20 ديسمبر، 2024 3:17 م

منتخبنا…. أنا بتونس  بيك….!!

منتخبنا…. أنا بتونس  بيك….!!

بالمفهوم العالمي للرياضة أنها تطيل عمر الشباب وتبعد الشيخوخة والهرم والإنسان المتفهم والمتواضع يسمونه سبورت (sport ) وهي بمعنى الرياضة  وقال رسول الله (ص ) علموا أولادكم – الرماية والسباحة – وركوب الخيل ,وهناك مثل صيني يقول افتح ملعب تغلق مستشفى , وقال غاندي خنت الرياضة في شبابي فخانتني في شيخوختي ..الخ من الأمثال.
التشجيع والفرحة والتعبير عن الهواية لدى الجمهور العراقي الرياضي تحديدا يتمتع بالازدواجية والمزاجية أحيانا أخرى ويذهب إلى التجريح وإطلاق الإشاعات والشتائم عند خسارة الفريق أو المنتخب للاعبين ومدربيهم وينسوا أو يتناسوا الانتصارات التي تحققت في ظل ظروف صعبة للغاية في بلد تمنع أو تحضر على ملاعبه المباريات والبطولات الكروية نتيجة الظروف الأمنية والامور الاخرى. وعند تحقيق أي انجاز نغني ونرقص ونزغرد للمنتخب (انته  اللي بتسعد أوقاتي…وتأثر على كل حياتي أجمل تأثير.(.وأما بتلعب..إنا بتونس بيك…وأما بتخسر.. إنا بشتم بيك)..أنا أنا……أنا بتونس بيك .
فيجب أن لا نكون عملة واحدة لوجهين فعندما يفوز المنتخب نحييه ونقدسه ونوصله إلى المريخ  بالثناء والمديح للاعبين ومدربهم وعندما يكبو ويخسر للظروف القاهرة التي يمر بها نكيل له الشتائم والسباب وننزله أسفل الدرك وهذه الازدواجية في التشجيع. وان من يريد الخير للرياضة العراقية ورفع الحظر والظلم  عن ملاعبنا يبدأ بمراجعة مع النفس في التشجيع  وإبداء الرأي الصائب والنقد البناء السليم وحينها سنتأكد  إن الإساءة من قبل الجمهور لن تجدي نفعا وسيكون المجتمع والجميع هو الخاسر الأكبر والرابح من ذلك هم أعداء العراق وأعداء الرياضة على حد سواء,
(وساعات بتمنى إني أشوفك…أو حتى أشوف منك طيفك…مع لعب جميل…وأما بتغلب..أنا بتونس بيك…وأما بتخسر…أنا بتونس بيك ).
 فكل مشجع لابد أن يعبر ما من بداخله من غرائز وشعور وهذا الشيء فطر عليه الناس بكافة أشكالهم وألوانهم ومذاهبهم والتشجيع أمر طبيعي حضاري في حدود المعقول والأدب والاحترام وعدم الإساءة أو التجريح والخوف هو الخروج من الحد الطبيعي لمفهوم التشجيع وإخراج هذا الحب والولاء وتلك النشوة والفرحة بعد الخسارة إلى ضجيج وشغب ومهاترات الذي هو مصدره من النزعة الوحشية العدوانية, وهناك أسباب داخلية لدى بعض المشجعين تنتج عنها عدوان وتهيج عصبي نتيجة نقص في الشخصية الداخلية والثقافة العامة التي تفقده تربية الوالدين والأسرة والبيئة والمجتمع ومحاولة إبرازها في النقد الهدام والسب والشتم  في الملاعب وأماكن التشجيع في الساحات أو المقاهي لمشاهدة المباريات على جهاز التلفاز التي تعطيه أحقية التعبير عن ذاته من خلال رأيه الشخصي بمن يهواه ويشجعه وحيث أن الرياضة هي المتنفس الوحيد والأكثر كثافة في كل المهرجانات  وقد يصل حوالي الى 50 الف متفرج احيانا في الملعب الواحد ولا نريد تشجيعا أعمى متعصب(هيه…هيه…مخبل )..و(هذا الحكم ساقط ) (بص ..شوف..أنعل أبو الوداك….لا بو الجابك ) وغيرها من الألفاظ النابية,  فالرياضة فوز وخسارة وتنتابك الحسرة والالم عندما تسمع عن انهيار مقهى وتهشيم زجاجه  وتكسير معداته  وهناك جرحى و(مكاسير ) والسبب مباريات في اسبانيا بين برشلونة وريال مدريد مثلا,يالها من ثقافة ووعي –(بتمر ساعات بعد لقانا…والروح لوجودك عطشانة…ولما بتخسر …انا بتونس بيك) – بوكسات وجلاليق –
ولو رجعنا لتراثنا وحضارتنا نحن الذين  علمنا الشعوب من أور وسومر وحمو رابي وتجد أن العراقيين شعب محب للرقي والحضارة والرياضة والأدب والفنون وهم أهل الضيافة والكرم والجود والسخاء ويكون موحدا لجميع الطوائف  وعنوانا للمحبة والاحترام والوئام عند تحقيق انجاز كروي عراقي كما حدث عام 2007 وتجدر الإشارة أن هناك شرخا واضحا بين اتحاد الكرة العراقي وبين جماهيره الكروية وصحفييه وإعلاميه على وجه التحديد في التخبط أحيانا وغياب التخطيط الممنهج وقد اقسي بعض الشيء عندما أقول سوء التخطيط في كرتون الادعاء بالعلم وعدم التخطيط المدروس لوزارة الرياضة والشباب وانجازها ملاحق وخدمات المدينة الرياضية وان جاز التعبير(لم تتآكل المدينة الرياضية بل أكلت وعر مشت عظامها على نار هادئة والذي حدث أمر مخجل ) مما فقدنا نشوة مشاهدة فريقنا الكروي وهو ينتصر ويفوز(على ملاعب البصرة الفيحاء ) في بطولة الخليج 22 وينسي العراقيين جراحهم وآلامهم  وضحاياهم من الإرهاب ويوحد العراقيين بعد هذا الاحتقان الطائفي  وتغليب مصالحه الذاتية والنفعية وعدم جعل مصلحة الكرة العراقية أولا وكانت الأخطاء السابقة في عدم انتظام مباريات الدوري وطول الفترة التي جعلت لاعبينا متعبين قلقين مصابين مضطرين لعدم تقديم الأفضل في مباريات التصفيات والبطولات وكان الاختيار السيئ للمدرب الصربي صاحب الخسارات السبع(سبع عجاف ) والخروج من تصفيات كاس العالم هذا من جهة أما من الجهة الأخرى عدم فسح المجال للمدربين العراقيين الوطنيين لأخذ دورهم في التدريب وزجهم في دورات دولية مع أصحاب الخبرة والاعتماد والرجوع إلى لاعبين قدموا عطاء اتهم وأنجزوا مهمتهم بشرف وإباء وحملوا أوجاع ومعانات شعبهم في الملاعب وكما يقولون (لكل زمان دولة ورجال ) وعلى الاتحاد الرجوع إلى منتخبنا الشبابي في مباراته المقبلة مع السعودية في 15من  الشهر الجاري الذي رفع رؤوسنا عاليا بمقارعة فرقا عالمية كشيلي والاورغواي وبريطانيا وغيرها وحقق انجازا عالميا بإمكانياته ودعمه المحدود وقلة مبارياته الدولية التجريبية (وان جا   يونس…أنا بتونس بيك….وان  جا  عدنان…أنا بتونس بيك ).
فالرياضة تبعد الكآبة وتبعث في النفس التفاؤل والفرح فهي تبعد الإنسان عن المشاكل إذا ما استغلت بشكل تربوي فالمشجع يتحلى بالإيمان فهو يرضى بالفوز والخسارة ويرضخ للأمر الواقع في الهزيمة والانتصار بروح رياضية عالية وتنافس شريف وعندما كنا صغارا نردد القسم الرياضي في البطولات المدرسية والاستعراضات الرياضية وفي المخيمات الكشفية الذي يتضمن (اقسم بالله العظيم وبشرفي ومعتقدي أن أحافظ على سمعة بلدي وان أخوض السباقات الرياضية بتنافس شريف وروح رياضية عالية مراعيا جلال الرياضة ) هذا هو القسم الذي يكسب الرياضي والمشجع ثقافة  عالية من خلال الممارسة والاختلاط والتفاعل الاجتماعي بين مختلف النفسيات وفي أحرج الظروف ( وأما تشجع…أنا بتونس بيك…..وأما بتهتف…..أنا بتونس بيك…وأما بتبعد…أنا بتونس…بيك…وأما بتقرب…أنا بتونس بيك…يامنتخبنا الوطني).

أحدث المقالات

أحدث المقالات