خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تسألت وكالة أنباء إيران عن أسباب الضجة؛ بشأن المفاوضات “الإيرانية-السعودية”، وكتبت: “تسعى صحيفة (فایننشال تایمز)؛ إلى تقديم مسألة التقارب بين الجانبين؛ باعتبارها مخالفة للأعراف الدبلوماسية، والأصل (بغض النظر عن مدى صحة الموضوع)؛ أن المفاوضات بين جارتين مسلمتين، لا يعتبر مسألة غربية أو عجيبة، حتى إبان الفترات التي غلب عليها توتر علاقات البلدين… وبينما يتم تقديم مسألة تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني بالأمر الطبيعي، تسعى بعض الوسائل الإعلامية إلى إضفاء صبغة غير المألوف على المباحثات (السعودية-الإيرانية)”. بحسب “رضا بردستاني”، في صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
اللقاء والحوار هو الأساس..
يؤكد “محمد علي بصيري”، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “أصفهان”؛ أن “الدبلوماسية” لا تقتصر فقط على حالة السلام، وإنما يمكن الاعتماد عليها في فترات الصراع والحرب أيضًا، ويقول: “خلاصة أنباء (فایننشال تایمز)؛ هي الإخبار ودون إلتفات إلى نفى الطرفين، الإيراني والسعودي، خلقت أجواء تجعل أولًا من نفي هكذا خبر أمرًا بديهيًا، وثانيًا توجيه الأذهان إلى إعتقاد أن هذا اللقاء غير المحتمل حدث بالفعل !”.
وأضاف: “كشفت دول: كالعراق، وقطر، والكويت، وعُمان وتركيا، وحتى روسيا، مرارًا، عن الرغبة في الوساطة بين إيران والسعودية، وأنها لن تدخر أي جهد في هذا الصدد.. وإنطلاقًا من علاقات حكومة، “مصطفى الكاظمي”، الجيدة مع الرياض، لا يبدو مستبعدًا أنها سعت لإجراء مباحثات أولية بين طهران والرياض”.
إدعاء إجراء مباحثات في العراق..
نقلت (فایننشال تایمز)، عن ثلاثة مصادر، سعي قيادات، سعودية وإيرانية، بارزة للعمل على تحسن العلاقات بين الدولتين المتنافستين إقليميًا وسط مباحثات مباشرة شهدتها، وفقًا للتقرير، “بغداد”، بعد خمس سنوات على قطع العلاقات الدبلوماسية.
ووصف أحد المسؤولين، الجولة الأولى، من المباحثات المباشرة، بتاريخ 9 نيسان/أبريل الجاري: بـ”الإيجابية”.
ووفقًا للتقرير؛ فقد ترأس “خالد بن علي الحميدان”، رئيس جهاز المخابرات، وفد المباحثات السعودي، على أن تقوم “طهران” بإعداد برنامج الجولة الثانية من المباحثات المباشرة مع “الرياض”.
وتطرق التقرير للحديث عن دور “مصطفى الكاظمي”، في تسهيل المباحثات المباشرة، بين “السعودية” و”إيران”، بعد زيارة إلى “الرباض”، قبل شهر؛ التقى خلالها، الأمير “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي.
ونقلت (فایننشال تایمز)، عن مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته، قوله: “المباحثات المزعومة، بين السعودية وإيران، تتحرك سريعًا للأمام بسبب تسارع وتيرة مفاوضات الولايات المتحدة، (بخصوص الاتفاق النووي)، وكذلك هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية”.
مع هذا؛ نفى مصدر سعودي بارز إجراء مباحثات مع “إيران”، فيما لم تُعلق الحكومات، الإيرانية والعراقية، على هذه الأخبار، لكن مصدر عراقي بارز أكد وجود مباحثات مباشرة بين مندوبين عن “السعودية” و”إيران”، في “بغداد”. وأدعى هذا المصدر، مجهول الهوية؛ وجود “قنوات اتصال”، بين “مصر” و”إيران”، وكذلك مع “الأردن”.
وأضاف: “رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، مشتاق جدًا للعمل على تحويل العراق إلى جسر اتصال بين القوى المتعارضة في المنطقة، لأنه من مصلحة العراق أن يضطلع بهذا الدور. وحاليًا تجري لقاءات بين مندوبين عن السعودية وإيران”.
جهود العراق المتكررة لتحسين العلاقات “الإيرانية-السعودية”..
للتعليق؛ يقول “حسن هاني زاده”، خبير الشأن الإقليمي: “سعى، الكاظمي، مرارًا بغرض تحسين العلاقات (الإيرانية-السعودية)، لكن لم تظهر أي مؤشرات على ذوبان جليد العلاقات بين الطرفين، مع العلم أن تحسن العلاقات سوف يصب في مصلحة كل دول المنطقة”.
وأضاف: “رغم الجهود العراقية، لكن سلوكيات المسؤولين السعوديين الهجومية لا تعكس عزيمة، آل سعود، على الاتفاق مع إيران. وخلال سنوات إدارة، دونالد ترامب، الأربع، تبنت السعودية سلوك عدواني تجاه إيران، بدعم من الرئيس الأميركي نفسه ووزير خارجيته، ونفذت أعمال تدميرية ضد محور المقاومة، من مثل الحرب السعودية الجائرة ضد الشعب اليمني، والتدخل في الأزمة السورية والحيلولة دون تشكيل حكومة في لبنان”.
وأكد “زاده”؛ أن نظام “آل سعود” لم يتطلع مطلقًا لترميم العلاقات مع “طهران”، وإنما كان يهدف إلى تقويض “محور المقاومة”، وأضاف: “طالما لم تتخذ السعودية خطوات عملية على صعيد التراجع عن السلوكيات العدائية، فلن يكون من الممكن إقرار علاقات بين البلدين، ومن هذا المنطلق أن تقرير (فایننشال تایمز) يفتقر إلى الدقة”.