22 نوفمبر، 2024 7:03 م
Search
Close this search box.

آنساتي سادتي إما بعد..!

آنساتي سادتي إما بعد..!

آنساتي سادتي إما بعد: نحن نحمل إرثنا فوق الأكتاف، لكنه ينهك الهامات، ويقصر القامات، ويرفع الاقزام، ويقدس الاصنام، ويحولنا الى جثث تحت سنابك خيول الفاتحين؛ فيحضرون لنا تراثاً جديداً، بإطار طائفي مقيت، وهذا ما يجعلنا نعيش محنة الأخلاق، والوجود في آن واحد، بيد أن حضارتنا أصبحت مقسمة الى طوائف وملل وقوميات، ودولتنا العزيزة هي شجرة مثمرة تدر عليهم الخيرات، لكنهم يرمونها بالحجارة.

غزو فكري يسعى إليه الساسة عند اقتراب الانتخابات، لطمس الوحدة والتعايش السلمي، وزرع التطرف والتكفير، فمنذ ذلك الوقت الذي جاءوا فيه للحكم باسم الديمقراطية الكاذبة، وحتى يومنا هذا نجد أنهم تمكنوا من خلق مجموعات متطرفة يعشقون القتل والتهجير، مجموعات ليست لها علاقة بالدين ولا بالإسلام، ورسم صورة بشعة عن الدين الإسلامي، وقد نجح بعض الساسة في مبتغاهم، حين جعلوا كل من ينتقدهم خائن بل ومندس، وربما بعثي يدافع عن نظام دكتاتوري مقيت.

آنساتي سادتي : نحن العراقيون متفقون على أن يقدر التاريخ، فمن لا يهتم بتاريخه سيضيع مستقبله، لأننا يجب أن نتعامل برؤيا الاستحضار، لا بطريقة الاستذكار، ليكون منهجنا بناء تاريخ يشار لنا فيه بالبَنان، ولكن الحجر الذي يقف في طريقنا كعثرة، هم السراق والفاسدين ومَنْ يساندهم من الأحزاب الفاشلة.

الإصلاح الحقيقي قلناه، ونعيده ألف مرة عسى أن يفهموا معناه، وهو التغيير الجذري للوجوه الفاسدة، ومحاسبتها، وتهديم الدولة العميقة التي أسسوها، من قبل زمرة من الفاسدين، حين تسنموا مناصب، بدءاً من مدير عام، وهيئات مستقلة، الى وكيل وزير، فصنعوا عصابات منظمة وحيتان، لسرقة أموال الشعب، وأصبحوا بنياناً مرصوصاً أسه المال الحرام، أحدهم يحمي الآخر ويتستر عليه، فعند محاسبتهم سيتهدم بنيانهم، وتُقص أجنحة الأحزاب، والوزراء الفاسدين، وستكون الوزارة نقمة عليهم، وليس نعمة.

آنساتي سادتي: سأحكي لكم حكاية الشاعر الذي وقف بين يدي حاكم بلدته، فقال له: إنك أحسن من القمر، وأشد من الأسد، وأقطع من السيف، فسرَّ الحاكم من قوله، فأمر له بعشرة الآف درهم، ثم همس الحاجب في أُذن الوالي قائلاً: كان الشاعر ليرضى منك بعشر دراهم، فلمَ أعطيته عشرة الآف درهم، فأجابه الحاكم: لقد سرنا بكلام، وسررناه بكلام، رغم أننا نعرف أن قوله فينا كذب، أيعقل أن أكون قمراً وأسداً وسيفاً؟ لذا يكفي أننا إشترينا كلامه، بعشرة الآف درهم، كاد ينزع جلده من شدة الفرح بها.

ختاماً: فرح الشاعر بالعشرة ألآف درهم، أما ما أطلقه شعراء الحزب الحاكم، مثل قائد الضرورة، ومختار العصر، وصديق الفقراء، وناصر المظلومين، والمصلح الجبار، حين نزعوا جلودهم الوطنية، وإرتدوا جلابيب السلطة، والمكاسب الحزبية والشخصية، كشاعرنا، ليضمنوا حقهم في الحكومة القادمة!

 

أحدث المقالات