أعلنت فرنسا لأول مرة عن أنها أوقفت عناصر من منظمة ” الجيش السري” اليمنية المتطرفة وتحويل هذه العناصر للقضاء الفرنسي في جرائم يشتبه بتخطيطها للاعتداء على مسلمين أو سياسيين لا يعارضون إدماج الجالية المسلمة في المجتمع الفرنسي. وبهذا الإعلان عن نشاط حديث لمنظمة الجيش السري تعود هذه المنظمة للواجهة في المجتمع الفرنسي من جديد بعد أن توارت لسنوات
تم تشكيل منظمة ” الجيش السري” من شبكات قائمة من الجماعات اليمنية المعارضة ، تطلق على نفسها اسم “مكافحة الإرهاب” ، أو “مجموعات الدفاع عن النفس” ، أو “المقاومة” ، والتي نفذت هجمات على جبهة التحرير الوطني الجزائرية وأنصارها المفترضين منذ وقت مبكر من حرب التحرير الجزائرية. والمفارقة أن نشأة الجيش السري لم تكن على الأراضي الفرنسية بل تم تشكيلها رسميًا في فرانكوست إسبانيا ، في مدريد في يناير 1961 ، كرد فعل من قبل بعض السياسيين الفرنسيين والضباط العسكريين الفرنسيين على استفتاء 8 يناير 1961 بشأن تقرير المصير بشأن الجزائر ، والذي نظمه الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول.
واكتسبت منظمة الجيش السري سمعتها السيئة من خلال أعمال التفجيرات والاغتيالات المستهدفة في كل من العاصمة الفرنسية والأراضي الجزائرية التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي ، والتي تشير التقديرات إلى أنها أسفرت عن مقتل 2000 شخص بين أبريل 1961 وأبريل 1962 ، واستمرت منظمة الجيش السري في حربها لمنع استقلال الجزائر. وبلغت هذه الحملة ذروتها في موجة من الهجمات التي أعقبت اتفاقات إيفيان في مارس 1962 ، والتي منحت الاستقلال للجزائر ، وقام الجيش السري بمحاولة اغتيال الرئيس ديجول في باريس، كما حاول عناصر من الجيش السري الفرنسي اغتيال هدف بارز آخر كان الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر ، الذي دعم جبهة التحرير الوطني الجزائري ودعا لمنح الاستقلال للجزائر .