خاص : كتبت – نشوى الحفني :
عبر اجتماع افتراضي؛ وُصف بأنه خطوة في “الاتجاه الصحيح”، يُشير إلى أن الملف النووي الإيراني بدأ يستعيد زخمه الدبلوماسي، بينما تقول المصادر بأنه لن تكون هنالك محادثات مباشرة بين “واشنطن” و”طهران”.
عقب المباحثات الافتراضية لـ”الجنة المشتركة للاتفاق النووي”، (1+4)، التي اختتمت، يوم الجمعة الماضي، قرر المشاركون مواصلة الأعمال حضوريًا، يوم الثلاثاء المقبل، في العاصمة النمساوية، “فيينا”، مؤكدًا “الاتحاد الأوروبي”؛ عقد اجتماع مباشر بين الأطراف في بيان نشر عقب الاجتماع الافتراضي.
التكتل الأوروبي، الذي ينسق المحادثات بشأن “الاتفاق النووي”؛ قال: “اتفق المشاركون على استئناف هذه الدورة للجنة المشتركة في فيينا، الأسبوع المقبل، من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات وتنفيذ الإجراءات النووية، بما في ذلك عقد اجتماعات مجموعات الخبراء ذات الصلة”.
وفي هذا السياق، سيكثف المنسق اتصالات منفصلة في “فيينا” مع جميع المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة؛ بما في ذلك “الولايات المتحدة الأميركية”. ولم يصدر أي مؤشر من أي جهة؛ أن اجتماع الثلاثاء سيشهد مفاوضات “إيرانية-أميركية” مباشرة.
يُذكر أن المباحثات عقدت على مستوى المساعدين والمديرين السياسيين لوزارات الخارجية لدول: “إيران” ومجموعة (1+4): “الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا”، وتمت إدارته من قبل المدير السياسي لجهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، “آنريكه مورا”، وفقًا لما أعلنت عنه “وكالة الأنباء الإيرانية”، (إرنا).
ميزة إضافية لأمن المنطقة..
ومن جهته؛ رحب وزير الخارجية الألماني، “هايكو ماس”، بالمفاوضات في إطار “الاتفاق النووي” مع “إيران”. وقال “ماس”، في بيان صادر عن “الخارجية الألمانية”، يوم الجمعة، في “برلين”: “من الجيد أن تجتمع كافة الأطراف المعنية الفاعلة، في فيينا، اعتبارًا من الأسبوع المقبل للعمل على التنفيذ الكامل للاتفاق النووي مع إيران مرة أخرى. جنبًا إلى جنب مع شركائنا في مجموعة (E3)، فرنسا وبريطانيا، عملنا بشكل مكثف خلال الأسابيع القليلة الماضية على هذا الهدف”.
وأضاف “ماس”، في البيان: “ليس لدينا وقت نضيعه. التوصل إلى اتفاق يحظى باحترام كامل سيكون بمثابة ميزة إضافية للأمن للمنطقة بأسرها وأفضل أساس للمحادثات حول مسائل مهمة أخرى تتعلق بالاستقرار الإقليمي”.
وضع قائمتين للتفاوض..
وقال مسؤول في “الاتحاد الأوروبي”، الجمعة، إن المحادثات بين “إيران” و”الولايات المتحدة” والقوى العالمية ستسعى إلى وضع قائمتين للتفاوض بشأن العقوبات التي يمكن لـ”واشنطن” رفعها والإلتزامات النووية التي يجب على “طهران” الوفاء بها. وأضاف أن جميع الأطراف تأمل في التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين.
قائلاً المسؤول الكبير: “نتفاوض على قائمة الإلتزامات النووية وقائمة رفع العقوبات. سيتعين دمج القائمتين عند مرحلة ما. وفي النهاية، نحن نتعامل مع ذلك بطريقة متوازية. أعتقد أنه يمكننا القيام بذلك في أقل من شهرين”. وأضاف أنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”.
عودة أميركا لا تستلزم محادثات..
وقال “عباس عراقجي”، مساعد وزير الخارجية الإيراني؛ فور إنتهاء الاجتماع، لوكالة (فارس) الإيرانية؛ أن أيّ تحرك أميركي لمعاودة الإنضمام إلى “الاتفاق النووي”، المبرم مع القوى العالمية، لا يستلزم أي محادثات.
وهذا التصريح؛ يؤكد مجددًا موقف “إيران” على ضرورة اتخاذ “الولايات المتحدة” الخطوة الأولى لرفع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة.
وأضاف “عراقجي” أن: “إيران ستعلق تحركاتها، (بخفض الإمتثال لشروط الاتفاق)، بمجرد رفع العقوبات، (الأميركية)، والتحقق من ذلك”.
محادثات غير مباشرة وتوقعات بأن الإنفراجة ليست فورية..
وفي وقت لاحق؛ أعلن “نيد برايس”، المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية، إن بلاده وافقت على إجراء محادثات مع الشركاء الأوروبيين والروس والصينيين؛ بشأن تحديد القضايا المرتبطة بالعودة للإلتزام بـ”الاتفاق النووي”، مضيفًا في بيان: “لا نزال في المراحل الأولى؛ ولا نتوقع إنفراجة فورية لأننا أمام مناقشات صعبة، لكننا نعتقد أن هذه خطوة مفيدة”.
وقال “برايس: “لا نتوقع حاليًا أن تكون هناك محادثات مباشرة، بين الولايات المتحدة وإيران، خلال تلك العملية، على الرغم من أن الولايات المتحدة تبقى منفتحة على الأمر”.
رفض إيراني للمحادثات غير المباشرة أو الرفع التدريجي للعقوبات..
وذكر تلفزيون (برس تي. في) الإيراني؛ الذي تديره الدولة؛ نقلاً عن مصدر مطلع، أن “إيران” سترفض أي محادثات غير مباشرة مع “الولايات المتحدة” أوالرفع التدريجي للعقوبات في الاجتماع، المزمع إنعقاده خلال أيام.
وقال المصدر: “في ضوء التوجيه الثابت من المرشد الأعلى، (علي خامنئي)، فإننا لن نقبل أي نتيجة، (للجنة الاتفاق النووي)، تستند إلى فكرة الرفع التدريجي للعقوبات أو مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة”.
تبني موقف بنّاء..
فيما طالب وزير الخارجية الفرنسي، “جان إيف لودريان”، نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، بتبني موقف بناء في محادثات “فيينا”.
وقال “لودريان”، إنه أبلغ “ظريف”، في اتصال هاتفي، أمس السبت، أن انتهاكات “إيران”، لـ”الاتفاق النووي”، ستؤثر في المحادثات المزمع عقدها، في “فيينا”، الأسبوع المقبل.
كما طالب نظيره الإيراني؛ بتبني موقف بناء في محادثات “فيينا”. وقال: “دعوتُ إيران إلى الإمتناع عن أي انتهاكات إضافية تؤثر سلبًا في استئناف المحادثات، وشجعت وزير الخارجية على اتخاذ موقف بنّاء خلال المحادثات المقبلة”، مؤكدًا أن “باريس” ستكون متطلبة جدًا حيال “طهران”.
وكان “ظريف” أصر، الجمعة؛ على أن الهدف من الاجتماع، الثلاثاء القادم، في “فيينا”، هو وضع اللمسات الأخيرة بشكل سريع على خطوات رفع العقوبات والإجراءات النووية من أجل إلغاء منسّق لكافة العقوبات، ليتبع ذلك تراجع بلاده عن الانتهاكات.
السير بالاتجاه الصحيح..
وكان “الاتحاد الأوروبي”؛ قد أعلن، يوم الخميس الماضي، أن المشاركين في الاجتماع سوف يناقشون آفاق عودة “أميركا” المحتملة إلى “الاتفاق النووي”؛ وكيفية ضمان التنفيذ المؤثر للاتفاق من قبل جميع الأعضاء، علمًا أن إدارة الرئيس، “جو بايدن”، أعربت مرارًا عن استعدادها للعوة بالإلتزام بالاتفاق.
وجاء على لسان السفير الروسي لدى “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، “ميخائيل أوليانوف”، عقب الاجتماع؛ أنّ: “الأمور تسير بالاتجاه الصحيح”، وأوضح في تغريدة على (توتير): “انتهى اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، (الاتفاق النووي)، عبر الإنترنت. كانت المناقشات شبيهة بمحادثات العمل وستستمر. الإنطباع الذي لدينا هو أننا على المسار الصحيح، لكن الطريق لن يكون سهلاً؛ وسيحتاج جهودًا مكثفة. الأطراف المعنية تبدو مستعدة لذلك”.