خاص : كتبت – نشوى الحفني :
انتهت جولة “الحوار الإستراتيجي” الثالثة، بين “بغداد” و”واشنطن”، بعد أن وصلت إلى توافق الطرفان، خلال محادثات أمس الأربعاء؛ على سحب آخر القوات الأميركية المقاتلة في “العراق”، حيث لا تزال تنتشر للتصدي لمتطرفي تنظيم (داعش) الإرهابي.
وأكد البلدان، في بيان مشترك؛ إثر هذه المحادثات الإستراتيجية الافتراضية أن: “مهمة الولايات المتحدة وقوات التحالف تحولت إلى (مهمة) تدريب ومشورة، ما يتيح تاليًا إعادة نشر أي قوة مقاتلة لا تزال في العراق، على أن يحدد الجدول الزمني لذلك خلال محادثات مقبلة”.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي، “فؤاد حسين”، حرص “العراق” على التعاون وتعزيز الشراكة مع “الولايات المتحدة”، في جميع المجالات.
وقال “حسين”، خلال الجولة الثالثة من “الحوار الإستراتيجي”؛ مع وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، عبر تقنية الاتصال المرئي: “ندعو الولايات المتحدة إلى تعزيِز شراكتنا من خلال المذكرات والاتفاقات الموقعة بين البلدين”.
وأردف أن: “العراق يشهدُ انفتاحًا في علاقاتهِ ضمنَ محيطه العربيّ وجواره الإسلاميّ وعلى الصعيدِ الدوليّ أيضًا، ما يؤكّدُ استعادة العراقَ لدوره بوصفهِ محطةَ التقاءٍ للشراكات الإقليميّةِ والدوليّةِ تحقيقًا للمصالح المتبادلة”.
مشيرًا إلى أن ذلك يأتي: “انسجامًا مع نهجِ الحكومةِ بتبنّي سياسةِ التوازنِ في علاقاتها الخارجيّة والحيادِ الإيجابي والنأيِّ بالعراق من أن يكون ساحةً للصراعات والإبتعاد عن سياسة المحاور”.
وتابع: “حكومة العراق عازمة على تحقيق أمنها في مجال الطاقة، ونؤكّد على أهميّة الشراكة في مجال الاستثمار في مختلف القطاعات”.
واستطرد: “ندعو إلى تعزيز مشاريع الشراكة في مختلف القطاعات المهمة والحيوية، ونأمل في محادثاتنا اليوم التوصّل إلى تفاهمات واتفاقاتٍ مشتركة لجميع قطاعات التعاون”.
وعبر وزير الخارجية العراقي عن تطلعه لاستمرارِ “الحوار الإستراتيجيّ”، بين البلدين في جولاتٍ لاحقة، مشيرًا إلى أن: “زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الأخيرة إلى العراق اليوم تؤكد أنه يُعد بوابة إقليمية ودولية لإشاعة السلام”.
القوات العراقية تحتاج لبرامج التدريب والتسليح..
وأشاد “حسين”: بـ”الجُهُود التي تبذلها حكومةِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركية لتأهيلِ وتدريبِ القوات الأمنيةِ العراقيّة وتجهيزها وتقديم المشورةِ في المجال الاستخباري؛ وصولاً إلى الجاهزيةِ المطلوبةِ في اعتمادها على قُدراتها الذاتيةِ بما يعززُ سيادةَ العراق وأمنهِ والحفاظ على مكتسباتهِ بدحرِ تنظيمِ (داعش) الإرهابي”.
وأكد أن: “القوات الأمنية العراقية لا تزالُ بحاجةً إلى البرامج التي تُقدمها الولاياتِ المتحدة المتعلقةِ بالتدريبِ والتسليحِ والتجهيز وتطوير الخبرات”، مشددًا على: “إلتزام حكومةِ العراق بحمايةِ أفراد البعثات الدبلوماسيةِ ومقرّاتها ومنشآتها”.
انفتاح العراق على محيطه العربي..
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، أن: “العراق يشهد انفتاحًا في علاقاته ضمن محيطه العربي؛ وعلى الصعيد الدولي أيضًا”.
وأضاف “بلينكن”: “اجتماعنا اليوم يؤكد على علاقة الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق”.
وتابع وزير الخارجية الأميركي: “متفائل بالتقدم المتحقق في جميع مجالات شراكتنا الإستراتيجية مع العراق”.
تعهد أميركي بسحب عدد من قواته..
وفي سياق متصل، قال “قاسم الأعرجي”، مستشار الأمن القومي العراقي، إن: “الجانب الأميركي تعهد بسحب عدد مهم من قواته من العراق”.
وأضاف: “اتفقنا مع الولايات المتحدة على عدم وجود قواعد أجنبية في العراق”.
وتابع: “اتفقنا مع الجانب الأميركي على تولي قواتنا الأمنية مهمة محاربة تنظيم (داعش)”.
وأكد مستشار الأمن القومي العراقي إلتزام بلاده بحماية أفراد البعثات الدبلوماسية والكوادر الأجنبية.
وأشار إلى أن: “الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، كانت ناجحة وبإشراف رئيس الوزراء”.
بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق..
ووصف رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء؛ نتائج الجولة الثالثة لـ”الحوار الإستراتيجي”، بين “العراق” و”الولايات المتحدة”؛ بأنها بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي في “العراق” وبما يستحق “العراق”.
ووصف “الكاظمي”، في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)؛ نتائج الجولة الثالثة لـ”الحوار الإستراتيجي”، (العراقي-الأميركي)؛ بأنها: “إنجاز جدير أن نهنيء به شعبنا المحب للسلام”.
وقال إن: “الحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات، وشعبنا يستحق أن يعيش السلم والأمن والإزدهار، لا الصراعات والحروب والسلاح المنفلت والمغامرات”.
تشكيك في إخراج القوات العسكرية..
ورغم الإعلان عن إخراج جزء من القوات الأميركية ومحاولة الوفد العراقي المفاوض؛ طمأنة الرأي العام حول عدم إبقاء قواعد عسكرية أميركية وأن مهمة هذه القوات ستكون استشارية محضة، إلا أن المراقبين يشككون في ذلك باعتبار أن الواقع على الأرض يُبين وجود هذه القواعد القتالية في (عين الأسد) و(الحرير)، والأجواء العراقية مستباحة من قِبل الطيران الأميركي.
حيث أوضح رئيس كتلة (بدر) النيابية، “حسن شاكر الكعبي”؛ لقناة (العالم)، قائلاً: “صدر قانون وقرار من مجلس النواب بإخراج القوات الأجنبية والأميركية من العراق؛ ودعم من قِبل المظاهرات المليونية، ولكن مع الأسف الحكومة الحالية لم تتفاعل بصورة جدية مع هذا القانون، ونعتبر ذلك تسويفًا، والكل يعلم أن الدم العراقي غالي وعزيز علينا”.
محاولة للتملص..
ولفت المحلل السياسي، “عباس العرداوي”؛ أنه: “كان الحديث عن ملفات اقتصادية وأمنية وسياسية على أرض الواقع، لا نجد لها إثبات، واليوم الحديث يجب أن يذهب باتجاه تطبيق إرادة الشعب العراقي، لا الإلتفاف عليه، فما تجري من حوارات هي محاولة للتملص، في الوقت الذي ضغطت قوة الشارع والشعب العراقي من خلال التظاهرات والضغط البرلماني في داخل قبة الشرعية”.
جولة الحوار تلك، سبقتها عاصفة من الانتقادات من القوى السياسية والبرلمانية والرأي العام وتنسيقيات فصائل المقاومة التي حذرت من أنها ستصعد من عملياتها في حال عدم وضع جدول زمني محدد لإنهاء الوجود الأميركي.
يُذكر أن الجولةُ الأولى كانت قد عُقدت افتراضيًا، بتاريخ 11 حزيران/يونيو عام 2020، فيما عُقدت الثانيةُ في العاصمةِ “واشنطن”، في التاسع عشر من آب/أغسطس2020، ونتجَ عنها توقيعَ عددٍ من مذكراتِ التفاهمِ واتفاقاتٍ على مباديء أساسية شملت العديد من القطاعات مثل: (قطاع النفط والغاز، والكهرباء، والقطاع المالي، والصحي والبيئي، والثقافي إضافةً إلى الجوانبِ الأمنية والعسكرية)”.