25 يونيو، 2025 11:46 ص

في القارة السمراء .. “داعش” يستعد لحفلة جنون دموية على إيقاع الصراع “الأميركي-الصيني” !

في القارة السمراء .. “داعش” يستعد لحفلة جنون دموية على إيقاع الصراع “الأميركي-الصيني” !

وكالات – كتابات :

بعد إعلان عدة جهات؛ على رأسها الأجهزة الأمنية العراقية و”الولايات المتحدة الأميركية” و”التحالف الدولي”، هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي، في “سوريا” و”العراق”، ظهرت للتنظيم جيوب وفلول عدة، في عدد من الدول الإفريقية، على رأسها: “ليبيا”، هل بدأ التنظيم تجميع قدراته للعودة مجددًا في القارة السمراء ؟

مهمة استخباراتية ذات ثلاث مراحل..

الخبير السوري في شؤون التنظيمات المسلحة، الدكتور “حسام شعيب”؛ يقول: “نحن نعلم أن تنظيم (داعش)؛ هو صناعة مخابراتية أميركية، وهو ضمن الإستراتيجية الأميركية، فيما يتعلق بالسيطرة على العالم، وقد كانت هناك ثلاث مراحل، تمثلت المرحلة الأولى: في السيطرة على مركز العالم، وبدأت الحكاية بأفغانستان، ثم جاء السيناريو الثاني: في قلب الشرق الأوسط؛ وبالتحديد في سوريا والعراق والعالم العربي”.

وأضاف، في حديث له مع شبكة (سبوتنيك) الروسية، المرحلة الثالثة من الخطة الأميركية للسيطرة على العالم؛ تتمثل في السيطرة على أطراف أو سواحل العالم، وبالفعل المرحلة الثالثة الأميركية بدأت تُطبق على الأرض بفعل تنظيم (داعش)، بالانتقال عبر تسهيلات استخباراتية أميركية، والتي تقوم بنقل عناصر التنظيم إلى سواحل “إفريقيا”، وقد انتقلت العديد من قيادات التنظيم، من “سوريا” و”العراق” بالفعل؛ إلى سواحل “ليبيا”، حيث يعتبرون: “ليبيا”؛ الممر إلى دول أخرى في “إفريقيا”.

وتابع خبير التنظيمات المسلحة، أن الغاية من غرس التنظيم في القارة السمراء، هو منع “إفريقيا” من أن يكون لها حضور اقتصادي أو أي نشاط سياسي فاعل على مستوى العالم، وبالتالي عندما يوجد (داعش) يكون الاستثمار الأميركي وتحقيق المصالح، وبالتالي فإن كل تحركات التنظيم تخدم في الأساس المشروع الأميركي؛ ثم المشروع الإسرائيلي في تلك المناطق.

نجاح مرتقب..

وتعليقًا على مدى قدرة التنظيم على تحقيق نجاحات في “إفريقيا”؛ كما حدث في “سوريا” و”العراق”، قال “شعيب”، النجاحات متوقعة ولعل البعض يراها ضعيفة، لكنها موضوعية وحقيقية، أولى تلك النجاحات هو محاولة استعطاف وكسب تأييد كل أولئك الذين يتابعون هذا التنظيم بدهشة أو من يملكون إيديولوجية دينية، وبالتالي تحريك العواطف الدينية وإعادة تجييش وتجميع قوى بشرية جديدة تقاتل في صفوف التنظيم، وبالتالي يمكن أن ينجح التنظيم مجددًا في “إفريقيا”.

نتائج سياسة “الأرض المحروقة”..

وفي نفس السياق؛ قال المحلل السياسي العراقي، “عبدالقادر النايل”، إن تنظيم (داعش)، في “العراق” و”سوريا”؛ تعرض إلى الحسم العسكري، بعد تشكيل “التحالف الدولي”؛ واستخدام سياسة الأرض المحروقة عسكريًا، دون النظر إلى نتائجها الكارثية على المدن والمواطنين، والأطفال والنساء والبنية التحتية للمحافظات التي سيطر عليها، في “العراق” و”سوريا”.

وأكد “النايل”؛ أن التحالف والجيش العراقي ظنوا أن الخطوة العسكرية ستنهي جميع عناصر (داعش)، وبالتالي ما جرى ليس انتصارًا للتحالف، على (داعش)؛ إنما حسم عسكري فقط، مما دفع (داعش) للانسحاب مع أسلحته لمناطق معقدة عسكريًا، حيث لا تستطيع الطائرات المُسيرة أو المروحيات العسكرية والطائرات الحربية تعقبهم وتحديد أماكنهم، فضلاً عن أن الجيوش البرية التي اعتمدت عليها “أميركا”، هي مجرد جموع بشرية غير مدربة، استخدمتها كبديل لجيشيها؛ حتى لا تتكبد خسائر بشرية وتكلفتها المالية قليلة.

وتابع، لذا فإن “تنظيم الدولة الإسلامية”، (داعش)، موجود في “سوريا” و”العراق”، وقد طور من إمكانياته العسكرية ونقل عدد من جنوده إلى “إفريقيا” لتأسيس عدة جبهات؛ فيما يسمى: “إدارة التوحش”، التي يستخدمها، وفي ذات الوقت يشتت جهود “التحالف الدولي”، الذي أصبح اليوم مفكك ويعاني من عدم وجود داعم مالي يدفع تكاليف الحرب على التنظيم، ولاسيما بعد جائحة (كورونا) والتدهور الاقتصادي العالمي، وإنشغال العالم في ملفات كبيرة؛ مثل: البرنامج النووي الإيراني والإنكماش الاقتصادي الأميركي، فضلاً عن أن أوضاع “أميركا” الداخلية، والتي بدأت بالتصدع، والتي توحي بأن أماكن جديدة سوف يظهر بها التنظيم.

حفلة جنون من الدماء !

وأوضح “النايل”، بعد الانسحاب الأميركي، من بعض الدول الإفريقية، ربما نشهد اتفاقات، كما حدثت مع (طالبان)، في “أفغانستان”؛ وهذا سيترك الأنظمة المتحالفة مع “أميركا” في وجه العاصفة، كما أن جبهة “أفغانستان”، والدول المحيطة بـ”إيران”؛ لن تكون هادئة إذا ظهرت تنظيمات أخرى مسلحة، مما يؤكد أن الشرق الأوسط مقبل على حفلة جنونية من الدماء والصراعات المسلحة، بعد الاتفاق “الصيني-الإيراني”، والذي مكن “الصين” من التواجد في الشرق الأوسط، دون أن تخسر جنودًا أو حربًا، بعد أن قدمت لها “إيران” ميليشيات متطرفة أيضًا تتعاون معها وتنفذ لها “طريق الحرير”.

وأشار المحلل السياسي؛ إلى أن “أميركا” تنسحب من المنطقة، لكن لن تتخلى عنها بسهولة، لأنها تفكر في مواجهة “الصين” وصعودها الاقتصادي، مما سيدفعها لاستخدام جميع الأوراق في المواجهة الباردة في الوقت الحالي.

كما حذر تقرير؛ أعده “معهد دراسات الحرب”، (ISW)، في نهاية العام قبل الماضي، وهو مؤسسة أبحاث غير حكومية مقرها “واشنطن”، بعنوان: “عودة داعش الثانية: تقييم تمرد داعش المقبل”، من أن التنظيم الإرهابي؛ لم يُهزم ويستعد للعودة مجددًا، وعلى نحو: “أشد خطورة”، في كل من “العراق” و”سوريا” ومناطق أخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة