في رسالة لا تخطأها عين موجهة من موسكو إلى واشنطن استقبلت موسكو اليوم فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي وحيث أجرى الأخير مباحثات عسكرية مع نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين. وجاءت زيارة الفياض لموسكو متزامنا مع انطلاق المرحلة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، وحيث لم تقتصر المباحثات التي أجراها الأخير في موسكو على التعاون التقني والعسكري فقط، بل شمل أيضا جوانب سياسية، وحيث أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن فومين والفياض خلال الاجتماع تبادلا الآراء بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وتطرقا إلى المسائل المتعلقة بواقع التعاون العسكري والعسكري-التقني بين الطرفين، وأفاق تطويره.
في نفس الوقت اجتمع الفياض في وقت سابق من اليوم في موسكو مع كل من نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف.
جاء ذلك في الوقت الذي صعدت فيه الفصائل التي تنطوي تحت لافتة الحشد الشعبي خطابها ضد استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وطالبت هذه الميلشيات بسرعة انسحاب القوات الأمريكية في العراق يستند إلى القرار الذي صدر عن مجلس النواب عام 2020 الذي ينص على ضرورة سحب القوات الاميركية والأجنبية من العراق. وجاء تصعيد الخطاب من التصاعد بالهجمات ضد القوات الاميركية مع تصاعد عمليات الاغتيال ضد رجال الأمن العراقيين وهو أمر قد تجد فيه بعض القوى السياسية في العراق مبررا كي تطلب تمديد بقاء القوات الاميركية لأعوام إضافية.
وتكتسب العلاقات العسكرية بين روسيا والعراق أهمية خاصة بالنظر إلى أن العراق كان في الماضي من أكبر مشتري المعدات الحربية السوفيتية بالشرق الأوسط. وبحلول عام 1990 تم بيع ما يقارب 3 آلاف وحدة من عربات المشاة القتالية والكمية نفسها من ناقلات الجنود المدرعة ومن المدافع و4500 دبابة و700 منظومة صاروخية لمكافحة الدبابات و300 منظومة مضادة للطائرات و348 مروحية و1000 طائرة و41 سفينة. وبحسب تقييمات الخبراء فان العراق اشترى في الاتحاد السوفيتي على مدى 30 عاما معدات حربية وأسلحة بمبلغ 30.5 مليار دولار وحصل على 60 ترخيصاً بصنع الأسلحة الروسية.