيران”؛ اتصالاً بالفيديو معهم، يوم الثلاثاء.

وفي إشارة إلى “الاتفاق النووي”، قال المبعوث الأميركي، “روب مالي”، على (تويتر): “أجريت مناقشات جيدة، هذا الصباح، مع شركائنا الخليجيين؛ في ما يتعلق بوضع المحادثات بشأن، (الاتفاق النووي)، والأمن الإقليمي”.

وأضاف: “في طريق العودة، إلى فيينا، لخوض الجولة التالية من المحادثات من أجل تحقيق هدفنا بالعودة معًا إلى الإمتثال للاتفاق” النووي.

أزمة السجناء..

في موازاة ذلك، جددت “إيران”، أمس الثلاثاء؛ دعوتها لتبادل سجناء مع “الولايات المتحدة”، في ظل استمرار المحادثات في “فيينا”.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، “علي ربيعي”: “نريد إطلاق سراح جميع مَن احتُجزوا ظلمًا، في سجون الولايات المتحدة، بسبب العقوبات. وتبحث إيران ذلك لاعتبارات إنسانية وأخلاقية… لكن ذلك سيعتمد على الخطوات التي يتخذها الجانب الأميركي”.

وصرّح “ربيعي”، في مؤتمر صحافي بُثّ مباشرة على موقع إلكتروني حكومي: “أعلنت إيران استعدادها لذلك، إلا أن الكشف عن أسماء السجناء؛ قد يُلحق ضررًا بهم. سنعلن التفاصيل بعد استكمال جهود التفاوض”.

ولم يُفصح “ربيعي” عن تفاصيل، لكنه قال إن عدد الإيرانيين، الذين يقبعون في السجون الأميركية؛ أكثر من الأميركيين المحتجَزين لدى بلاده.

ويتهم نشطاء حقوقيون، “طهران”، التي تحتجز عددًا قليلاً من الإيرانيين الأميركيين لديها، بالقبض على مزدوجي الجنسية، سعيًا للحصول على تنازلات من دول أخرى، فيما نفت “إيران” مرارًا، ذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة