ونحن في هذا الشهر المبارك تجلس منذ الصباح الباكر وتقوم بترتيب امور البيت ثم بعدها بساعات تتوجه الى المطبخ ولا تفارقه حتى اعداد الطعام بالكامل وبكل صنوفه وانواعه وتقوم بتقديمه على مائده الافطار وتشاهدها فرحة جدا بهذا العمل وحتى من يكون لها عمل وظيفي والتزام بالوظيفة فتراها تعود بعد نهاية دوام وظيفتها مباشره الى البيت و تقوم بإعداد وجبه الافطار لعائلتها كل هذا ومازال قسم من الرجال يتمسكون بالحديث الذين يطلقونه على النساء (ناقصات عقل ودين) واغلبهم لا يعرف تفاصيل هذا الحديث وسبب ذكره فهنا النقصان ليس بفعل الشخص او تقصيره ولكنه جزء من خلق الرحمن لكي تستمر الخليقة فلقد وهب الله سبحانه وتعالى المرأة تركيبة مختلفة عن الرجل وهي جزء من الانوثة التي وهبها لها الرحمن…
وهذا لا يعني ان نوجه لشريكات الحياة اللاتي سهرن الليالي معنا لتربية الابناء ونتشارك معهن الرأي في كل الامور واغلب الاحيان نأخذ مشورتهن في امور كثيرة خاصة ما يتعلق بزواج الابناء والبنات وعندما يشعر صاحب الجلالة الرجل في البيت بنرفزة روحية يقوم بإطلاق احاديثه الوجدانية انتن ناقصات عقل ودين….
وبعيدا عن الانحياز ولنتكلم بضمائرنا قبل مشاعرنا لولا وجود النساء في البيوت هل سوف يستطيع الرجل العيش وحده او اننا نستطيع معشر الرجال تحمل ساعات المطبخ ونحن صائمون وطلبات ابنائنا لاتعد ولاتحصى.. فكم انت كبيرة ايتها المرأة وانت تجاهدين في مطبخك المتواضع لتقدمين اشهى وألذ واطيب الاطباق لكل الصائمون من افراد الاسرة دون كلل اوملل دون منة على أحد تقدمين وجبة الفطور بكل انواع الطعام المتيسر في البيوت وانت صائمة مثلهم وتجلسين آخر الناس على مائدة الافطار.. وأحياناً كثيرة خاصة اذا كان هناك ضيوف تبقين اكثر من ساعة حتى تقومي بتناول وجبة الفطور…
عظيمة انت ايها المرأة وكبيرة في خدماتك وانسانيتك التي لا تعرف الحقد والانانية وقد حملت كل حنان الارض في قلبك في تربية ابنائك… صابرة صامدة بوجه كل الرياح العاتية التي تعصف عائلتك أحياناً وربما سببها اطراف خارجية…. نعم اخاطبك ايها البطلة وانت واقفة شامخة في تقديم خدماتك لأسرتك بروح العقل ويجب على كل العقلاء ان يشكرون دور نسائهم وان يعطوهن احتراماً وتقديراً لما لهن من أدوار ايجابية مميزة في تربية الاسرة.. فاغلبنا اليوم الرجال مشغولون في امور الحياة الاخرة من تدبير مستلزمات العيش ونخرج من بيوتنا ولانعرف ماذا يجري خلفنا واغلبنا لا يلتقي بأبنائه او بناته الا قليلا من الوقت فترانا نسأل المرأة عن حالهم واحوالهم لأنها قريبة منهم وتعرف عنهم كل شاردة او واردة.. صغيرة او كبيرة.. ولأنها هي من يقدم لهم الطعام وهي من تغسل ملابسهم وهي من تعرف حاجياتهم الاخرى وبعد كل هذا مازلنا نعامل النساء على اساس مفهومنا للحديث ناقصات عقل ودين من النقصان وليس من الحكم السماوية التي قدرها الله لها…
فتحية والف تحيه لكل إمراة مجاهدة تقف في مطبخها الرمضاني وهي تعد لنا شوربة العدس والطبيخ الطازج والخبز الحار وبعدها قوري الشاي الجاهز لننصرف بعدها معشر الرجال الى صلاة العشاء والتراويح ونحن ندعوا الله ان يغفر لنا ذنوبنا وتنصرف هي لتنظيف وتشطيف ادوات المطبخ بعد عناء يوم رمضاني كامل وتقوم بأداء صلاتها في بيتها ودعائها الى الله ان يحفظ ويحافظ على ابنائها وزوجها وكل افراد اسرتها….
وصياماً مقبولاً وافطاراً شهياً