مع استئناف المحادثات النووية .. هل تستطيع إيران الاستغناء عن العداء مع أمريكا ؟

مع استئناف المحادثات النووية .. هل تستطيع إيران الاستغناء عن العداء مع أمريكا ؟

مع استئناف المحادثات حول الملف النووي الإيراني واشتراك الولايات المتحدة الأمريكية فيها، ورفع بعض العقوبات غير المؤثرة التي فرضتها الولايات المتحدة على تصاعد القلق في الخليج من أن يؤدي أى اتفاق جديد بين الغرب وإيران حول ملفها النووي أن تحصل الأخيرة على ضوء أخضر جديد لفرض خياراتها حول في أمن المنطقة وفرض استراتيجيات إيرانية على دولها، وهو القلق الذي دفع المملكة العربية السعودية لأن تطلب اشتراكها في أى مباحثات موسعة حول المشروع النووي الإيراني، خاصة بعد أن أكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي اليوم الجمعة للتلفزيون الرسمي أن بلاده بدأت في إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% “بالنظير 235” تطبيقاً للقرار الذي أعلنته طهران مؤخرا. وقال صالحي للتلفزيون الرسمي “الآن، نحصل على 9 غرامات في الساعة” في وقت أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء قبل وقت قصير من ذلك أن إنتاج هذه المادة الانشطارية بنسبة 60%، بدأ في منشأة نطنز للتخصيب في وسط إيران
ولكن حتى بفرض أن الغرب والولايات المتحدة سوف تصل لاتفاق مع إيران، وإذا استطاعت إيران الاستغناء عن طموحها النووي أو حتى تأجيله إلى حين، فهل إيران تستطيع الاستغناء عن عدائها المعلن مع أمريكا ؟
كريم سجادبور الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي يحاول الإجابة عن هذا السؤال مستشهدا بما قاله له الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إن المرشد الأعلى لإيران ، آية الله علي خامنئي ، أخبره أن “إيران بحاجة إلى عداوة مع أمريكا ، والثورة بحاجة إلى عداوة مع أمريكا”.
ومع ذلك فإن سجادبور يذهب إلى أن أي استراتيجية أمريكية فعالة تجاه إيران تتطلب أولاً تقييمًا صادقًا لطبيعة الجمهورية الإسلامية ، ويجب أن تهدف إلى معالجة ثلاثة أسئلة محددة: هل الجمهورية الإسلامية قادرة على إجراء إصلاح ذي مغزى؟ هل الجمهورية الإسلامية قادرة على التخلي عن معاداة أمريكا كجزء من أيديولوجيتها الثورية؟ هل من المرجح أن تغير الجمهورية الإسلامية سياساتها الإقليمية القديمة ، بما في ذلك معارضتها لوجود إسرائيل وزراعة ميليشيات إقليمية مثل حزب الله؟
سجادبور يجيب على كل هذه الأسئلة بقوله إنه من الممكن أن تصل الإدارة الأمريكية لحلول وسط مع إيران في محاولة لاستيعابها وطمأنه حلفائها في المنطقة، ولكن ليس من المؤكد أن نظام الملالي لن يخاطر بسهولة بأن يفقد غطاء العداء بينه وبين الولايات المتحدة، وهو غطاء يوفر له مبررات البقاء حتى في ظل أصعب الظروف الاقتصادية التي تمر بها إيران منذ وقت طويل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة