22 يونيو، 2025 10:52 م

الفصائل العراقية تخدم مصالح “البنتاغون” .. صحيفة “الحرس الثوري”: سلطة العراق لن تسلمه لـ”محور المقاومة” !

الفصائل العراقية تخدم مصالح “البنتاغون” .. صحيفة “الحرس الثوري”: سلطة العراق لن تسلمه لـ”محور المقاومة” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

فُتح ملف طرد العسكريين الأميركيين من “العراق” على مائدة السياسيين والمسؤولين العراقيين منذ مدة.

وقد أخذ هذا الملف منحى جاد باستشهاد قيادات “المقاومة”، وبعد ذلك نفذت بعض “فصائل المقاومة”، في “العراق”، عمليات مكلفة بالنسبة لـ (البنتاغون)، وكبّدت، في الأسابيع الأخيرة؛ الأميركيين خسائر فادحة بشكل يومي من خلال استهداف القواعد، ومراكز نقل القوات والمعدات، وكذلك القوافل اللوجيستية الأميركية. بحسب “أمير مسروري”؛ في صحيفة (خراسان) التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

ويمكن القول، تأسيسًا على المتابعة الميدانية للأوضاع العراقية، بتنفيذ أسلوبين من العمليات بـ”العراق، خلال الأشهر الأخيرة، المجموعة الأولى تصنف نفسها: كـ”منتقم لدماء شهداء المقاومة”، وتضطلع بتنفيذ عمليات ضد القوافل اللوجيستية، والقواعد خارج المدن، وكذلك تجمع الأميركيين.

أما عمليات النوع الثاني فيقوم بها بالأساس تنظيم (داعش)، أو سائر التنظيمات الإرهابية الأخرى، عبر العمليات في “بغداد” أو تسيير السيارات المفخخة أو زرع القنابل.

تخدم مصالح “البنتاغون”

وفي النوع الأول؛ يعجز الأميركيين عن تعقب والمواجهة، ولن تظل الهجمات ضد (الحشد الشعبي) بلا إجابات. وإن كانت الدعاية الإعلامية، في هذا النوع، تخدم مصالح (البنتاغون)، وأفضت عن وجود محركات سياسية ضد المقاومة.

مع هذا؛ فإن مشروع طرد القوات العسكرية الأميركية وتقنين وجود القوات الأجنبية، تسبب في الكثير من المناقشات.

والرؤية الأولى لـ”فصائل المقاومة” والكتلة الشيعية، وفيها طرد الأميركيين تمامًا باعتبارها سياسة محسومة، وفي هذا الصدد كان الاجتماع الأخير لقيادات الأحزاب الشيعية المعروفة باسم: “بيت الشيعة” مع “الكاظمي”. وطُرح موضوع إعلان ضرورة تثبيت جدول زمني لطرد القوات الأميركية، و”الكاظمي” يعلم أن البقاء في السلطة، تحت أي ظرف، يتطلب تنفيذ هذا الجدول.

“الكاظمي” في حاجة إلى “البيت الشيعي”..

وطالما بقي انتقال السلطة في “العراق” على النحو الحالي، فإن “الكاظمي” بحاجة لـ”البيت الشيعي”.

البيان الأخير لـ (التيار الصدري)؛ إنما يغير نسبيًا سياسات كتلة الأغلبية. ورغم أن تيار “الصدر” يتمتع بمكانة اجتماعية خاصة، لكن لا يمكن الاعتراف بمكانة عامة واضحة للتيار في عموم “العراق”، لكنه أكد، في بيان؛ أن تقنين وتوضيح معدل وجود الأجانب قد يساعد في استقرار “العراق”. وصرح “الصدر”: “لا يجب أن يُفضي وجود الأجانب إلى تنفيذ عمليات ضد الدول الصديقة”. وهذا الجزء من البيان يخص “الولايات المتحدة” بشكل صريح ويفسر احتمالية الاستفادة من الأراضي العراقية في الهجوم على “إيران”.

الإحتماء السُني بالأميركان..

أما الرؤية الثانية؛ فهي لقطاع من أهل السُنة بـ”العراق”، وكذلك الفصائل الغربية، الذين يعتبرون أن خروج القوات الأميركية من “العراق”؛ يتعارض وسياسات الحماية الأميركية إبان احتلال “العراق”، في العام 2003م، ويعتقدون أن هذه السياسات قد تؤدي إلى إضغاف المسار الغربي في “العراق”.

ويعتقد الخبراء أن “الولايات المتحدة” تبذل الكثير من المساعي، منذ العام 2003م، بغرض تنشأة جيل جديد من الشباب والمواطنيين المؤيدين لـ”الولايات المتحدة” عبر السياسات الاستعمارية. ومن هذه الخدمات التي لا يمكن إنكارها إنشاء المئات من المؤسسات الثقافية، ومراكز إبتعاث النخبة العراقية للخارج، وطرح مشاريع بحثية وتنفيذية، والاستفادة من النشطاء الموالين لـ”الولايات المتحدة” على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقد شوهدت بشكل واضح آثار السياسات الاستعمارية الأميركية، في “العراق”، خلال الفترة (2019 – 2020م)، وتحديدًا في المظاهرات المعروفة باسم: (الجوكر)، ومن المستبعد أن تتخلى “الولايات المتحدة” عن “العراق” بالانسحاب منها.

تسليم العراق إلى “محور المقاومة..

وترتبط الرؤية الثالثة بهيكل السلطة واتخاذ القرار الأميركية. ولن يكرر المسؤولون الأميركيون أخطاء، العام 2011م، حيث تسلم إلى الطرف المقابل؛ وتسلم “العراق” إلى “محور المقاومة”.

لم يحدد الأميركيون زمن الانسحاب من “العراق”، ومن جهة أخرى تعكس التغييرات في قاعدة (عين الأسد) الجوية، وهيكل القاعدة العسكرية في “أربيل” وغيرها؛ أن الأميركيون يتوقون للبقاء في “العراق”.

مع هذا؛ فالتكلفة والفائدة هو السبيل الوحيد الذي قد يطرد الأميركيين من “العراق”. من ثم يجب أن ننتظر ونرى كيف سيدفع الأميركيون تكلفة البقاء في “العراق” ؟.. هل يجبرون كما، في العام 2011م، للانسحاب التكتيكي، أم تكون العمليات ضد فصائل المعارضة العراقية على النحو الذي يدفع (البنتاغون) إلى رفع حالة الاستعداد لحرب شاملة ؟

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة