نحن لا نعيب على تيار الحكمة توجهاته لتشكيل كتلة عابرة للطائفية والعنصرية ، انه توجه يراد منه فك الانغلاق المدمر ، يراد منه العودة الى مكنونات المواطن العراقي القائمة على عدم الإيمان بالاختلافات الجزئية والعودة إلى حب العربي للكردي وحبه لكلمة شمال العراق الربيعي الجميل وحبة بالعاطفة للتزوج من الكردية ، المواطن العادي يتزوج من سنية وهو شيعي يتزوج عن عربية وهو كردي، ولنا مثلا في المرحوم والد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ، ان عقلية المواطن الفرد عقلية العابر لكل التقسيمات ولكل الجزئيات مثله مثل الحزب الشيوعي العابر للأنا القومي والمتجاوز للانغلاق المذهبي ، والناكر للانقسام الديني ،
ان اساس بناء الاحزاب القومية العربية اساس ذاتي يهتم بالشخص العربي ، انه يعلن عن نفسه القومية العبرة للحدود الاقليمية للدول العربية ، ويمكن القول ايضا ان الاحزاب الكردية احزاب تبحث في الانا الكردي قبل الأنا الوطني ، وأنها تعمل على إقامة دولة كردستان ، انها تهتم بالوطن قدر تعلق الأمر لمصالحها ، واتفقت جميعا على الانفصال في استفتاء عام 2017 ، والأحزاب الدينية السنية والشيعية
هي احزاب لا تعترف بالحدود الوطنية انها عابرة الحدود لإقامة حكومة ولاية الفقيه او حكومة الخلافة كل على هواه ، وان تأسيس حزب العوة الاسلامية مثلا كما يقول الأستاذ صلاح الخرسان في مقدمة كتابه (حزب الدعوة الاسلامية حقائق ووثائق ) نقطة تحول في تاريخ الحركة الاسلامية في العراق، لم يقل الحركة الوطنية ، إنما أراد أن يقول نقطة تحول في تاريخ الشيعة في العراق . إذن هو حزب يقدم فكره الإسلامي الشيعي على فكره الوطني ، وكذا الأمر ينطبق على الحزب الإسلامي وبقية الحركات الشيعية والسلفية والقومية والاثنية.
ان الباحث في الأحزاب القومية يراها احزاب تتركز حول العنصر ونقاء الدم والانتساب ، والأحزاب الدينية ولكل أديان العالم هي احزاب يهمها نشر العقيدة بغض النظر عن الأسبقية الوطنية ، في حين الاحزاب العلمانية هي بتكوين عقيدتها او فكرها عابرة للحدود الضييقة التي يقيد بها الانسان ، وبالعودة الى التنظيمات الدينية الاسلامية في العراق وهي كثيرة بالقياس الى حجم وسكان العراق نجد انها طائفية بامتيار اما شيعية او سنية لم يستطع ان يوحدها المذهب ، ولم يستطع أن يبقي على وحدتها التحالف الشيعي مثلا تحت قائمة 555، واليوم يزحف بعيدا عنها تحالف الحكمة لينادي بالتحالف العابر للطائفية والقومية ، وتجاوب معه مبدئيا الديمقراطي الكردستاني المتشدد ، وهنا لا بد من القول كيف يكون هذا وكلمة كردستان تتقدم العراق ، أي لم يقل الحزب الديمقراطي العراقي ، بل كان الكردستاني ، فكيف
سنعبر الحدود بدون جواز إلغاء الألقاب أولا والعودة إلى الوطن أولا .
ان الحل الواقعي التحالفات يقوم على اساس الألوان القائمة وهي ثلاثة ، مذهبة ، قومية ، وطنية ، في الأولى شيعية غير منسجمة ، وفي الثانية كردية مقسمة عذائريا ، وفي الثالثة مدنية مشتتة ، والأخيرة هي الأصلح لتكوين جبهة الإنقاذ العابرة لكل التسميات والقادرة بوحدتها على الفوز بأغلبية ساحقة ، لأنها تعني الجهات التالية اذا ما أحسن الدخول إلى ثناياها .
أولا .. الأغلبية الساحقة الصامتة المصدومة بالواقع السياسي وهي تشكل 80 % من الشعب ، وهي بتقديري الفئة التي كانت عازفة عن انتخابات عام 2018.
ثانيا ..شباب تشرين ،، وهم الطليعة الثورية البريكماتية التي يحق ان يكون لها الرأي المحسوب بين كل الآراء ، لأنها صاحبة الحاجة الحقيقية للتغيير .
ثالثا ..الأحزاب اليسارية العابرة لكل العناوين .
رابعا ..المثقفين المستقلين وهم بالآلاف ، الذين أثروا التعليق المفيد على كل الأوضاع القائمة
ان قدرتنا على مخاطبة وإقناع الأكبر الصامت لهو الحل التمهيدي الناجع الذي ينسجم تماما مع توجهات شباب تشرين الباحث عن قيادات متمرسة مؤهلة إداريا وسياسيا ، وهذه القيادات تكمن في أحزاب اليسار العراقي والمثقفين الذين كانوا ولا زالوا يبحثون عن تحالفات عابرة لكل المفرقات تحت راية جمهورية العراق المدنية…