19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

“حوادث مصر العجيبة ” لا علاقة لها بـ – لعنة الفراعنة -المريبة !!

“حوادث مصر العجيبة ” لا علاقة لها بـ – لعنة الفراعنة -المريبة !!

المطلوب بعض التعقل والعقلانية والمنطقية قبل أن نفقد عقولنا كليا فـ “حوادث مصر العجيبة ” لا علاقة لها بـ – لعنة الفراعنة -المريبة ، وعلى من يروج لهذا الهراء كله الكف عن ذلك فورا ،لأن للهراء كما للصبر والتصبر والمصابرة والتصبير .. حدود !
لقد اثارت موجة الحوادث الاخيرة في مصر والمتمثلة بـ “جنوح السفينة العملاقة في قناة السويس … حادث قطاري سوهاج ..حادث انهيار عمارة السويس المؤلفة من 10 طوابق ..حريق محطة قطار الزقازيق …سقوط عمود كبير على السيارات من انشاءات كوبري ترسا على طريق المريوطية التابع لحي الهرم ..وغيرها ” اقول لقد شحنت هذه الحوادث المتتابعة خيال الكثيرين واثارت حالة من النكوص – النوستاليجي – ( الحنين الشديد الى الماضي السحيق ) من جهة عند بعضهم ، مصحوبة بالخوف الشديد من الماضي من جهة اخرى ، وكلها لا علاقة لها بـ” لعنة الفراعنة ” كما يروج بعضهم لها ، ذاك ان لعنة الفراعنة اكذوبة كبرى انطلت على مئات الملايين من البشر حول العالم بمشاركة العديد من الجهات التي طبلت لها طويلا ” الاولى كانت اثارية بحتة تخشى من لصوص الاثار فروجت للعنة الفراعنة لتكون هذه اللعنة المفترضة بمثابة الحارس الامين للاثار من تجارها ولصوصها …الثانية سينمائية- هوليوودية او هول يهووودية بالاحرى – وجدت في لعنة الفراعنة مادة دسمة لترويج افلامها والحصول على مزيد من الارباح الخيالية ….الثالثة بقايا الاستشراق وهذه المدرسة وكما كانت ترسم الاف اللوحات الزيتية المتقنة انطلاقا من مدرسة الرسم الواقعية، وكلها تظهر الشرق على انه عبيد وجِمال وجواري وصحراء وجنس وصيد وتخلف وقصور وكروش وقروش ولصوص وقطاع طرق لتضيف لها لاحقا وبعد اكتشاف النفط براميل البترول ، وكانت تحرص اشد الحرص – وأرجو الانتباه الى هذه النقطة على ” اظهار منارة المسجد مع الهلال مع اللحية ” في كل لوحة تمثل الرق والجواري والاستبداد والترف والاستعباد لتربط ذهنيا في اللاوعي العالمي بينها بمعنى ” جواري +عبيد +رق + ترف + استبداد = منارة ولحية وهلال ” فإنها حرصت على تنميط صورة الشرق في الذهنية الغربية ومنها اختراع جملة اكاذيب وتسويق طائفة من الاساطير على نحو مغارة علي بابا ، وبساط الريح ، والمصباح السحري ، وكهرمانة والاربعين حرامي ، مغامرات علاء الدين ، المارد والقمقم ، تتصدرها ولاريب ما يسمى بأسطورة لعنة الفراعنة وكلها تحولت الى افلام سينمائية بإنتاج ضخم جدا وحصدت المليارات وما تزال وستظل …الصحافة الغربية وقد اعتاشت لعقود على هذه الاكذوبة ..البعثات الاثارية المتنافسة فيما بينها فهذه كانت تحرص على اثارة اكذوبة اللعنة الفرعونية لتمنع بقية البعثات من منافستها في عملها واكتشافاتها فتروج ،الى ،ان ” كل الذين دخلوا الى مقبرة الفرعون ماتوا في ظروف غامضة ” مع ان بعض الحوادث كانت نتيجة البكتيريا القاتلة الموجودة داخل القبور والتي لم تر النور مذ اغلاقها قبل ثلاثة الاف سنة او اكثر او اقل ” ..وتروج الى ان عالم الاثار الاوربي فلان مات في ظروف عامضة ..وان زوجة العالم الاثاري علان حملت خروفا …وان ابنته رأت كيلوباترا في المرآة ..وابنه صار مسخا يسير كالزامبي ليلا وهو نائم …في سلسلة طويلة من الاكاذيب التي ما تزال هوليوود تروجها وتعشقها كدعاية لافلامها تشبه اكاذيب الزومبي ، ودراكيولا ، والمستذئبين ، والصحون الطائرة ، وقراصنة الكاريبي ، وحرب النجوم ، ومثلث برمودا ، وحش بحيرة نيس ، غرائب المايا والانكا والازتيك والموش ، وحش الاعماق الكراكن ، اشباح القصور الملكية البريطانية ، وغيرها الكثير “.ولايفوتنا هنا التنبيه الى ان الماسونية العالمية وعشقها الابدي والادبي للرموز الفرعونية وابرزها الهرم والعين الواحدة والمسلات التي وضعوها حتى على الدولار الاميركي ..اضافة الى بعض الحركات الباطنية الهدامة والشيطانية الاوربية والاميركية التي تعشق اقامة طقوسها الغريبة داخل الاهرامات وبقية اثار الفراعنة في اوقات معينة ومخصوصة من السنة …!
كل هذا الهرج وذلكم اللغط يحدث قبيل نقل رفات 18 مومياء لملوك و 4 لملكات من المتحف المصري في التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، في الثالث من نيسان المقبل حيث ستجوب المومياوات الـ 22 شوارع القاهرة في موكب رسمي مهيب من المؤمل انطلاقه بـ21 طلقة مدفعية بمشاركة عدد كبير من الشخصيات ….وبتغطية اعلامية عالمية واسعة النطاق من شأنها ان تتفوق على مباريات الكلاسيكو بين الريال ” ويمثل السلطة الملكية الحاكمة ” والبرشا ” ويمثل الشعب الغاضب قوميا في كتالونيا والمطالب بالانفصال عن اسبانيا ….” .
من يروج للعنة الفراعنة بكثافة هم عشاق الفرعونية ، الفرنسيون منهم على وجه الخصوص وقد علقت في اذهانهم وقلوبهم عشق الفرعونية منذ الغزو النابوليوني لمصر وهم يزورون الاثار والمواقع الفرعونية بواقع 600 الف سائح فرنسي سنويا يأتي كل منهم لهذا الغرض تحديدا ..ومن يروج للفرعونية هم عشاق الجين الفرعوني ممن لايفتأون يرددون عبارتهم الشهيرة ” دحنه الفراعنة ” مع ان خارطة الجينوم لـ 90 من المومياوات الفرعونية والتي اجراها العالم الالماني يوهانس كراوسه، لحساب معهد “ماكس بلانك ” لعلوم التاريخ البشري عام 2017 اظهرت نتائجها التي نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية الشهيرة ، ان ” اصل الفراعنة ليس من مصر وانما من الشرق الادنى ..وان المصريين الحاليين ليسوا من نسل الفراعنة القدماء ، وان الفراعنة لاعلاقة لهم بالجنس الافريقي الا في حقب متأخرة اختلطوا فيها مع الاثيوبيين وبقية الافارقة المجاورين ..على حد وصفه ولست هنا بمعرض تكذيب او تأييد ما قاله !!
ولكن ومهما يكن من امر ومن خلال تكرار الاحداث الى حد الاستنساخ المقيت ، القمئ ومع كل حدث والتي صارت – يخني -اتوقع” في اليوم الذي سيسبق نقل المومياوات ويعقبها بإنطلاق مئات الصفحات والمنصات ومواقع التواصل في حملة ضد الحدث برمته ..فيما ستنطلق مئات اخرى مناهضة للاولى لمؤازرة الحدث وتأييده ..ونتيجة لهذه المؤازرة من جهة والحملة بالضد منها من جهة اخرى ..سيخرج علينا خالد الجندي ليدلي بدلوه قائلا ” انتو اعداء الحضارة ..عاشت المومياوات ..يحيى الفراعنة …دنا حسمي حفيدتي نفرتيتي ، والثانية كيلوباترا ، ولو جاني ولد حسميه مرنبتاح سبتاح ” ليرد عليه الشيخ تليمة ” فراعنة ايه يا راجل ، وموميات مين ياجدع ؟ ” ليخرج الشيخ رشدي مفضلا مسك العصا من الوسط …هنا ستنط ايناس الدغيدي لتحيي ذكرى استاذتها نوال السعداوي في هجمة شرسة على المعترضين وسيعمل الطرفان لاسيما اديب وموسى والديهي على تسييس الموضوع كليا واعطائه ابعادا جيو سياسية ، كذلك سيفعل وبنفس القوة ولكن بعكس الاتجاه كل من ناصر ومطر وزوبع ” في ما يعرف بـمنظومة 3 3X ” في لعبة سمجة لم تعد مستساغة بالمرة ، تماما كصراع الريال والبرشا الذي لايتوقف ..وكمباريات الاهلي – ويمثل الشعب – والزمالك ويمثل السلطة هكذا تم تقسيم المنافسات منذ خمسينات القرن الماضي والى يومنا هذا لالهاء الجماهير عن قضاياها المصيرية كليا ” وهكذا ..هات وخد ..خد وهات ..ليل وصبح …صبح وليل …كالعادة ليعلق ايدي كوهين من بعيد ويغرد بالضد من هذا الطرف او ذاك ..في سيناريو مقيت جدا ، صار مثيرا للاشمئزاز والسخرية …وستتطاير الفتاوى والتغريدات والتعليقات – مع / بالضد ، كالشرر في كل مكان ومن كل حدب وصوب ..ياعم قرفتمونا وكرهتمونا في عيشتنا غفر الله لكم ..لقد الهيتمونا وحرفتم البوصلة بتغريداتكم – المعفنة – عن مأساة اليمن والصومال وسورية والعراق والسودان وليبيا ، عن مأساة سد النهضة ، عن مشروع الشرق الاوسط – الحقير – عن مؤامرات التطبيع والتلطيع والتخنيع مع الكيان ، عن محاولات هدم الاقصى المبارك وتدنيسه بين الحين والاخر تمهيدا لاقامة ما يسمى بهيكل سليمان ، عن ما يسمى بالديانة الوهمية المسماة زورا بالابراهيمية ، عن تقسيم المقسم على وفق خارطة برنارد لويس الانشطارية والتي ستغير من حدود سايكس بيكو الى حدود اخرى اشد هزالة واكبر نذالة ، ستترحم خلالها الشعوب المغلوبة على امرها على حدود سايكس بيكو المذلة ، تماما كما تترحم في كل مرة على الطغاة السابقين ، مع ظهور الطغاة الجدد ” واشوفك بالموت ترضى بالصخونة “علما ان كلا من الخطاب الاعلامي العربي المدافع عن السلطات الحاكمة من المحيط الى الخليج ، كذلك الخطاب الاعلامي المعارض لها – صار ماسخا وتافها وسطحيا للغاية -ولم يعد مقنعا لا للمؤيدين لتكلم الانظمة والسائرين بكنفها وفي ركابها ، ولا لمعارضيها داخل البلاد وخارجها على سواء ..يا اخي غيروا من لغة الخطاب ومن السيناريوهات الباهتة على الاقل ..لقد مللنا …لقد قرفنا ..لقد هرمنا ، على قول التونسي الشهير أيام الثورة التي أعقبت انتحارا فرديا فخلفت انتحارا عربيا جماعيا لما تزل أعمدة دخانه تعمي البصائر والابصار،ولما تزل دماؤه ودموعه تسيل على الخارطة سيولا وانهارا،وكل طرف منهم يرمي بالكرة في ملعب الآخر متهما إياه بحرف الثورة عن مسارها الصحيح ومصادرتها وتحويلها الى”عورة” يأنف الكل من النظر اليها ،اما خجلا وحياءا، واما نفاقا ورياءا، وأجزم بأن الانظمة العربية ليست وحدها من تستلزم التغيير،أو الازاحة ،أو الاصلاح ، أو التقويم ، لا ، وانما معارضاتها كذلك، لاسيما تلكم المعارضات المقيمة في اوربا واميركا وبعض الدول الاقليمية، وأخص منها “المعارضات التي رضيت بأن تكون بمثابة مضرب تنس بيد الانظمة والدول التي تناصب بلدها وشعبها وحضارتها وتأريخها واقتصادها وأمنها وأمانها وليس حكوماتها فحسب العداء السافر بجذوره الاثنية والطائفية والتأريخية حتى انها صارت للخارج الذي تقيم فيه والذي لم يحتضنها لسواد عيونها ولا ايمانا منه بقضيتها – مو عيب – عينا مبصرة ، واذنا متجسسة ، ولسانا ناطقا وكفا ضاريا على حساب شعبها وبلدها الأم بذريعة مقارعة النظام ، ولاداعي لضرب الامثلة لأن اللبيب بالاشارة يفهم ،بما يغني عن الشرح والافصاح، وأشد ما يثير ذهولك هو أن هذه المعارضات التي تزعم سعيها لتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة ورفع الظلم عن شعبها وإزاحة الظالم عن وطنها ، تراها تُجَّرِم وتنتقد من هفوات وزلات ومظالم ومفاسد نظامها الحاكم، بما تبيحه تماما لنظامها الحاضن ، فتراها تحمل على حملات الاعتقال والاقصاء والتهميش في بلدها من قبل النظام – اي نظام عربي – بينما تراها تبرر وتشرعن وتسوغ ذات المظالم والاعتقالات في بلدها الحاضن بحق معارضة ذلكم النظام في ارضه ومن ابناء شعبه ،ما وضع مصداقيتها في مهب الريح “شدكولين يا توكل كرمان ؟” يا صديقة هيلاري كلينتون بكل اخلاص وتفان ،يا عاشقة السعداوي من زمان ، يا حاصلة على نوبل للسلام بالالوان ، اسوة ببيغن ، وبيريز ، ورابين ، وسفاحة ميانمارالشمطاء أونغ سان ؟!اودعناكم اغاتي