ربما الأيام المقبلة ستشهد سجالات سياسية وإعلامية بشكل ملفت وربما تصل تلك السجالات إلى حد الخصام والصراع الجماهيري ,بسبب ماهية الانتخابات البرلمانية المقبلة وما تمثله من نقطة تحول في العملية السياسية نتيجة النضوج السياسي لدى الفرد العراقي الذي بدأ يستقرأ الساحة السياسية بتمعن وعقلانية وبدأت العاطفة لديه تزول شيئا فشيئا ,ومع كل ذلك فهناك تحديات كبيرة وخطرة تهدد بنية الدولة العراقية وتقف حجر عثرة إمام استكمال عملية التحول الديمقراطي في العراق ,فمن تلك التحديات هو تحدي تغليب الهويات الثانوية على هوية الوطن وجعل مصلحة الشخوص والأحزاب فوق المصلحة العامة فهناك إرادة جادة لتأجيل الانتخابات أو تأزيم الساحة العراقية طائفيا وامنيا لا لشيء سوى ان من بيده السلطة اليوم قد تيقن انه في تراجع وستكون الانتخابات المقبلة ليس بصالحة ,وهنا نرى هناك تنامي واضح للقوى المعتدلة والتي تحمل مشروع بناء الدولة العادلة التي تواكب العصرنة دولة هويتها واحدة حامية للتعددية والقومية دولة قانون يستند لدستور ودستور يدافع عنه شعب ,وبما إننا اليوم نبحث عن حلول لإمراضنا المستعصية والتي إن بقيت ستكون إمراض مزمنة لاعلاج لها لان الانتخابات المقبلة ستحدد مصير وهوية الدولة لأكثر من عقدين من الزمن وستكون حد فاصل بين إرهاب والفساد والاستئثار بالسلطة وبين ممارسة الشعب للسلطة من خلال تطبيق تطلعاته التي تحملها القوى الصاعدة والتي تحمل رؤيا للحل , وهذه القوى يتكون جزءا مهم منها “حكيم الدولة ” صاحب مشروع السلام والوئام مشروع مكافحة الأزمات والقضاء على الإرهاب ,نعم يمتلك “حكيم الدولة “عقار لاستئصال جميع الإمراض التي تعاني منها مؤسسات الدولة وكذلك عامة الناس , فمشروعهُ الذي يحمله ليس مشروعا للاستهلاك الإعلامي او للمزايدات السياسية بقدر ماهو مشروع واقعي يشخص مشكلات الأمة وينطلق بمعالجات حقيقية لا ترقيعية لتصحيح المسار وإرشاد العملية السياسية لطريق الصواب ,لعل البعض يرى ان هناك يأس من استقرار العراق وعودة حقوق الناس لهم وبناء الدولة وفق أسس صحيحة وسليمة ,وهذا اليأس يكون ممكنا اذا استسلم المواطن العراقي البسيط والواعي للشعارات والوعود والأكاذيب التي تعود الخاسرون إطلاقها وتحريك عواطف الناس, بات من الماضي تخويف الناس واللعب بمشاعرهم , لقد انكشف المفسدون وبرامجهم الوهمية وأقنعتهم التي يتسترون بها فالدين والمحرومية منهم براء فكل من كذب وساعد السراق على تدمير عراقنا يجب ان يعرفهم الناس ويحاسبهم بهذه الانتخابات ,فانتخاب مشروع الحكيم ومشروعيته من خلال رجالاته التي لم تتلطخ أيديهم بدماء او فساد مالي او إداري سيكون الحل الناجع لخلاص العراق واستقرار العملية السياسية لان “حكيم الدولة” يمثل عنصر توازن وثقة عالية لجميع الإطراف ويستطيع لملمة الأوضاع والانطلاق بالعراق الى بر الأمان ……..