حين قرأت السطور عرفت ان القدر يترصد تلك النفوس الحائرة ويزرع الشوك في طريقهما ومن الممكن ان تتغير المودة الى الضد حين يجد احدهما ان لا سبيل لرتق ما تمزق من وشائج الوفاق او اعادت ما تهدم من صروح الاماني وعجبت كيف اغفلا امر احتواء الاخر والحفاظ على حياة طيبة من خلال التمسك بالأمل وعدم الاستسلام لليأس.
………………………..
2/ رسائل زمن الضياع /ايه ايتها الراحلة العزيزة
ايه ايتها الراحلة العزيزة …ايه يا فراشة جميلة تسبح في فضاء فضي موشى بالوان الماس والذهب.
انتً يامن عشت معك سنوات حلوة لا تخلو من آمال كبيرة صارت اوهاما ولم تغير لونها البهي ظلامات الالام التي تجرعناها معا من كأس واحدة .
انت معي في كل خطوة من خطوات الدرب الطويل الذي كنت اظن بأني سأكمله في يوم من الايام وحلمتٍ معي كثيرا كثيرا.
كم هي غريبة هذه الحياة التي تباعد روحين منسجمين
كم هي قاسية حين تحرمني رؤية وجهك الباسم ابدا رغم نزف الجراحات الشديدة المؤلمة.
انني لم اودعك لان في الودع الما لا تطيقه روحي ,لقد حملت صورتك بين جفني واطبقت عليها جوانب القلب الحزين ,ناديتك …يا…يا…عزيزتي …تم قتلت الحروف فوق شفتي .
ان بكيت على نهار مضى فانك تضعين الوقت سدى فلا تهمسي للامس بالعودة ,لأنك تقتلين آمالك الآتية فالعمر شراع يشق عباب الموج والموجة الماضية لا تعود ثانية ,اجل لا تعود ثانية اذ تكون بلون آخر وفي زمان آخر وفي مكان آخر ,كل لحظة تمر تأخذ بيدك الى النهاية التي لابد منها اليوم او غدا وكل يوم يمر بك يقربك الى ما هو بعيد.
وليس لك من خير الا ما عملت الم تقرأي العبارة التي تقول
(يا ابن آدم ليس لك من خير في هذه الحياة الدنيا الا ان تبني صروح الخير فذلك وحده فقط يمجدك وان لم تفعل الخير وعملت الشر لا سمح الله فستحمل اللعنة الابدية في الحياة او بعد الموت.
اوَّ ما تعلمين بأن الذي حدث هو ابتلاء لنا اوَّ ما قرأت يوما الآية الكريمة في كتاب الله العزيز
(ليبلوكم ايكم احسن عملا) فالابتلاء لا يكون الا بتحمل المكاره والمشاق ,اذن ليس لنا الا الصبر.
………………………
قد جاءني الخبر …نعم قد جاءني الخبر ’يسر او يحزن ,اني لا أعلم ,لا أدري اين هو الصواب .
في درج من ادراج مكتبتي …ليل …قمر …مساء ونجوم وشموس راحلة في يوم نشرت به حالكات الغيوم .
لا أعلم كيف سيأتي الغد, لأعلم الامس متى جاء ,الليل بهيم حزين كدموع العذراء .
افكار حائرة وظمأ ليس له بداية او نهاية.
شاردة افكاري مثل نسيم شارد في ليالي العاصفة.
دمع …فرح…حزن …ضحك …بكاء …نشيج …انغام…احلام …اوهام …صحراء وجبال ,افراح وآلام كلها شيء وهم وسراب كلها ظلال للحقيقة الخالدة .وسؤالي العتيد ترى اين هي الحقيقة الخالدة…؟
رباه اعلمني .ارشدني .اني ضائعة لا أدري ماذا افعل ,مجنون هذا العالم او قل قاتل اثيم الشر يطارد الخير دائما ولكن لابد للخير في النهاية ان ينتصر ,اجل ذلك هو احساسي الصادق بالانتصار.
العالم يعطي للقاتل سلاحه وللمقتول صبره .العالم يغذي الحيوانات المتوحشة الضارية داخل اقفاص حدائق الحيوان ويرعى حتى البكتريا الصغيرة ولكنه يترك الالاف بل الملايين من البشر بغير غذاء او مأوى .
مجنون هذا العالم.
……………………..
تنزف جراح القلب الملتهبة الما وعذابا …اشهق ابكي اسرع راكضة في متاهات حالمة ارسم فوق الجدران صورا تنطق باللوعة .
الام ابقى بهذا القيد الملعون الذي ادمى نفسي واحاط جفوني بليل حالك …؟حتام تعلو سمائي سحابات الغدر الملعونة القاسية .
انا التي حملت اجنحة الملائكة في صباح مشرق وزرعت بذور المحبة في قلوب ادمتها الخطيئة وانا هي التي نطقت بحكمة السماء من شفاه احلامها الذهبية التي حملتها في نفسها مسافرة كسائح يجد في كل الاوطان أهله وأحبته فهم بعيدون عنه قريبون من فؤاده واني اجد ابتلائي عظيما وشديد الوطأة واحاول ان انجح في الاختبار الذي يترصدني بالواقع الاليم الذي يحاصرني فأوجهه بكل ما عندي من خير ليكون طريقا الى الظفر والعلم بحقيقة انسانيتي .
ثم آه من تلك اللعنة التي سقطت حروفها الجهنمية في لوحي الابدي وآه من تلك الخطيئة التي لوثت اشعة احلامي الذهبية وجعلتني اهيم كمسحورة لا تعرف لها قرار.
انني اختنق يا ملائكة السماء اشهق كطفل برئ
من لي بيد نبيلة تنقذني من لوعتي القاتلة وكم اؤثر ان يكون لهذه السنوات عنوان آخر .
قد ادفن نفسي في احضان هذه الارض الملوثة بالطفيليات والمليئة بالعقارب والحيات ,او قد اهيم على وجهي في اودية لا اعرف لها قرار ممزقة الملابس حافية القدمين اغني للنجوم اغنية اللعنة التي سقطت في لوحي الابدي كمجنونة تلثم الحصى وتضنه زهورا معطرة. إنني كغريقة لا تدرك هوة البحر الذي هبطت اليه.