في مقال بعنوان “أيّها الدائخون والدائخات من أبناء الشعب العراقي”، للكاتب العراقي الشيوعي سابقا والرأسمالي لاحقا، الملحد سابقا، الاسلامي لاحقا، المدافع عن المتظاهرين من جهة والممجد لقاتليهم ( ميليشيات الحشد الشعبي) من جهة أخرى، قال فيه” يوما بعد آخر يزداد يقيني أنّ من جاء برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي هم أمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارات لتنفيذ مهمة إنهاء وجود الدولة العراقية الحديثة التي تمتّد من زاخو إلى الفاو “.
يبدو ان السيد اياد السماوي هو الدايخ ويعاني من اضطراب في أفكاره الولائية، فما جادت به قريحته من إتهامات بائسة تعبر عن أفلاس فكري، وعليه ان يراجع أقرب مصحة في البلد الرأسمالي الذي يعيش فيه (بلجيكا) بدلا من روسيا التي كان يعشقها كل العشق، ويكفر بالدول الرأسمالية التي اختارها للعيش!
من جاء بالفأر الرعديد مصطفى الكاظمي يا سماوي هما كتلتا الفتح والإصلاح وليس السعودية والإمارات واسرائيل، او الأصح من جاء بالكاظمي هما مقتدى الصدر وهادي العامري مع شرذمة من ذيول الولي الفقيه من نواب السنة.
عليك يا أبن أفقر محافظة في العراق، ان ترجع قليلا الى الوراء بدلا من القفز على الحقائق، هذان الطرفان هما من يتحملا مغبة ونتيجة إختيارهما للكاظمي وليس الإمارات والسعودية، اما اسرائيل فيبدو ان خيمة محور المقامة لا تزال تظلل رأسك المصدوع من الحقيقة. أما الولايات المتحدة، فأظن انها الأبعد عن هذا التعيين لأن الكاظمي أثبت بما لا يقبل الشك انه من أتباع الولي الفقيه، وعليك ان تستذكر وقوفه حافيا امام الخامنئي وهو يؤدي فروض الطاعة ويوعده بأن توجيهاته هي أوامر ستنفذها حكومته بحذافيرها، قدم يا سماوي للقراء دليلا واحدا فقط عن اجراء اتخذه الكاظمي ضد التغول الايراني في العراق، وموقف واحد حقيقي اتخذه ضد الميليشيات الولائية التابعة للخامنئي!
هل أعدد لك يا سماوي الميليشيات الشيعية الولائية في العراق؟ أظن لا داعِ لذلك، فأنت تعرفها جيدا، تعرف وتحرف، وقد كلفت هاشم الهاشمي حياته، بعد ان كشف عنها. فهل يمكن ان تزود القاريء بعدد الميليشيات التابعة للسعودية والإمارات؟ يبدو ان محور المقاومة لا يزال يفسد خلايا دماغك، فهذه التهم من وحي هذا المحور المائل الى الجهة الشرقية، وليس من اختراعك وقد مللنا من سماعها يارجل، ارحمونا من افكاركم التي تتقيئوا بها علينا بين آونة وأخرى.
هل تعلم يا سماوي ان (حشدك المقدس) كما تبين من تقرير للمجلس الشيوخ الامريكي حيث أكد بأن الولايات المتحدة كانت تمول الميليشيات العراقية الشيعية خدمة لمصالح الإدارة الامريكية، رغم رفع هذه الميليشيات شعارات مناهضة للولايات المتحدة والمطالبة بمغادرتها العراق. وأن قانونا صدر من الكونغرس صوت عليه أغلبية الأعضاء في آب من عام2020 أوقف تمويل ميليشيات “حشدك الشيعي المقدس” ، بما يؤكد دعم الولايات المتحدة لحشدك المقدس امريكيا وايرانيا؟
ربما الدوخة المزمنة التي تعاني منها تبعدك عن التقرب من الحقيقة ومعرفة من أسس حشدك المقدس. فقد صرح قائد الحرس الثوري الإيراني (محمد باقر ذو القدر) لوكالة تسنيم الإيرانية الرسمية، في 30/12/2020 إن” العراق إحدى المناطق المهمة التابعة لأنشطة قوات فيلق القدس، وبعد ظهور تنظيم داعش استطعنا أن نؤسس قوات جديدة باسم الحشد الشعبي، على غرار تشكيلات قوات الباسيج”.
وبعده صرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية (سعيد خطيب زادة) في 11/1/2021 ” من غير المرجح أن تترك الإدارة الأمريكية المفلسة إرثا آخر في الأيام الاخيرة، هذه الاجراءات مدانة، الاجراء الأمريكي ضد انصار الله وفالح الفياض قائد الحشد الإيراني المقاوم واحد سيوف خامئني لتحرير القدس والعراق من الاحتلال الامريكي الصهيوني.ان استهداف رئيس حشدنا الشعبي بهذه الطريقة من قبل الولايات المتحدة ليس مدان فحسب، بل إنه محكوم عليه بالفشل ايضا”. فالحشد الشيعي ايراني بإعتراف من أسسه، ولم ينفِ لا تاج الرأس ولا قادة الحشد الشعبي هذه الحقيقة. بمعنى ان فتوى المرجع السيستاني (تاج رأسك) وفرت الغطاء الديني للحشد فقط؟
أخي السماوي، الكاتب الذي لا يتوخى الحقيقة، ويمارس الدجل مع القراء كالأعمى الذي يرمي الصبيان خلفه بحجارة.
ان (حشدك المقدس) ومحور المقاومة هما سبب دوختك، وصداعك المزمن، وحبة واحدة من اسبرين الحقيقة ستزيل كل أثر له. فسارع بالعلاج قبل ان تفقد ما تبقى لك من قراء. إجعل الحقيقة تاج الرأس وليس مرجعا دينيا، ربما تكون أنت أعلم وأفضل وأقرب الى الله تعالى منه.