يبدو أن أحزاب المحاصصة لاتريد ألاستفادة من تجربتها المليئة بألاخطاء والتجاوزات التي تصل الى حد الخيانة بحق الشعب والوطن , فالكل يخالف الدستور الذي كانوا هم شهود زور على كتابته أيام نوح فيلدمان مستشار بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال ألامريكي سيئ الصيت الذي قال عنه الشاعر العراقي أحمد مطر :-
أنا ضد أمريكا الى أن تنقضي
هذي الحياة ويوضع الميزان
واليوم وبعد أربع تجارب أنتخابية فاشلة على صعيد المنجز الوطني , تعود أحزاب المحاصصة على رغم ألاختلافات والخلافات بينها الى تكرار شعاراتها وغزلها الذي أصبح شتيمة بحق العراق والعراقيين , ولو حدثت مثل هذه ألاستهانة والامبالاة تجاه أي شعب من الشعوب التي لاتقبل التجاوز على حقوقها وكرامتها لوجدنا ألاعتصامات السلمية تردع عناد الحكومة وتجعلها تواجه أستحالة في عملها مالم تستجيب لمطالب الشعب المحقة , ولانريد أن نضرب المثل بأوكرانيا لآلتباس حالتها بالتدخل ألامريكي , ولكن يمكن أستحضار المثل البريطاني الذي رفض شعبه التدخل العسكري في سورية مما جعل كاميرون ووزير خارجيته رغم تبعيتهما للآدارة ألامريكية الاأنهما خضعا للمطالب الشعبية ونفس الشيئ يمكن أن يقال عن ألادارة الفرنسية التي رأت في تراجع ألادارتين ألامريكية والبريطانية أشارة كافية ورادعة عن تطرفها الذي عرفت به في بداية ألازمة السورية .
بعض السياسيين من أرباب أحزاب المحاصصة يحلو لهم تعداد منجزات على الورق يوهمون بها أنفسهم ويطمعون الى أيهام الشعب معهم مثل : كتابة الدستور , وأجراء ألانتخابات , وفاتهم أن أهل الخبرة الدستورية والمعرفة السياسية وألاجتماعية , قالوا كلمتهم في الدستور المفخخ بألغام النصوص المبهمة والغامضة والمتناقضة مثل ” المناطق المتنازع عليها ” ومثل ” ديباجة المقدمة التي تقول ” العراق موطن ألانبياء ومثوى ألائمة ألاطهار ” وهو أنشاء شعري لاعلاقة له بروح الدساتير وعقلانيتها , ولازال الدستور ينتظر التغيير ولكن على أيد خبراء ألاصطلاح والمعرفة لامن أصبح نائبا بالكراسي التعويضة , ومن لبس العمامة ولم يدرس المقدمات ولا ألفية بن مالك ولا السطوح ومن لايعرف المنظومة فضلا عن ألاسفار ألاربعة في الحكمة المتعالية .
أما ألانتخابات فقد سرقت عذريتها أحزاب المحاصصة وأفرغتها من محتواها , وهذه النماذج المرصوفة في البرلمان كالخشب المسندة مثالا , وهذه الحكومة التي ينتقدها من فيها قبل من هو خارجها دليل أخر على رداءة أنتاج ألانتخابات السابقة .
واليوم تعاودنا كل الكتل وألاحزاب بوجوه وأسماء جعلت سخرية الشارع العراقي تسبقها قبل أن تظهر تفاصيلها من ألاسماء ” بأستثناء التيار الصدري الذي عرفت أسماء مرشحيه من ألانتخابات التمهيدية التي أنفرد بها وهي مسألة بحاجة الى أعادة نظر من حيث دستوريتها ” فأسماء الكتل والقوائم باتت معروفة , فكتلة المواطن تفاخر بوطنيتها ناسية جذورها التنظيمية خارج الوطن , وحزب المؤتمر الوطني يدخل رئيسه أحمد الجلبي مع كتلة المواطن وهو حزب من صناعة أمريكية ولذلك لم يحظ بشعبية في الشارع العراقي والتيار الصدري يعيد ترشيح من رفضهم السيد مقتدى الصدر تارة , ومن رفضتهم القاعدة الشعبية مثل نشال شارع كرومويل في لندن , ومن لازالت ملفاتهم القضائية لم تحسم ومن لم يقدم شيئا في منصبه في المرحلة المنصرمة .
وكتلة ألاصلاح الوطني برئاسة جعفري أخذتها العزة بالنفس فألت على نفسها أن تشارك بكتلة رابعة مع كتلة دولة القانون وكتلة المواطن وكتلة ألاحرار للتيار الصدري , وكتلة الجعفري نسيت أنها لم تحصل على سوى مقعد واحد للجعفري في بغداد بفضل التيار الصدري وبعض الذين أستفادوا من تعييناته في منطقة الكاظمية وأن مدينته كربلاء لم يحصل على شيئ منها , وكتلة دولة القانون لم تستفد من خيبتها في أنتخابات مجالس المحافظات عام 2012 والتي لم ينتخب فيها أعضاء مكاتب حزب المالكي , وأصراره على تكرار الترشيح مع مايسمى بالمستقلين مثل حسين الشهرستاني الذي لايمتلك قاعدة شعبية ومثله خالد العطية الذي فضحته مبالغ علاجه لبواسيره وهو من مال الشعب أما تنظيم العراق فالمالكي يعلم قبل غيره أنها لاتمتلك رصيدا شعبيا ولا ينسى العراقيون خالد ألاسدي صاحب شهادة ألاعدادية المزورة والتي نشرت أخبارها عبر الصحافة أما خضير الخزاعي الذي أصبح نائبا لرئيس الجمهورية وهو لم يحصل على رصيد أنتخابي يؤهله للفوز في بغداد لولا أصوات المالكي التي لانظن أنه سيحصل عليها بنفس المستوى هذه المرة , أما منظمة بدر فلا تمتلك رصيدا شعبيا سوى المتزلفين والعاملين في مكاتبها , أما الكيان ألاتحادي الذي تزعمه أسامة النجيفي وقيل أنه يضم ” 13″ كيانا ” فترد عليه خطب ساحات ألاعتصام كما يحاصره ألارهاب في الموصل الذي تدعمه قطر التي زارها السيد أسامة النجيفي زيارة ملتبسة ومخلة بالسيادة , أما كتل ألاخلاص في ألانبار , فالحراك في الفلوجة والرمادي يحدد مستقبلها وأما كركوك وصلاح الدين وديالي فألارهاب يضرب سطوته هناك لآن من عملوا في السياسة راهنوا على الخارج والخارج معادي للعراق , ويظل خميس خنجر وسعد البزاز وعون الخشلوك رهانات مالية لاتمتلك شعبية مقبولة ومؤثرة على صعيد ألانتخابات , من هذا نخلص الى أن سخرية الشارع العراقي تطال الكتل الشيعية والسنية على حد سواء وللاكراد حديث أخر .