هل يفسر هذا الصمت الطويل على إحتلال طهران آبار وحقول نفط عراقية (حدودية) تحت عنوان (مشتركة)، يفسر بعض أسباب إستقرار نظام المالكي (حوزويا) لزمن مضى، هذا الإستقرار في ظل مايحدث على امتداد المنطقة والعراق أصبح موقتا. بالأمس إضطر باغ المالكي للتنازل عن الثروة السيادية العراقية. وغدا عليه أن يختار بين النفط والدين – أي بين ” النجف – كربلاء ” و ” البصرة – كركوك . ” أي بين المنبر والدولار. بين العمامة والجينز. يطرح البعض سؤالا حول توقيت إثارة هذا الموضوع وهل يعني تحريضا ..؟ أبدا. فلا أحد يجهل العجز العربي ولا أحد يطلب من أي نظام أكثر مما تفرض عليه شروط بقائه. أصبح مجرد البقاء نصرا. لا أحد أفضل أو أسوأ. الكل يمتح من بئر الهزائم وأولها هزيمة الحرية أم الهزائم. ويبقى أن نقول أن من يسكت عن إحتلال أرضه ونفطه لايستطيع أن يبيع. وتبقى الأرض. في الثقافة الإسلامية. الله يورثها من يشاء من عباده الصالحين. البعض يعتبره حلا عقلانيا بتنازل المالكي عن نفط بلده الأم لبلد الإيواء والتبعية إيران. أو ربما نموذجا للحل. إن هذا النموذج ينصح به المالكي سلفه ومن والاه بالتعامل مع الأمر الواقع بوصفه صيغة الحل الممكن لإطالة البقاء في الحكم والإلتصاق بكرسيه. وبوصفه أيضا الحل الأمثل في ظل العجز الممسك ببعض الأنظمة الممسكة بأعناق شعوبها. أي الرضى بالإحتلال الإيراني ومستوطناته الطائفية تحت مسميات وأغطية عدة تنتشر في عموم العراق خصوصا حزام بغداد السني الذي يعيق تقدمها صوب الغرب. ويطالب عرب الجوار – أي المالكي – وسلفه بتصحيحه والعودة إلى حدود ماقبله. في تناقض عجيب بين سياسته الإستلقائية الإنبطاحية أمام طهران ومشاريعها الماضوية التصفوية. التي تبحث عن من أحق “علي” أم “معاوية” في خلاف يمتد ل 1400 عام مضى. ليس مهما من يربح ومن يخسر فالكل خاسر. إنها لعبة الموت لأربعة عشر قرنا ولم تنته. مازالت تنتج قتلاها وضحاياها. الكل يدفع ثمن صراع فارسي يوظف التاريخ. صراع موروثه وحاضره تعيس ومستقبله بائس. نريد وطنا وحرية ومستقبلا لأبناءنا. لانريد أن نعرف من كان على حق. وحده الحق هو صاحب الحق يوم لا حق إلا حقه.