القلائل من ابناء شعبنا يعرفون شيئاً عن حياة الشاعرة دعد الكيالي التي صنعتها المأساة الفلسطينية ،فمن هي دعد هذه ؟؟!
انها شاعرة فلسطينية مغمورة ومجهولة بالنسبة للقارئ العربي والفلسطيني ،ولدت في الرملة سنة 1930 وعاشت يتيمة منذ الصغر وترعرعت وسط الاحزان والهموم والالام ، وبعد نكبة العام 1948 نزحت الى الاردن وعملت في مجال التعليم ثم سافرت الى العراق وفيها نضجت موهبتها الشعرية وبدأت نشر قصائدها في الصحف والمجلات المصرية والكويتية، وانخرطت في العمل الثقافي وشاركت في الفعاليات الادبية والثقافية المختلفة ومثلت فلسطين في اكثر من مناسبة. ولها ديوانان من الشعر هما: “سكينة الايمان” و “لم تمطري يا غيوم”.
ودعد الكيالي شاعرة صادقة الموهبة الادبية، اكتوت بنار الغربة المحرقة واحست بلواعج الشوق والحنين الملتهبة وعالجت كل المناحي الشعرية وكتبت قصائد في الطبيعة والحنين الجامح واللهيف للوطن، والطبيعة عندها كما هو الحال عند غالبية الشعراء رمز الجمال والحرية والسعادة والمحبة.
ومن جميل شعرها الوطني قصيدة “لبيك فلسطين” التي تقول فيها:
فلسطين يا كعبة المشرقين/ويا غرة في جبين العرب
فلسطين لا عاش من لا /يفديك بالروح والامل المرتقب
فلسطين يا مهبط الانبياء /ومسرى النبي نبي العرب
اذا لم نعدك فلسنا بعرب / ولسنا بني الخالدين النجب
ولسنا الباء ولسنا الكماة / ولسنا الضراغم في كل حرب
برئنا من النفس ان لم نكن / طلائعها فاشهدي يا حقب
تنتمي اشعار دعد الكيالي الى اسلوب “السهل الممتنع” وتمتاز بالبساطة اللفظية والنبرة الخطابية والعفوية الجميلة والعاطفة الجياشة الصادقة والنزعة الوطنية والانسانية .
والخلاصة ان دعد الكيالي شاعرة شاكية باكية ،عاشت هموم الناس والقضية، ونبض قلبها مع كل قلب، ودمعت عينيها مع كل عين، وجادت بالشعر الانساني الوطني والقومي المعبر عن انفعالاتها واحاسيسها وتجاربها، والعامر بالصور والأخيلة والوصف والتشابيه.