يبدو أن تداعيات فيروس كورونا مازالت مستمرة بل ومصممة علي إجهاض كل المحاولات لتنشيط قطاع السياحة العالمي.
ففي أحدث إحصائية لمنظمة السياحة العالمية أشارت الأرقام الي تراجع مخيف ومبرر في أعداد السائحين في مختلف بلدان العالم.
منطقة الكاريبي تراجعت بنسبة تصل الي ٩٠ % ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجعت بنسبة ٨٥%،، مما يعكس الوضع السيء الذي تمر به السياحة العالمية.
هذه الأرقام لها دلالات وتؤدي إلي نتائج أهمها فقدان الوظائف مما يحمل الحكومات العالمية مسؤولية صعبة للغاية وهي محاولة توفير فرص عمل بديلة وهو شيء يصعب تحقيقه بالصورة الأمثل خاصة ان الإقتصاد العالمي يعاني كثيرا بسبب الفيروس اللعين.
يمكن لفيروس كورونا ان يتحول إلي وحش كاسر يهدد خطط التنمية البشرية ويعرقل محاولات الإقتصاد العالمي في التعافي ويقلل من فرص العودة إلي معدلات إنتاج طبيعية.
العالم كله يبحث سبل مواجهة الفيروس ولكن المشكلة تكمن في أن معظم الأنشطة البشرية تعتمد علي العامل البشري مما يعني تقارب البشر مما يزيد من فرصة إنتشار الفيروس.
نحن بحاجة إلى تكاتف دولي وأفكار خارج سياق المعتاد فهناك دول تعتمد بشكل كبير علي مدخلات السياحة وهناك دول تعاني اقتصاديا وكانت تري في السياحة نافذة جديدة لتعديل المسار وتحقيق طفرة إقتصادية.
كل آمال البشر الآن تنحصر في مواجهة الفيروس وتحول الوضع إلي مأساة حقيقية خاصة في ظل توقف معظم الأنشطة الإقتصادية وعدم وجود بديل مناسب.
منظمة السياحة العالمية من ناحيتها تحاول بشتي الطرق ان تبحث عن حلول ولكنها تظل مجرد التفاف حول حقيقة الوضع.
معظم دول العالم أعضاء في منظمة السياحة العالمية ويدفعون لها رسوما سنوية ولكنها تظل مجرد أرقام ضئيلة لا يمكن أن تساعد في مواجهة الوباء وتداعياته.
المنظمة بشكل عام تقوم بالتوعية وتعقد الندوات وتلجأ الي الخبراء لتقييم الوضع ولكن هذه المحاولات لا يمكن أن تخلق فرص عمل بديلة أو توفير مأوي لمن فقدوا أعمالهم كنتيجة منطقية لإنهيار القطاع السياحي.
دولنا العربية تعاني هي الأخري فهي ليست بحاجة إلي مزيد من التحديات،فمعظم البلدان العربية تواجه واقعا مخيفا،هذا الواقع يدفع الحكومات الي التفكير بشكل فردي مما يعكس حالة الخوف من الانهيار التام.
تم تصنيف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأنها من اكثر مناطق العالم تأثرا بفيروس كورونا مما إنعكس بشكل واضح علي إقتصاديات تلك الدول والتي تقف عاجزة عن تحقيق أحلام أبناءها.
المشكلة في هذا الوضع أنه غامض فلا يوجد هناك تشخيص مناسب للمرض كذلك لا نعرف متي يصل اللقاح الي مواطنينا العرب،فالغرب استولي بالفعل علي كميات كبيرة من اللقاح،مما أكد الأنانية وسوء التصرف تجاه دول العالم الثالث والشرق الأوسط.
نتمني أن تنجو البشرية من هذا الخطر وأن يتعافي القطاع السياحي ليعود كما كان أحد أضلع التنمية المستدامة.
حفظ الله شعوبنا العربية