لئن يحاول قادة النظام الايراني عموما وخامنئي بشکل خاص، إظهار النظام بأنه في کامل قوته وإقتداره وإنه بإمکانه مواجهة الاخطار والتحديات المحدقة به، لکن واقع أمره ليس کذلك على وجه الاطلاق، ذلك إنه وعلى سبيل المثال، ووفقا لنتائج نشرها صندوق النقد الدولي ونشرتها صحيفة Washington free beacon، فقد کشف تقرير أمريکي بأن إيران استنزفت جميع احتياطياتها النقدية تقريبا في السنوات الأخيرة من إدارة الرئيس دونالد ترمب، حيث أدت العقوبات الاقتصادية القاسية إلى شل اقتصاد البلاد وجعل النظام المتشدد على شفا الانهيار المالي، ويشار الى إنه کان لدى إيران مليار دولار في عام 2018 وبحلول 2020 بات لدى النظام 4 مليارات دولار فقط عندما كانت حملة “الضغط الأقصى” للإدارة السابقة على طهران في ذروتها، وفقا لتقرير صندوق النقد الدولي حول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى لعام 2021 والذي يتتبع اقتصادات المنطقة.
في وضع کذلك الذي أشرنا إليه آنفا وفي ضوء الاوضاع السلبية التي يواجهها النظام الايراني على مختلف الاصعدة وبشکل خاص الاقتصادية والسياسية والامنية منها، فإن مزاعم وإدعاءات التظاهر بالقوة والتماسك وإمکانية المواجهة والصراع ضد الارادة الدولية والمطاولة بها، مجرد کلام منمق وواه لايمکن الاعتداد به.
محاولات النظام الايراني من أجل الإيحاء بأن کل شئ على مايرام، هي في حقيقة أمرها من أجل التغطية على عجز النظام وعلى أزمته الخانقة التي تکاد أن تقوده الى الهاوية، ولاسيما وإن تزايد مشاعر الرفض والکراهية من جانب مختلف شرائح الشعب الايراني وتزامن ذلك مع وجود فجوة کبيرة جدا بين النظام وبين الشعب وإتساع تلك الفجوة يوما بعد يوم علما بأن ذلك يتزامن مع تزايد دور وشعبية مجاهدي خلق بين الاوساط الشعبية الايرانية عموما وبين شريحة الشباب خصوصا کما إعترف بذلك خامنئي قبل فترة ولعل المٶتمر الاخير الذي عقدته اللجنة العربية ـ الاسلامية للتضامن مع المقاومة الايرانية في يوم الاربعاء الماضي بمناسبة شهر رمضان عبر الانترنت وحظيت بمشارکة کبيرة جدا من جانب شخصيات عربية وإسلامية من سائر أرجاء العالم، قد سلطت الاضواء على حالة الضعف والتداعي التي يواجهها النظام الايراني.
الحقيقة التي تم تأکيدها في هذا المٶتمر من جانب المشارکين عموما ومن جانب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، هي إن النظام الايراني يسير بخطى حثيثة نحو السقوط والزوال، ولعل ماجاء في کلمة السيدة رجوي في هذا المٶتمر والذي أکدت فيه بأن”نظام ولاية الفقيه، رغم كل ما قام به من إراقة الدماء والقمع، يعيش مرحلة الهزيمة. نعم، إنه عصر أفول وهزيمة التطرف والظلام الديني”، وهذا الکلام له مدلوله ومعناه العميق الخاص، إذ أن النظام الايراني قد بني من الاساس على القمع وإراقة الدماء وعلى إشاعة ونشر التطرف والارهاب والفکر الظلامي وإن أفول وهزيمة التطرف والارهاب والفکر الديني الظلامي يعني هزيمة وإنهيار وسقوط النظام الايراني، وعندما نقوم بالربط بين ماجاء في التقرير الذي أشرنا إليه آنفا وبين کلام مريم رجوي الواقعي، فإننا نجد إن هذا النظام يعيش أيامه الاخيرة.