مازالت بعض عواصم ومدن الدول العربية تستجدي العطف لسكان القدس، مضللة بذلك شعوبها الجائعة والمحرومة من سبل العيش الكريم، وموهمة إياها بأنها تعيش مرفهة قياساً بالمقدسيين، مستغلة جهل وضعف تلك الشعوب البائسة ..
القدس/يورشلايم يا عرب هي عاصمة اتباع الكليم موسى ع منذ ما يزيد عن الثلاثين قرناً من الزمن، وهي مدينة عالمية عريقة وغاية في التطور والعمران والبنية التحتية، بالاضافة الى كونها مدينة سياحية لاتباع الديانات الابراهيمية الثلاث المسيحية واليهودية والاسلام .
أما ما يخص اهلها الكرام فهم شعب متنوع الاعراق والديانات يعيشون ضمن قوانين الدولة الاسرائيلية التي تكفل للجميع حرية التفكير والمعتقد .
ويتمتع المقدسيون العرب الذين تتباكى عليهم الحكومات العربية، ببحبوحة اقتصادية تفوق أقرانهم من سكان بقية عواصم الشرق الاوسط .
تفاصيل نجهلها من المحيط الى الخليج :
لفهم وضع المقدسيين القاطنين في القدس الشرقية الذين يحملون بطاقة الهوية الاسرائيلية بصفة مقيمين دائمين(وليست الجنسية الاسرائيلية) اليكم ما يلي:
1-المقدسي والمقدسية المعيل لعائلة يحصل على مخصصات أولاد من مؤسسة التأمين الوطني الاسرائيلة، وذلك بقيمة حوالي 150 شيكل لكل ولد ( 30 دولار) ، وتجدر الإشارة ان هذا المبلغ كان أكثر بكثير قبل عدة سنوات، وكان يحصل الولد الثالث على مبلغ يصل الى اكثر من مئتي دولار شهريا، وهو ما دفع الكثير من المقدسيين في السابق الى الاكثار من الانجاب، حيث كان الاب او الام يحصلان على مبلغ يزيد عن الالف دولار واحيانا ألفي دولار كمخصصات أولاد من تلك المؤسسة .
2- الام تحصل على دفعة مساعدة بعد الانجاب وهو مبلغ قد يصل الى ثلاث مئة دولار .
3- الام العاملة تخرج عند الولادة في إجازة مدفوعة الاجر لمة حوالي ٣أشهر كما أنها مخولة التغيب عام كامل عن العمل دون أن تتعرض للفصل.
4- المسن يحصل على مخصصات شيخوخة بقيمة تزيد عن اربعمئة دولار شهريا، هذا إضافة الى حصوله على معاش تقاعدي في المكان الذي كان يعمل فيه .
5- المسن الذي لا يستطيع العمل ولا يملك مصدر دخل يحصل على ضمان دخل بمبلغ يزيد عن الف ومئتي دولار شهريا .
6- العامل الذي توقف عن العمل يحصل على مخصصات بطالة لفترة من الزمن تصل الى ستة أشهر، والمخصصات تتوقف على الاجر الذي كان يتلقاه قبل توقفه عن العمل، وفي حال عدم عثوره على عمل تعمل دائرة التشغيل بمساعدته في ايجاد عمل له.
7-المرأة التي يتوفى زوجها تحصل على مخصصات أرمله تصل الى حوالي ستمئة دولار شهريا، وفي حال عدم وجود مصدر دخل لها يمكنها ان تحصل على ضمان دخل مكمل ليصل المبلغ الذي تحصل عليه الى حوالي الف ومئتي دولار شهريا.
8- الشخص (امرأة او رجل) الذي يصاب بمرض مستعصي مثل السرطان يحصل على مخصصات شهرية لا تقل على عن الف ومئتي دولار شهريا، واذا كان يعمل يحصل على مبلغ يوازي أجرته، وذلك حتى الشفاء، وفي حال ان المرض سبب له إعاقة يحصل على مخصص دائم طوال الحياة.
9- الرجل والمرأة في حال العمل واصابة احدهما بمرض او إصابة عمل يحصل على مخصصات توازي نسبة العجز طوال الحياة.
اضف الى ذلك ان العمال من المقدسيين ومن غيرهم تنطبق عليه قوانين اجرة الحد الأدنى، ما يعني ان اجره الشهري لا يقل عن ألف وثلاثمئة دولار، هذا إضافة الى تحويل جزء من أجرته الى صندوق تقاعدي لسن التقاعد.
وبسبب هذه المزايا وشروط الحصول عليها، عادة ما يخفي المقدسيون وضعهم المادي عن المؤسسات الإسرائيلية والفلسطينية حتى يحصل على المخصصات كاملة، او يحاول المقدسيون التهرب من الضرائب الإسرائيلية او للحصول على المخصصات من خلال تسجيل انفسهم كمرضى او عاطلين عن العمل، ولكنهم في الواقع يعملون في مناطق الضفة الغربية مثل المناطق القريبة من القدس مثل الرام والعيزرية ورام الله وحتى البعيدة بعض الشيء مثل بيت لحم والخليل وغيرها .
كما ان المقدسيين ولاخفاء أوضاعهم المالية يودعون أموالهم في البنوك الفلسطينية في الضفة الغربية، وعدد منهم يشترون عقارات في أراضي الضفة الغربية حتى لا تعرف السلطات الضريبية الاسرائيلية بوضعهم المالي .
ظاهرة شراء الأراضي من قبل المقدسيين في أراضي الضفة الغربية أدت الى ارتفاع الأسعار بشكل كبير .
المقدسيون يتمتعون بإمكانية دخول كافة المناطق الإسرائيلية والعمل فيها بشكل حر، حتى ان منهم من يعمل في المؤسسات الإسرائيلية الرسمية مثل جهاز التعليم وجهاز الصحة وغيرهما .
المقدسيون العاملون في القطاع الإسرائيلي الخاص يتمتعون بأجور عالية جدا تصل أحيانا الى آلاف الدولارات شهريا .
كل هذه الأسباب وغيرها تدفع المقدسيين الى التمسك ببطاقة الهوية الإسرائيلية ورفض ان يكونوا جزءا من السلطة الفلسطينية، وخوفهم الشديد ان تقوم إسرائيل بسحب بطاقات هويتهم الإسرائيلية وتحويل مناطق سكناهم الى السيادة الفلسطينية فيفقدوا كل تلك المزايا .
وكل هذه المزايا دفعت الكثيرين من سكان الضفة الغربية في الرغبة في الحصول على بطاقة الإقامة كمقدسيين، ولهذا جرت على مر السنوات عمليات تزييف لزيجات من مقدسيين او مقدسيات للتقدم بطلب لم شمل للسلطات الإسرائيلية للحصول على صفة المقيم وبالتالي التمتع بكل هذه المزايا .
واليوم نسبة الشباب المقدسي طلبات الحصول على الجنسية الاسرائيلة في تزايد مضطرد
نلفت الانتباه الى ان وزارة التعليم الإسرائيلية وبلدية القدس الإسرائيلية، تدفع لتعليم كل طفل فلسطيني في القدس ما يعادل 200 دولار شهريا للمدارس الرسمية والخاصة التي تدرس الاطفال ما يسمى بالتوجيهي، الذي هو منهاج التعليم في مناطق السلطة الفلسطينية، والذي وبسبب رداءته
بات اولياء الامور العرب يطالبون باعتماد المنهاج الدراسي الاسرائيلي وترك ذلك التوجيهي .
وبسبب تلك المعاملة الانسانية والحقوق السخية، بدأ الكثير من المقدسيين بطلب الجنسية الاسرائيلية، خصوصاً الشباب منهم .
فكفاكم دجلا ايها الحكام العرب، والله تلك المزايا لا يحصل عليها اي مواطن في بلدانكم ..
بحث خاص اجرته لمؤسسة منظمة المسلمون الليبراليين