26 نوفمبر، 2024 10:19 ص
Search
Close this search box.

رسالة الى السفير الامريكي بالعراق

رسالة الى السفير الامريكي بالعراق

من خلال هذا المنبر الاعلامي الدولي، ومن باب المصارحة والمكاشفة والشكوى، نرسل اليكم يا سعادة السفير الامريكي بالعراق رسالة سياسية تتعلق بالفساد الكبير المخيم على اقليم كردستان، توازيا مع القمع والتسلط والحكم العائلي المفروض على كرد العراق، بحيث باتت الديمقراطية مسحوفة، والثروات والموارد منهوبة، وحقوق الانسان مسلوبة، وحقوق المواطنين والموظفين مسروقة، وغيرها من الخروقات للمواثيق الدولية والدستور العراقي، وفيما يلي نص الرسالة:

سعادة السفير الامريكي في بغداد المحترم
سعادة القنصل الامريكي في اربيل المحترم
تحية انسانية طيبة
(*) بداية، نتقدم بالشكر والعرفان الى الولايات المتحدة الامريكية وحليفيها بريطانيا وفرنسا، لاصدار قرار مجلس الامن 688 قبل ثلاثين سنة لاقامة منطقة (نو فلاي زون) الآمنة بين خطي العرض 36 و32، لضمان سلامة الكرد في شمال العراق، وقد اثمرت هذه الحماية بقيادة واشنطن والتحالف الدولي عن اقامة كيان فيدرالي ضمن السيادة العراقية سنة 1992، وذلك لتأسيس سلطة ادارية ذاتية من البرلمان والحكومة لادارة شؤون الكرد بانفسهم، وكذلك كل الشكر للشعب الامريكي وحكومته لاستمرار الجهود لحماية اقليم كردستان.
(*) لابد من الاقرار ان الولايات المتحدة تحظى بتأييد الكرد وينظر لها كقائد وحامي وراعي للقضايا الانسانية، خاصة وان لدعمها كان الأثر الفعال لحمايتهم ايام الهجرة المليونية، ولا ينسى انه بفضل الحضور الفاعل للولايات المتحدة ايام الانتفاضة تمت اقامة منطقة آمنة لحماية الكرد في شمال العراق من بطش نظام حزب البعث البائد.
(*) وبفضل الدعم الانساني للكرد من قبل واشنطن ودول التحالف الدولي لتوفير الحماية الانسانية، تمت اقامة مكاتب تنسيقية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في زاخو، وبفضل هذا تمكن الكرد من اجراء اول انتخاب للبرلمان وتشكيل حكومة اقليم كردستان، وقد حلت هذه السلطة المحلية محل سلطة الجبهة الكردستانية التي فرضت على الاقليم بحكم الأمر الواقع.
(*) ولكن من باب العتاب السياسي والدبلوماسي، نجد ان هذه الحماية الانسانية الدولية للكرد بقيادة الولايات المتحدة التي تمخض عنها تأسيس فيدرالية اقليم كردستان، بنفس الوقت ساهمت في تثبيت وارساء سلطة قمعية للحزبين الحاكمين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، وترسيخ سلطة مافوية للعائلتين الحاكمتين لمسعود البرزاني والمرحوم جلال الطالباني، والحزبان استولا بصورة غير قانونية على كل الموارد والثروات والممتلكات العائدة للشعب الكردي، وكذلك سيطرا سيطرة التامة على كل مفاصل الحكومة والقطاعات الاقصادية والمالية والتجارية والنفطية، وحتى رواتب الموظفين تمت مصادرتها وسرقتها بشمس النهار منذ سنوات عديدة.
(*) لهذا ولاسباب انسانية وسياسية كردية وعراقية واقليمية ودولية فان مهمات اخلاقية وانسانية ضرورية بدأت تفرض نفسها من جديد على الولايات المتحدة بخصوص اقليم كردستان، وذلك بغية وقف الفساد العملاق للسلطة القائمة فيه، وادعاء حكومة الاقليم بالاصلاح مجرد خداع ومهزلة بالشعب، لهذا بات ضروريا تقييد نفوذ العائلتين واخراج الحكومة من الشرنقة الحزبية لحزبي البرزاني والطالباني، واعادة الاعتبار الى الديمقراطية المسحوقة، وارساء النزاهة والعدالة والمساواة في جميع السلطات التشريعية والتنفيذذية والقضائية، وذلك لحماية النموذج الكردي القائم في العراق وفي المنطقة وهو يحمل بعض الخواص الايجابية الكبيرة منها الامان والاستقرار والتعايش والتسامح والتعددية القومية والدينية التي يتمتع بها مجتمع اقليم كردستان.
(*) ولغرض تكملة وتوفير الحماية الذاتية للنموذج الكردي القائم بفضل ودعم الولايات المتحدة، فان الضرورات تستدعي تبني عدة برامج اصلاحية من قبل واشنطن وبالتنسيق مع بغداد، مثل تشكيل لجنة امريكية وبريطانية وفرنسية وعراقية لمجابهة ملفات الفساد والقمع وخرق حقوق الانسان من قبل السلطة الحاكمة بالاقليم، وتشكيل هيئة مشتركة من واشنطن وبغداد لابعاد نفوذ العائلتين والحزبين الحاكمين عن السلطة من خلال اجراء انتخابات نزيهة واختيار قوى سياسية جديدة لتشكيل برلمان جديد فعال وحكومة نزيهة وأمينة.
(*) ولغرض تطوير الدعم الامريكي لاقليم كردستان، نأمل باجراء حوار استراتيجي بين واشنطن وبغداد لغرض تثبيت مراقبة ومتابعة مشتركة على ممارسات السلطات الرسمية والحزبية، ومحاولة وضع الاقليم تحت انتداب امريكي او دولي بسبب استهداف الاقليم من قبل مجموعات مسلحة عراقية تابعة لايران بهجمات صاروخية، وذلك لتوفير الحماية الدولية ولتخليص شعبه المغدور من العبودية السياسية والاجتماعية المفروضة عليه من قبل العائلتين والحزبين الحاكمين.
بالختام، نتمنى دوام الازدهار والتقدم للولايات المتحدة على صعيد العالم لخدمة البشرية والقضايا الانسانية.

كاتب صحفي
نسخة: الى مكتب السيد الرئيس مسعود البرزاني

أحدث المقالات