المتاعب التي يواجهها القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تتزايد ومن مختلف النواحي، لکن واحدا من أهم المتاعب التي تشغل بال النظام وتقلقه وتٶرقه هي التظاهرات والاحتجاجات المختلفة التي لاتکاد المدن الايرانية في سائر أرجاء البلاد تخلو منها، وأساس هذا القلق هو إن هذه الاحتجاجات وکما جرى خلال الاعوام السابقة تتطور الى إنتفاضاط عارمة يتم فيها ترديد شعارات ضد النظام بل وحتى تجري فيها مواجهات مع قواته الامنية.
مع تزايد وتيرة تظاهرات متقاعدي الضمان الاجتماعي في مختلف المحافظات الإيرانية، فقد تجمع متضررو سوق الأوراق المالية في طهران أمام مبنى البورصة ورددوا هتافات ضد مسؤولي النظام الإيراني، مطالبين بـ”إعدام الرئيس حسن روحاني”، وترديد شعارات أخرى من قبيل “الخائن روحاني يجب إعدامه”، و”الموت لروحاني”، و”همتي همتي أنت عار على هذه الأمة”، إلى أن حضرت الشرطة في التجمع أمام مبنى البورصة ومنعت المتظاهرين من دخول المبنى. الملفت للنظر إن هذه التظاهرات قد جاءت بعد أشهر من طلب المرشد الإيراني، علي خامنئي، والرئيس روحاني وأعضاء آخرون في حكومته، بمن فيهم محافظ البنك المركزي، من الناس الاستثمار في البورصة، ويمن الواضح إن ترديد شعار”الموت لروحاني” قد تکون بداية الريح التي تهب من بعدها العاصفة، ذلك إن هذا الشعار السياسي المطالب بالموت لروحاني والاخير مجرد رئيس لسلطة تنفيذية تخضع من مختلف الاوجه لخامنئي فإنه من المرجح أن يأتي الدور وعما قريب لترديد شعارات”الموت لخامنئي” و”يسقط نظام ولاية الفقيه” کما قد حدث وجرى خلال الاعوام السابقة.
الاجهزة الامنية للنظام الايراني والتي تکثف من إجراءاتها الامنية وتدابيرها وإحتياطها وتحرزاتها خوف من تفاقم هذه الاحتجاجات وتطورها الى إنتفاضات عارمة ولاسيما وإن قادة النظام الايراني ووسائل إعلامه دأبوا على الاشارة الى دور الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران ومن إنها تٶثر في سياق وإتجاه هذه الاحتجاجات وتعمل على تطويرها الى إنتفاضة، وحتى إن حملة الاعتقالات الاخيرة التي طالت عوائل ومعارف ومن تربطهم أية روابط بالمنظمة، قد أکدت حقيقة مخاوف النظام من الدور المٶثر لهذه المنظمة على مسار الاوضاع في داخل إيران ومن إنها تلعب دورا لم يعد بالامکان تجاهله أو تجاوزه، والاهم من ذلك إن الاجواء کلها الان متاحة بسبب من الظروف والاوضاع بالغة السوء لإندلاع إنتفاضة عارمة ضد النظام، والاکثر إيلاما للنظام إن هذه الحالة تتزامن مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو القادم والتي ستواجه مقاطعة شعبية کما تتوقع مختلف الاوساط المطلعة بما يعني إن الحال يمضي للأسوأ وإن الايام القادمة لن تکون أبدا بأفضل من سابقاتها.