22 نوفمبر، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

الإنسان بين الحياة الدنيا ونعيم الآخرة

الإنسان بين الحياة الدنيا ونعيم الآخرة

(( أن الله تعالى خلق هذا الكون الواسع وأوجد فيه الكثير من خلقه منها نراها ومنها لا نراها ولا نعرفها ومنها نحس بوجودها ولا نراها وعلى حسب فهمنا أن هذا الكون لا يمكن أن يكون فارغا من سكانه ومستوطنيه فالزمن كفيل في معرفة الأكوان الأخرى المجاورة لنا .أن الحياة التي خلقها الله تعالى وسخرها لنا وأمرنا بالتمتع بها وبجمالها الرباني المتقن والمنظم والمهيأ بعناية فائقة الدقة وفسح المجال في استغلالها بشروط واضحة المعالم وبسيطة ولغاية معينة مرتجى منها وهي الحياة الأبدية السعيدة عبر الحياة الدنيا من خلال التهذيب والارتقاء بهذا الكائن البشري الأرضي حيث غمره الله تعالى بمحبته ورعايته وفضله على جميع خلقه وصوره بأحسن صورة وهيئة لا عيب فيها ولا نقص وهيأ له سبل السمو والرفعة والتكامل نحو الأفضل والأرقى في الأخلاق والمعرفة ونقاء النفس ليصل إلى الحياة الأبدية السرمدية التي فيها كل شيء ومنها ما حرمها الله تعالى عليه في دنياه الأرضية كجزاء له وعطاء غير مجزأ . لكن مع الأسف نرى الكثير من الناس الذين يدعون العلم والمعرفة وخصوصا التيار الديني المتزمت الحاقد على الدنيا يظلل الناس ويثبطهم بأوهامه وفكره الغير ناضج والغير متمعن بفلسفة خلق الله تعالى للبشر وينظر إلى الحياة الدنيا بعين واحدة ومن طرف خاطئ متشائم ليوهم الناس أن هذه الدنيا عبارة عن اختيار للنفس البشرية وامتحانات صعبة الاجتياز وأن الكثير سيقع في الخطأ الجسيم الذي يوصله إلى غضب الله وعصيان أوامره وعدم التمتع بما وهبه وأسبغ عليه من النعم المسخرة له والتي لا تعد ولا تحصى أن هذا الفكر يعني عبثية الخلق والإيجاد للكون ,
أن الكثير من الذين يحذرون الناس من الانغماس في لذات الدنيا الفانية هم أحرصهم عليها وأكثرهم تمتعا بها هم وذراريهم على أكمل وجه يسخرونها للذاتهم ويمنعون الآخرين من نعيمها التي أهداها الله تعالى الحق عز وجل فلا يحق لأي إنسان أن يُكره الناس ويمنعهم من استغلال جمال هذه الدنيا وطيباتها وخيراتها التي أنعمها لبني البشر على أرضها بالاستغلال الأسلم والأصح لخيراتها المشروعة والمشرُعة التي كفلها الله تعالى وفق سياق ما حدده له بمنهاج رسمه في التعايش والتعامل مع الكائنات الأخرى وفق نظام عدلي ألاهي بالغ الدقة والتفاصيل ومنطق العدالة لضمان إنسانية الإنسان وكرامته التي بينها له الرسل والأنبياء بشرائع وشروط العيش السليم وعلى فترات من الزمن ليُرضي الخالق ويخدم المخلوق ويأمن عواقب الآخرة وهذا كله يُزيل التشكيك وينزع الغشاوة عن قلة الإدراك والوعي والتفكير الضيق عن السؤال المطروح لماذا خلقنا الله تعالى وفتننا فيها وسوف يُعاقبنا في الآخرة … ) ضياء محسن الأسدي

أحدث المقالات