هل قرأت طروحات ميشيل عفلق والياس فرح في مفهوم القومية ذات البعد الانساني ومفهوم الوحدة والحرية والاشتراكية والعلاقة الجدلية بينهما ؟
أنا أشك بذلك وإن قرأت فاعتقد ربما أنك لم تفهم , طبعا ً مع رفضي القاطع لمفهوم أمة عربية واحدة فشمال أفريقيا أمازيغي ومصر ليست عربية والعراق موازييك من السومريين والأكديين والآشوريين والآراميين ونسبة من العرب كذلك بلاد الشام وهي مأهولة ب 3 ألف سنة قبل الميلاد.
أما خميني في كتابه الجمهورية الإسلامية فطرح بائس للدولة الدينية يمكنك مراجعة دستور ايران وتطبيق لمبدأ ولاية الفقيه الموغل في التأريخ الشيعي, هل فهم خميني أن تأريخ الأديان قائم على تحالف السلطة والكهنة ومضاد للمرأة والحرية الفردية وقبول الآخر المختلف على قدم المساواة وأن الأزمنة الحديثة أبعدت الأديان جانبا ً لصالح العلم والعقل النقدي .
يمكن الإطلاع على فتوى الخميني عام 1988 التي أودت بحياة كثير من السجناء السياسيين في السجون الايرانية وقد ذكر فيها آية حد الحرابة, تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف والجريمة لها ملف خاص ونتمنى يأتي يوم ويتم محاكمة القتلة, شاعر مبدع مثل محمود درويش لايجوز أن يقال عنه سته بدرهم , لو قرأت قصائد محمود درويش خصوصا قصائده قبل موته لعرفت أن الفرق بين صاحب فتوى تفخيذ الرضيعة ومحمود درويش وطروحاته الإنسانية والفلسفية كالفرق بين الثرى والثريا بشأن المرأة والحرية الفردية والآخر والحب والجنس والحياة.
وأما ابن عربي فهو شخصية ملتبسه لديه الكثير من الخزعبلات والأوهام ماعدا بعض الأشعار ذات الطابع الغزلي, الثورة الشعبية الايرانية قامت بها كل فئات الشعب الايراني وخميني وطبقة رجال الدين خطفوا الثورة وجعلوا الشعوب الايرانية تعيش في سجن كبير ليست القضية كبر وصغر البلد, فيتنام استطاعت الانتصار على خصم أكبر منها في جميع المجالات, الحرب قذرة ومثلما قصفت القوات العراقية مناطق ايرانية قصفت إيران مناطق عراقية ووصلت ايضا الصواريخ الايرانية التي زود بها القذافي ايران الى مدينة الثورة وأنا شاهد عيان ( الطرفان يصرخان بهوس دموي الله أكبر ويستخدمان نصوص من القرآن في بياناتهما العسكرية )ووصلت صواريخ صدام الى طهران , حين وصل الخميني الى السلطة تحرك حزب الدعوة والإسلاميون في مناطق الجنوب وبغداد حتى وصل الوضع الى الهتاف باسم الخميني في أحد جوامع مدينة الثورة ومحمد باقر الصدر كان يتلقى التعليمات علنا من قبل القسم العربي في الاذاعة الايرانية, هذا طبعا لايبرر القمع الأعمى الذي قام به صدام لمناوئيه , فحكم صدام تحول تدريجيا الى حكم العائلة, وحكم الخميني صار حكم الدولة الدينية المستبدة والتي تتدخل حتى في طريقة لباس المرأة وحجابها القسري وفصل الرجال عن النساء وعودة للقرون الوسطى |, ليس فتوى هدر دم الروائي سليمان رشدي فحسب بل تم اغتيال عدد من الفنانين والكتاب والسياسيين الإيرانيين في الداخل والخارج ولازال الحبل على الغارب ,
هل تريد تذكرينا بمرارة حكم صدام الديكتاتور كي ننسى حكم الميليشات الطائفية والتي لديها ولاء لخامنئي؟
لايجوز للإنسان الحر الخيار بين شرين, يبدو أن الطرفين , الطرف العراقي والايراني استخدم السلاح الكيمياوي وليس العراقي فحسب, اللجوء هو جزء من الدائرة الشيطانية لدورة الرأسمال ,القانون في أوروبا بشـأن المرأة أكثر إنصافا ً ولكن يبقى المجتمع مجتمعا ً أبويا, لا العروبة ولا إتباع ولاية الفقيه الايراني بل الوطنية العراقية الإنسانية المقترنة بالعدالة والإنصاف للطبقات الفقيرة والمعدمة أي دولة علمانيةومجتمع إنساني,
الحبوبي والتحرير أحرار يريدون محاكمة الفاسدين والقتلة واللصوص وقد فقدوا عشرات الالاف من الجرحى واكثر من 800 قتيل وهم لايزالون سلميين وليس حرببين وأنت تحاول شيطنتهم بالنوايا بل بكلامك هذا أنت تحرض عليهم وتريد تشويه دوافعهم النبيلة ,لمصلحة من هذا الانحياز ؟
هل تذكر كيف كنت تمجد صدام وكيف كنت تطرح طرحا طائفيا في جريدة العرب وطالبني الاصدقاء بالرد عليك ودافعت عنك وقلت اسعد البصري لم اعهد فيه نعرة طائفية, لا أعرف بالضبط ماهي دوافعك ؟
وما حدا مما بدا , الزرقاوي والدواعش هم نتاج المستنقع الديني الطائفي ذاته وقد سبقهم ابو مهدي المهندس ومليشيات حزب الله في الكويت وفي لبنان وحتى في العراق قبل 2003, السادات استعان بالاسلاميين وقويت شوكتهم فاغتالوه والثاني حسني مبارك ثار عليه شعبه وأطاح به وأنت تستخدمهما كمعيار وهذا ليس دفاعا عن حماقات صدام.
قارن وضع أهل عربستان في ايران بوضع أهل الاحساء والقطيف مع أن الاثنين يعانيان من حكم بصبغة دينية شيعية وآخر بصبغة وهابية سنية ؟
واضح مغالطة الانحياز التأكيدي أن أفكارك منحازة للايرانيين, ولماذا لاتذكر وضع البلوش والكورد والبهائية تحت حكم ولاية الفقيه خامنئي؟ وصل الإرهاب بالسلطة الايرانية أنها تمارس الاغتيالات للمعارضين في دول أوروبا والعالم كما كان صدام يفعل ذلك ضد معارضيه.
ماهذا المنطق تحويل سكان بلاد وادي الرافدين واختزالهم في ( شيعة العراق وسنة العراق أقليه ) بهذا المنطق تتحدث وأنت تعيش في كندا ؟ هذه الهويات الفرعية القاتلة ومايسمى بحكم الدهماء بدل مفهوم صوت لكل مواطن والدولة العلمانية والمجتمع الانساني البديل.
كل مجتمع ينقسم الى أثنين, قلة تمتلك المال والسلطة والاعلام والاغلبية تعاني القهر والقمع والفقر والحرمان وهذا التفريق على أساس العرق أو الطائفة يخدم الطبقة الحاكمة وهي لاتمثل أغلبية الشعب العراقي وكلنا يعرف نسبة الذين شاركوا في الانتخابات لايتعدون 20 %, لماذا المبالغة ( كل بيت أمامه سيارتان )راجع أحصائيات نسبة الفقر والأمية في العراق والتراجع في كل الميادين والفساد خطير جدا وأعمدة الفساد هم موالون لولاية الفقيه الايراني.
الخميني وخامنئي يتحدث في شأن العدو الخارجي وقضايا لاتهم الشعوب الايرانية معظم الخطابات لخلق عدو خارجي ودعاية إيديولوجية لاتغني ولاتسمن من جوع ولاتضمن الحرية.
العلمانية تضمن الحرية الدينية وتفصل الدين عن الدولة وهذا النص موجود في معظم الدول الاوروبية وحتى دستور اميركا دستور علماني, لماذا التجني على الشعب الفلسطيني باتهامهم أنهم قاتلوا في سوريا ؟ في كل مجتمع يوجد الصالح والطالح واعتقد أغلبية الفلسطينين لاناقة لهم ولاجمل في هذه الصراعات الطائفية, كيف تنتقد دولة قائمة على الخرافات التوراتية ولاتتجرأ وتنتقد أيران القائمة على الخرافات الإسلامية والإئمة المعصومين ؟ لوراجعت التراث الشيعي ومافيه من خرافات وخزعبلات لوليت منه فرارا ً كما فعلت أنا ,
بشأ ن اليهود والفلسطينين الحل هو دولة واحدة علمانية ديموقراطية بلا تمييز ديني أو عرقي وصوت لكل مواطن, في العراق الجديد اغتيل كامل شياع و اغتيل هادي المهدي واغتيل صفاء السراي اغتيل المفكر والروائي علاء مشذوب لأنه انتقد الخميني بثلاث عشرة رصاصة من اتباع الميليشات المتعصبة الطائفية واغتيل الصحفي واغتيلت المرأة وعاثت الميليشات فسادا واجراما في كل مناطق العراق ونهبت ثروة البلد وتكونت طبقة رثة من السياسيين الفاسدين بما يشبه حكم المماليك أو حكم قرقوش.
لا أظن أن الخميني بطل بالنسبة للايرانيين ولا بالنسبة للعراقيين كلما زادت حصة المعرفة والوعي والحرية انحسر الوهم والخرافة وحكم الكهنة, الغريب وجدت الكثير من ضيقي الأفق والطائفيين يضعون مقالاتك في صدر صفحاتهم في الفيس بوك وهذا عرض لايبشر بخير لكاتب وشاعر عراقي مثلك.