23 ديسمبر، 2024 2:24 م

إستراتيجية مهددة بـ”ركلة” روسية .. “الحرس الثوري” الإيراني ومشروع “تشييع” سوريا !

إستراتيجية مهددة بـ”ركلة” روسية .. “الحرس الثوري” الإيراني ومشروع “تشييع” سوريا !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مع دخول الأزمة السورية عامها الحادي عشر، تزداد الأسئلة عن إستراتيجية إدارة “جو بايدن” للتعامل مع هذه الأزمة.

ويبدو أن الإدارة الأميركية سوف تستمر في التركيز على إستراتيجية إحتواء “الصين” و”روسيا”، وتنهض في الشرق الأوسط لإحياء “الاتفاق النووي”، وإنهاء الحرب اليمنية، ومن ثم فإن الأزمة السورية ليست ضمن الاهتمامات الرئيسة لفريق السياسة الخارجية الأميركية.

وهذا الأمر؛ أفضى إلى أن تترقب “إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل”؛ باعتبارها الأطراف الرئيسة في الحرب السورية، ثقب “الغموض الإستراتيجي”، في سياسات الإدارة الأميركية الحالية، واستغلال الفرصة في تنفيذ مخططاتهم طويلة ومتوسط وقصيرة الأمد، واختبار (في حالة الضرورة)، عزم “الولايات المتحدة” في “سوريا”. بحسب “حسين آقايي”؛ الباحث الإيراني في العلاقات الدولية، في مقاله التحليلي على موقع (راديو زمانه) الإيراني المعارض من الخارج.

تمدد النفوذ الثقافي الإيراني..

وفي هذا الصدد؛ فإن الشواهد والقرائن تثبت أن “الجمهورية الإيرانية”، والميليشيات المحسوبة على (الحرس الثوري)، تتطلع إلى تثبيت وجودها العسكري ونفوذها الإيديولوجي في عدد من المناطق السورية، من مثل: محافظة “دير الزور”.

فـ”الجمهورية الإيرانية” وميليشياتها؛ بصدد السيطرة على ريف: “دمشق والبوكمال والميادين”، وتمتلك قواعد عسكرية في مناطق: “حلب وحمص ودرعا”.

والملاحظة الأساسية؛ أن “الجمهورية الإيرانية” دخلت، (بخلاف الوجود العسكري)، مرحلة “النفوذ الثقافي”، إلى جانب النفوذ السياسي والأمني.

ومنذ العام 2019م، وبعد افتتاح معبر (البوكمال-القائم)، على الحدود “السورية-العراقية”، ركزت “الجمهورية الإيرانية” جهودها، بشكل عملي، على مناطق “دير الزور”، بغرض هندسة الكتلة “السكانية-المذهبية” في هذه المنطقة، (مشروع تشييع وتغيير الكتلة السكانية)، مع المحافظة على المسار البري، (طهران-بيروت)، رغم اتساع نطاق الحملات الأميركية والإسرائيلية على المناطق “شرق سوريا”.

مشروع “تشييع سوريا” !

وتُجدر الإشارة إلى جذور مشروع “تشييع سوريا”؛ إنما يعود إلى جهود، “جميل”، شقيق “حافظ الأسد”، مطلع الثمانينيات، والذي أسس جامعة “المرتدا”، بغرض نشر التعاليم الشيعية بين أوساط الشباب العلوي.

وتستخدم “إيران”، في هذه العملية، سواعدها العسكرية والإيديولوجية. ومن المنظور العسكري يمتلك (الحرس الثوري)، في “دير الزور”، 3 فصائل أساسية؛ هي: (حزب الله، وكتائب فاطميون وزينبيون، ولواء الباقر)، أو قوات الدفاع المحلي العشائري، التي تشكلت بذريعة مكافحة تنظيم (داعش).

وتعتبر (كتائب فاطميون) الأكثر نشاطًا، وتسعى “الجمهورية الإيرانية”، عبر تقوية وتدعيم وجود هذه القوات وزيادة أعدادها؛ للمحافظة على نفوذها العسكري في هذه المناطق.

تأسيس الأذرع الميليشياوية والخيرية..

ووفق تقرير (المانيتور)؛ فقد شرع (الحرس الثوري)، وتحديدًا بعد الهجمات الإسرائيلية على “دير الزور”، بتاريخ 13 كانون ثان/يناير 2021، والتي خلفت الكثير من الخسائر البشرية والمادية، في تدعيم وتقوية وجوده بهذه المناطق، ولذلك سارع إلى تشكل ميليشيا جديدة باسم: (هاشميون)، مهمتها العناية بالمزارات المذهبية.

وتستقر ميليشيا (هاشميون)، برئاسة “أبوالعيس”، في مركز “الميادين والبوكمال” بشكل أساس.

ومن المنظور الإيديولوجي؛ فقد أسس (الحرس الثوري) وقادة الميليشيات الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”، مجمع “الإمام المهدي”، والكثير من المؤسسات الخيرية والمذهبية، في هذه المنطقة.

ويعتبر الكثيرون أن، “حسن الشاطري”، المقتول عام 2013م، مؤسس مشروع النفوذ “الثقافي-المذهبي” الإيراني، في “سوريا”.

وينظم (الحرس الثوري)، في “حديقة القراميس”، بمدينة “البوكمال”، حفلات ثقافية ومذهبية أسبوعية، على سبيل المثال يعقد “مركز نور الثقافي”، في “البوكمال”، و”مركز النصر”؛ في “دير الزور”، دروس “عقائدية-مذهبية” للأسر السورية، في تلكم المناطق، ويحصل المشاركون بنهاية الدورات على مائتا ألف ليرة سورية وسلة مواد غذائية.

كذلك يعمل قادة (فاطميون) على جذب وتجنيد المتطوعين، لقاء راتب شهري 300 دولار.

ووفق “مرصد حقوق الإنسان السوري”، صادر (الحرس الثوري)، في “سوريا”، مؤخرًا 60 منزلًا على الأقل في “دير الزور” وتوزيعها على عناصر الميليشيات.

لذلك يبدو أن إسترايتجية (الحرس الثوري)، في “سوريا”، طويلة المدى ومتعددة الأوجه، وأن النظام الإيراني يحلم، (دون إلتفات إلى المكاسب أو حتى خسائر الاقتصاد الإيراني بسبب الطموحات الإقليمية)، بمد جسر اتصال بين “طهران وبيروت” عبر “سوريا”.

والمهم بخصوص محاولات “الجمهورية الإيرانية”، “تشييع”، وتغيير النسيج السكاني شرق “سوريا”؛ هو أن عمليات (الحرس الثوري) تترجم خوف “نظام طهران” من الخسارة المحتملة للوجود العسكري طويل المدى في “سوريا”.

ونتيجة للعميات الروسية وظهور واقع جديد في المنطقة، يتخوف (الحرس الثوري)، لاسيما مع إمكانية خروج كافة القوات الأجنبية من “سوريا”، وفق اتفاق “أميركي-روسي”، و”إسرائيلي-روسي”، و”سوري-روسي”، أن يُجبر “بشار الأسد”، مستقبلًا؛ على ركل “الجمهورية الإيرانية” من حوزة المداخلات العسكرية.

لذلك يكافح (فيلق القدس) والميليشيات الإيرانية، لإعداد خطة طويلة الأمد للمحافظة على النفوذ “السياسي-الإيديولوجي” بين الشعب السوري المأزوم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة