بغداد/نينا/ استنكر النائب المستقل حسن العلوي تصريحات متلفزة للنائب عن حزب الدعوة حيدر العبادي حول البيان الأخير للعلوي الذي رد فيه على بيان سابق لحزب الدعوة الاسلامية .
وقال العلوي في بيان له اليوم :” استلمتُ أمس رسالة عالية الجناب من رئيس الوزراء نوري المالكي فيها عتاب شفيف وتذكير خفيف وتواضع معهود ، فتوقفت لحظة واتصلت بمستشار رئيس الوزراء الاعلامي وبادرْتُه بأن أدب الرسالة سيمنعني من مواصلة الدفاع المشروع عن تاريخي وكبريائي واتفقتُ وإياه على أفكار للتهدئة ، لكني فوجئتُ بأحد نواب حزب الدعوة وهو حيدر العبادي يهاجمني بقلة ذوق وأدب في برنامج يقدمه السيد أحمد الملا على قناة الرشيد ، فعدتُ الى طاولتي في وقت متأخر على غير العادة فلم أجد لهذا الرجل تاريخا حتى أكشف ظلماته لأنه من المغمورين الذين يعرفون في الأمثال الشعبية (مثل خشب المرفع لايضر ولاينفع) ، إذ لم يسبق لي في عقد من العقود الست التي مضت ان التقيته في مظاهرة أيام الحرب الفلسطينية 1948 ، ولاعرفته داعيا لمؤتمر باندونك الذي جمع العالم الثالث وشعوبه في مركز الحياد الإيجابي بين عامي 1953 – 1954 ، ولا رأيته معتقلا معنا بعد مظاهرات حلف بغداد عام 1954 ، ولقد رأيتُ (شقاوات) من أبناء محلة الفضل وما جاورها معتقلين معنا في سجن السراي اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقد أخذتهم الحمية على مصر اثناء العدوان الثلاثي عام 1956 فلم أرَ لهذا الوجه صورة او ملامح ، وأنا رجل لاينسى الوجوه “.
وأضاف :” لم أر هذا الشاتم في معتقل (خلف السدة) عام 1959 اثناء المواجهات مع الحزب الشيوعي العراقي ، ولا في معتقل جلولاء عام 1961 ، ولم أعرف له موقفا مما كان الإسلاميون يسمونه بالمد الشيوعي عندما كان كاتب السطور رافع الرأس في صحف بغداد ، واحتفلنا بقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا عام 1958 فلم نجده بين المحتفلين ، وبكينا على الانفصال في ايلول 1961 فلم نجده مع الباكين ، فإلى أي تاريخ ينتمي هذا الشاتم وهذا تاريخ الأمة غريب عنه غربة العروبة في طاجكستان وأذربيجان ومنغوليا ؟ ، وعندما خاضت القوى الوطنية معركة تأميم النفط عام 1951 انتصارا لثورة الزعيم الإيراني مصدق التي شاركنا فيها بحماس ، أخفقنا في العثور على هذا الرجل وأضرابه ، ثم كانت ثورة الجزائر بعد ثورة العراق فلم نسمع عن شخص بهذا الاسم ولاحركة بهذا الاسم “.
وتابع العلوي :” ليس للرجل تاريخ يمكن كشفه للناس سوى أنه بدأ يتحدث بعد أن أسقط الأمريكان صدام حسين بتصريحات تهدد صدام المكتوف اليدين الى الوراء بحبال أمريكية ، وإذا قال قائلهم أن صدام قد شكت منه الطيور في السماء والأسماك في الماء والضفادع على الأرض فلم نسمع نقيقاً يمكن ان يخدش صدام ومحيطه بشكوى مع الشاكين من حكم صدام ، ولم يعرف له اسم ولا جسم طيلة تلك الفترة في الوقت الذي كان كاتب هذه السطور يمضي مدة اعتقاله في سجن الطيارة بالأمن العامة وهو يسمع غرفة انفرادية صوت الشهيد محمد باقر الصدر في آخر أيامه يتلوا القرآن بصوت عذب في نيسان 1980 ، في هذا الوقت الذي لم يعرف فيه لهذا الشاتم اسم او جسم او ذكر انتهى كاتب السطور من وضع كتابه العاشر في نقد صدام حسين ونظامه وبإسمه المعروف وليس باسم مستعار ، وكتبه اعتمدت كمراجع دولية في تقييم ذلك النظام ، ومنها كتابه الشهير (الشيعة والدولة القومية) الذي لم تسمح سن هذا الشاتم ولا مستواه الثقافي بالإطلاع عليه في عام صدوره ليكون قارئا لهذا الكتاب الذي ربما اطلع عليه وتعلم منه لاحقاً “.
وأضاف :” لا أدري ما إذا كان هذا الرجل قد دخل مدرسة عراقية أم لا ، ولا اعرف من أي الجامعات استقى لقبه العلمي وأين طبع ونشر اطروحته العلمية ، وإذا كانت ايديولوجيته ونشأته لاتسمح له بأن يكون جزءا من التاريخ القومي الذي عاصرتُ جانبا منه وقد عشناه يوما يوما وسجنا سجنا ومقالا مقالا ومظاهرة مظاهرة فهل له ان يقدم سطوراً في تغريدة على تويتر يذكرنا بأنه شارك في محفل وطني ؟ وإذا لم يكن الرجل لاجزءا من تاريخنا القومي ولا من تاريخنا الوطني فهلا يدلنا على تاريخ آخر له نجهله؟ “.
وبين :” ان التحولات الكبرى في السياسة العراقية تشبه صخرة تتزحزح من مكانها بفعل ضغط الجمهور بعد مراحل من الاحتجاج والتظاهر والاعتقال ، فتظهر تحت الصخرة الضخمة التي أزيحت ديدان ، ومن طبيعة هذه الديدان أن تزحف فوق الصخرة لتجد ثقباً تتدفأ فيه فتبدو وكأنها جمهور الصخرة ، ومثل هذه الكائنات لايراها العراقيون المشغولون بمجدهم عندما ازاحوا صخرة حلف بغداد وصخرة مبدأ ايزنهاور ووضعوا صخرة العروبة والحرية ، ولعل إزاحة صخرة النظام السابق بالقوة الأمريكية لاتخرج عن هذه القاعدة “.
واستدرك العلوي :” لكني والحق يقال أعرف للرجل موقفاً عندما استعصى ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية ، فتحرك الموما اليه ليطرح نفسه بديلاً واتصل بمن اتصل كما قيل ، وقد تكون بعض الاتصالات محرمة ، فتحدثتُ الى المالكي بأن صاحبه يعرض نفسه في سوق المرشحين ، ففهمتُ من المالكي بأنه أدرى بصاحبه مني “.
وتابع :” لاشيء يذكرني بهذا الرجل ، ولم اتعرض له ولم أفكر مرة بالسلام عليه ، لكنني مثل آلاف العراقيين أذهلتني كثرة اللصوص في هذا الحزب الحاكم ، فأخذته الحمية على اللصوص ، وهذا الذي صدر منه في البرنامج التلفزيوني لايشير منه إلا الى الحمية العالية للدفاع عن لصوص السكر ومفجري الميناء اليتيم وسارق غذاء الأمة الهارب بمليار وربع المليار دولار ، وقد يكون الحق معه فهؤلاء زملاؤه والأعراف تدعوه للدفاع عنهم في صفقة الأسلحة الروسية أيضا وفي محاولة سرقة 7 مليارات ونصف المليار دولار وتحويلها الى بلد مجاور لولا الكاميرا الخفية لوزارة المالية ، والفيلم محفوظ حتى في حواسيب الأطفال ، ولهذا لاأتوقع منه ان يشتم لصاً وهو على مقربة منه ولامزوراً وهو في محيطه ولا غريباً عن مؤتمر باندونغ ولا عبدالناصر ولاجاهلا بحلف بغداد والحركة الوطنية ، فهو ينتمي الى منظومة غريبة لم يرد في قاموسها الى اليوم مصطلح عربي وليس لها برنامج عراقي على الإطلاق ، فكيف لهذا ان لايشتم شاهد الحركة الوطنية بمظاهراتها وسجونها وصحفها السرية والعلنية؟ وكيف لايدافع عن سارق بطاقة الفقراء التموينية فيستهدف رجلا مثل كاتب السطور؟ “.
وختم بيانه بالقول :” ان الرجل ظهر على الشاشة كبرميل مضغوط بسمّ الخردل في حقده الدفين لإبادة مدينة ، ولعله هو وزملاؤه قد نجحوا في المهمة ، فبغداد تحترق فيها الجثث والسيارات وسلال البصل والطماطة في لحظة واحدة ، وليس متوقعا منه أن يذرف دمعة على هؤلاء بدلا من ان يذرف السم ضد شاهد ستبقى شهادته ترددها الأجيال”.
يذكر ان النائب حيدر العبادي كان قد انتقد بشدة البيان الأخير للنائب حسن العلوي عبر برنامج بثته قناة الرشيد الفضائية أمس .