رحم الله شاعر العراق الكبير،معروف الرصافي ،القائل عن الجهل والتجهيل “اذا ما الجهل خيم في بلاد ..رأيت اسودها مسخت قرودا “والقائل عن الغربة والاغتراب داخل البلاد وخارجها “كان لي وطن ابكي لنكبته..واليوم لاوطن لي ولا سكن “، ولاشك ان الدول الهلامية الرخوة وعلى وصف عالم الاقتصاد السياسي السويدي جنار ميردال ، الحاصل على نوبل في الاقتصاد في سبعينات القرن الماضي ،هي تلكم الدويلات والكيانات الهزيلة التي تنطبق عليها كل مواصفات الجهل والتجهيل والاغتراب والتشرد ،حيث مناصب وعناوين وحقائب وزارية ومؤسسات شتى لاقيمة لمعظمها غايتها ترضية اسماك القرش وفقا للمحاصصة مفصلة على مقاسهم ، حيث القانون يطبق فقط على الفقراء والمعدمين والكادحين ،على النشطاء والمعارضين السياسيين فحسب، اما كبار الحيتان من الفاسدين والمفسدين فهؤلاء بمنأى عن القانون ولايجرؤ احد على الاقتراب منهم ولامحاسبتهم بتاتا ، في الدول الرخوة هناك قوانين ودساتير وان كانت بعض فقراتها ملغومة الا انها بالمجمل ومهما كانت رائعة لاتطبق واقعا وهي مجرد ديكور تستخدم بعض فقراتها عند الحاجة من قبل الفاسدين انفسهم فتسمع أحدهم وهو المعروف بركله لكل الدساتير والقوانين وضربه لكل الاعراف والتقاليد عرض الحائط يقول” لن نسمح بتمرير هذه الفقرة لأنها مخالفة للقانون ، لأنها معارضة للدستور ” فلا تملك ساعتها الا ان – تخرب من الضحك – ثم تجهش بالبكاء، ثم تجلس بعيدا عن الجماهير التي يموج بعضها كالجراد ببعض،يلعن بعضها بعضا ، يكفر بعضها بعضا ، يخون بعضها بعضا ، يهدر بعضها دم بعض ، يكتب التقارير الكيدية بعضها ضد بعض ، يسرق بعضها بعضا ، يعذب بعضها بعضا ، يهمش ويقصي بعضها بعضا ، لتنسحب الى داخلك وتتوقع على ذاتك وتنظم قصيدة رثاء على حالك وحال بلدك وشعبك وثرواتك واثارك وخيراتك ومستقبل ابنائك واحفادك -على خطى الرصافي – الذي مات من الفقر والجوع والمرض ليكرم في نهاية المطاف بتمثال يتوسط ساحة تحمل اسمه حاليا ،تمثال مخصص لالتقاط الصور والسيلفيات ورمي الازبال أيام العطل الرسمية وشبه الرسمية وحظر التجوال ، ولو ان الرصافي قال قصيدته تلك في العهد الخازوقي الجمهوري السابق لشنق في نفس الساحة التي تحمل اسمه اليوم بتهمة الخيانة العظمى ..ولو انه فعلها في العهد ” الدم قراطي ” الحالي الجديد والذي لايعلم احد يقينا أهو نظام اشتراكي أم رأسمالي ، ديمقراطي أم تيوقراطي، ليبرالي أم راديكالي ، يساري ام يميني ، لأتهم الرصافي بأنه من ابناء السفارات وربيب الرفيقات ولأغتيل بكاتم صوت من قبل مجهولين – نغولة – يستقلون دراجة نارية من دون ارقام وفي نفس المكان ليفتح تحقيق فوري بالحادث كالعادة الا انك لن تسمع عن نتائجه قط !
ومن أراد أن يفهم مجمل الاوضاع العراقية والعربية البائسة والرخوة على مستوى البلدان والحكام والمحكومين فليتأمل جليا وليمعن بصره وليقلب طرفه بهذه الأبيات المذهلة التي نظمها الرصافي أيام الانتداب البريطاني للعراق بدايات القرن العشرين وكأنه كتبها لهذا اليوم الجديد ،وليس لذاك الأمس البعيد :
لنا مَلك وليس له رعايا …وأوطان وليس لها حدود
وأجناد وليس لهم سلاح …ومملكة وليس بها نقود
أيكفينا من الدَولات أنّا ..تُعلَّق في الديار لنا البُنود
وأنا بعد ذلك في افتقار ..الى ما الأجنبيّ به يجود
تجوز سيادة الهنديّ فينا ..وأما ابن البلاد فلا يسود
وبالقياس على ما تقدم فبإمكانك القول وبالفم الملآن،بأن “لاكوكب شرق ولا قيصر ولا اسطورة يمكنها أن ترى النور في أحضان الأمم المفلسة ولا ان تظهر من بين صفوف الشعوب المستعبدة المقهورة ، هذه الشعوب التي يتناوب حكمها والتحكم فيها الدكتاتور من جهة “وهذا الاخير اذا لم يكن اوتوقراطيا متفردا وحزبه بالحكم ، فسيكون ديمقراطيا بالعنوان فقط، فتراه يتعامل مع حزبه،جماعته ،كتلته ، قوميته ،طائفته ،عشيرته ،تياره على أساس دكتاتوري بحت وزيادة ولن يجرؤ ولا تابع واحد منهم على مناقشته في أمر مهما صغر أو كبر” ، وبين “الاستدماتور” اذا جاز التعبير ،وأعني به الاستدمار والاستكبار الذي يحلو للمأزومين والمهزومين تسميته “استعمارا ” وما هو كذلك لأن الاستعمار مشتقة من البناء والاعمار، لا من الاحتلال والدمار، الا أن “أزمنة الدماغ الخامل “،على وزن اسلحة الدمار الشامل وفي عصور “الاستحمار والاستهتار”،وحقب ” الانحطاط والشطط والاحباط “، يُرغم المظلومون بكنفها على تأنيق العبارات انجليزيا ،وتعطيرها بـ” ريف دور” كلاسيكي فرنسيا ،وتتبيلها ببهارات طريق الحرير الذي يعاد احياؤه صينيا، تمهيدا لإبتلاعها شرقيا وغربيا وعلى مضض ، تماما كدس السم بالعسل أو شربه ممزوجا بالعصير !
ومن عادات الشعوب المفلسة المغدورة ،ومن طبائع الامم المستعبدة المقهورة في ازمنة الاستحمار والتي لا يتركها الدكتاتور، الا ويتسلم زمامها الاستدماتور أو العكس ، ان تضفي القابا فخمة جدا على افلاسها واستعبادها وهوانها لتعطي لنفسها قيمة لم يعد لها وجود على أرض الواقع المعاش، فعندما لايكون للشعوب قائد حقيقي ، ولا زعيم واقعي ، ولا فارس همام، ولا إمام عادل ، فإنها تعمد الى تنصيب زعماء وقادة وقياصرة من نسج خيالاتها ومن رحم أوهامها ومن بنات افكارها ، لتقول للبشرية في أرجاء المعمورة “لستم وحدكم من تمتلكون القادة والزعماء والمخلصين ، نحن كذلك وبالجملة ” وقد فطن الفيس بوك الى هذه الصفة القمئة فمنح “القيصر” لقب نمبر وان ، ضد “الاسطورة ” الذي تراجع الى نمبر تو ،وذلك لإلهاء الشعبين المصري والعراقي على سواء في هذا التوقيت العصيب جدا وهما في وضع لايحسدان عليه البتة مع تعاقب الاحداث المؤسفة عليهما من كل حدب وصوب !
القيصر ببساطة هو ” الساهر” اما الاسطورة فهو محمد رمضان ،وهنا سيقول قائل ولكن اليس لكل فن وكار اعلامه واساتذته ،فعلام انت منزعج من هذه التسميات ؟ واقول ” أولا لأنها عناوين فارغة ولامضامين لها في عصر التيه ، وثانيا لأن كلامك صحيح متى ما كانت قوائم – النمبريات – تلك والتي تصدرها المنظمات والمؤسسات الدولية للضحك على ذقون الشعوب المسحوقة لتخديرها اكثر فأكثر ،تضع العباقرة والعلماء والمفكرين في اعلاها فيما تضع البقية الباقية في ذيلها، أما أن يكون محمد رمضان نمبر وان ، او نمبر تو متصدرا القائمة على الدوام ، بينما بقية العلماء والمفكرين والباحثين في ذيل القوائم ان لم يكن على هامشها وربما خارج نطاقها ، فهذا أمر دبر بليل ولاشك غايته ان يكون رمضان وامثاله انموذجا يحتذى حذوه من قبل الشباب على حساب من يتوجب على فلذات اكبادنا ومشاعل مستقبلنا تقليدهم املا للنهوض بالشعوب والامم من تحت الرماد لاسيما في عصور الانحطاط والتبعية التي نعيشها حاليا من المحيط الى الخليج !
ولترسيخ هذه المفاهيم الشاذة ولتكريس تلكم الطباع الجانحة على سبيل المثال اذكر الجميع كيف تدخل” الناطق الاعلامي بإسم الموساد الصهيوني ايدي كوهين ، شخصيا ولأكثر من مرة مدافعا عن – محمد رمضان – بعد معاقبته – شكليا – على اثر ظهوره ولمرات مع شخصيات فنية صهيونية مدعيا بأنه لايعرفها ،فغرد كوهين مطمئنا رمضان بالقول ” يا أسطورة، أكدت لك أنك في حمايتنا، لا تخاف من هذا الكيان المدعو نقابة الممثلين ..كل ده بلح و هينزل على فشوش ..!” علما ان الكيان الصهيوني كان قد اطلق اسم “ام كلثوم “على أحد شوارع حيفا الرئيسة وعللت بلديتها ذلك بالقول ” أن تخليد اسم السيدة أم كلثوم في المدينة هو إنجاز نوعي مهم للعرب في حيفا، على مستوى تأكيد الوجود والبقاء والتجذّر، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وقد غنّت أم كلثوم في حفلات عدّة في حيفا ويافا والقدس في ثلاثينات القرن الماضي!!” ،بمعنى ان انجازات العرب النوعية وتأكيد الوجود من منظور الصهاينة لايتعدى حدود الطرب والغناء والرقص والتمثيل ،والهشك بشك ، والهز ياوز ، وهزي يانواعم خصرك الحرير ،خلي الشعر الناعم مع الهوا يطير ووووبس اين الطاقات والكفاءات والخبرات والاكاديميات ..اين الدروس والواجبات على قول معلم صف مكافحة الامية العملاق في مسلسل تحت موس الحلاق ؟!!
كل ذلك يجري وحال الامة العربية من سيء الى أسوأ وعلى مختلف الصعد ، علميا ، ثقافيا ، صحيا ، صناعيا ، زراعيا ، تجاريا ، اخلاقيا ، اجتماعيا ، فكريا ، أمنيا ، عسكريا وهلم جرا ، ولا ادري حتام يستمر هذا الهزل ، بوجود ملايين النازحين في العراق وسورية واليمن والسودان وليبيا والصومال ..ملايين الجياع والمحرومين والمعدمين والمعاقين والمشردين والعاطلين والمتسولين والمهجرين والمهاجرين والمرضى والارامل والايتام والمساكين … ملايين المغيبين والمفقودين والمختفين قسرا والمحتجزين ، ممن لم يزرهم يوما في مخيماتهم ولا عشوائياتهم ولاكامباتهم ولا مقابرهم ولامستشفياتهم الهزيلة لا “نمبر وان ولا نمبر تو ولن يفعلا ذلك يوما !
واتحدى الفيس وانستغرام وتويتر وبقية الشلة ..ان تمنح لقب The no.1 Arabic legend لطبيب عربي ..لمخترع عربي ..لمفكر عربي ..لمهندس عربي ..لمؤرخ عربي ..لمكتشف عربي ..لمناضل عربي …لعالم عربي ..وووو …انها لن تفعل ذلك مطلقا ولن تفكر فيه بتاتا ،لأن منح – النمبرية – للعقول = اجهاضا لمخططاتهم كلها وهدفها غسيل العقول ، انها تمنح فقط ترسيخا لمخططاتهم في نشر بقايا العقول بزمن السيول على حبال الانطفاء والذوبان والافول !
وليس بعيدا عنهم تفخيم الذات – على فاشوش – في وقت يحتاجون فيه الى جلد الذات واعادة تقييمها وكل ما حولها للخروج من الحضيض الذي تعيش فيه والذي يتناوب فيه – المستدمرون والدكتاتوريون- سدة الحكم فيما بينهم مرة يحكمك مستدمر ومرة يحكمك ديكتاتور وهكذا – رايحة جاية ..جاية رايحة – وبين مطرقة هذا وسندان ذاك سيل من الالقاب وطوفان يأبى ان يتوقف، منذ عقد الخمسينات والى يومنا فهذا لقب ” سفيرتنا إلى النجوم” يمنح الى فيروز ،وهذا لقب “الملك ” يمنح الى فريد شوقي ، وهذا لقب النهر الخالد ، الى عبد الوهاب ،وهذا لقب موسيقار الازمان الى فريد الاطرش ، وذاك لقب سيدة الشاشة العربية الى فاتن حمامة ، ومعبودة الجماهير الى شادية ،والاستاذ الى فؤاد المهندس ، العندليب الاسمر لعبد الحليم ، السندريلا لسعاد حسني ..الزعيم لعادل امام حيث كانت الامة تنتظر اماما عادلا ، فخرج عليها عادل امام على قول كشك ، والقائمة طويلة جدا ” لو انك أحصيت وتتبعت خيوطها لوجدت بأن ” الصحفيين والمنتجين والنقاد والشعراء ” هم حصرا من يخترع هذه الالقاب التفخيمية ويسوقونها بين المغفلين كل واحد منهم لهدف معين ولغاية ما في قلبه ، المنتج ليزيد من حماس الجماهير ويدفعهم الى مشاهدة فيلمه او مسلسله او مسرحيته الجديدة ، الشاعر يفعلها ترويجا لقصيدته الجديدة ، الناقد الفني لكسب رضا جمهور الفنان ومغازلة مشاعرهم في محاولة منه للتقرب الى الفنان نفسه عن طريق اضفاء اللقب -الوهمي – عليه ، الصحفي لكسب القراء لمقاله وتحقيقه وصحيفته لاسيما من عشاق الفنان او الفنانة !
وايه يا زمن الرضاعات والحفاضات وزمن فيفي عبده، لقد صار العقل العربي المائع ، والضمير السايح كالزبدة ..مجرد طبق كشري و صحن كبدة !!
ولو تأملت بما يجري في كل الدول العربية من دون استثناء فتسجد انحطاطا واحترابا وتشرذما وفشلا ذريعا على المستويات كافة حيث خلافات لاحصر ولا بوصلة لها بل ولا ضابط لإيقاعها كذلك – مثل الجهال تماما الصبح يلعبون سوية وهم في منتهى السعادة والمحبة ، والظهر يوصل المكافش والعياط للضالين – وانت لاتعلم يقينا لماذا كانوا على وئام تام صباحا، ولماذا تغيرت أحوالهم فجأة ظهرا فصاروا بعد الصداقة اعداءا ؟!
لبنان المفلس والمتهالك والذي وصل به الحال الى حافة الهاوية والانهيار الشامل بما يهدد كيانه بالزوال من الخارطة تماما مازال يتابع بشغف اخبار الفنانين والفنانات ويرصد كل شاردة وواردة في حياتهم العبثية ” قالت اليسا ، فعلت نانسي ، لبست نجوى ، نزعت هيفا ، انظر الى مؤخرة الزغبي ، تأمل في صدر قمر ” في هراء وعلى ما يبدو بأن لانهاية له في المستقبل المنظور، بدوره العراق المحتفي بالساهر كنمبر وان ، وبمسابقات ذا فويس عراق ، يعيش اسوأ عصوره على الاطلاق منذ زمن الاكديين والسومريين ،حيث صارت النزاعات العشائرية بمختلف انواع الاسلحة عادة شبه يومية،المخدرات ، الانتحار، العنف الاسري ،الطلاق ، العنوسة ،الغش ،المرض ، الجوع ، الخوف ، الغلاء الفاحش ، انهيار الدينار، ارتفاع الدولار ، ازمة سكن خانقة ، نسبة الفقر وصلت الى 35 % ، السلاح المنفلت ،المؤدلج ، الموازي ، صار يستعرض عضلاته في الشوارع الرئيسة وفي وضح النهار من دون اذن ولاتنسيق مع الجهات المعنية وهو غير آبه بأحد مطلقا ، الاغتيالات التي كانت تستهدف الناشطين والمتظاهرين ،باتت تتغول اكثر فإكثر لتتعرض هذه المرة الى عناصر في المخابرات والكل يردد ” خالة شكو ، منو ،تتو،شنهو الخبر دحجيلي ؟! ولاجواب .
مصر المحتفية بالاسطورة المصري – على ايش اسطورة لا ادري ؟- بصفته نمبر وان والحزينة لتراجعه الى نمبر تو تاركا صدارته للقيصر العراقي ، تواجه اليوم اخطارا شتى لا أول لها ولا آخر، ففيما قتل 32 شخصا وأصيب 108 آخرون بجروح مختلفة في حادث تصادم قطارين بمركز طهطا بمحافظة سوهاج ، تجد ان حادثة السفينة الجانحة في قناة السويس تثير جدلا لايهدأ ، واشك بأن الحادثة مدبرة على المستوى الدولي أو الاقليمي لتبدو وكأنها عرضية وعفوية وهي ليست كذلك وغايتها افقار وتجويع مصر وحصارها اقتصاديا وذلك من خلال تعطيل الملاحة في هذه القناة المهمة ولأيام وربما اسابيع عدة واظهار قناة السويس على انها الممر والقناة الاضعف على الاطلاق في عالم الممرات والقنوات المائية الستراتيجية حول العالم ، وبالتالي فعلى الملاحة الدولية ان تبحث عن قنوات وممرات آخرى بديلة وآمنة وفعالة ،علما ان قناة السويس تدر على مصر ما يقرب من 5.6 مليار دولار سنويا ، ولا أستبعد من ان يكون الخط الممتد من ميناء جبل علي في دبي.الى ميناء حيفا لاسيما بعد ان خصخصت الامارات ميناء حيفا لانعاش الاقتصاد الصهيوني هو البديل القوي ..وذلك للاضرار بالاقتصاد المصري كليا من جهة لاسيما مع ازمة سد النهضة بمعنى ” تعطيل قناة السويس من امامكم ..وملء سد النهضة من ورائكم …فأين اتنم ذاهبون ” ، ولانعاش الاقتصاد الصهيوني من جهة اخرى .
واذكر الجميع بما كشف عنه النقاب العام الماضي في الاعلام الاسرائيلي بشأن بنود – التلطيع – بين الكيان والامارات ومنها ” نقل النفط من دول خليجية إلى أوروبا عبر مواني الكيان متجاوزا ومتخطيا قناة السويس التي يُنقل النفط من خلالها إلى أوروبا منذ عقود ” .
فيما طرح الرئيس الروسي بديلا اخر الا وهو ” الطريق الملاحي الممتد على طول الساحل القطبي الروسي والذي من شأنه اختصار اوقات الشحن الى النصف في حال اعتماده بدلا من السويس “.
اضافة الى تجشيع ولا اقول تشجيع وتغويل وتمويل والحث على الاستثمار الدولي فضلا عن الاقليمي ، في مشروع قناة “بن غوروين” التي خطط لها لـ “ربط البحر الأحمر انطلاقا من ميناء ايلات وصولا الى البحر الأبيض المتوسط ، من والى الكيان الصهيوني ،وهي عبارة عن ممرين في قناة واحدة ،الاول مخصص لذهاب السفن والثاني لإيابها بخلاف قناة السويس التي تعمل على تخصيص يوم لذهاب السفن ، ويوم لإيابها خشية التصادم والاختناق ..علاوة على ان الكيان يعتزم اقامة فنادق ومنتجعات سياحية ومطاعم وكافيهات على طول قناة بن غوروين ، ولن يتركها هملا كما السويس وهي عبارة عن صحراء مقفرة من الجانبين ” .
وعلى الجانب المصري اما ان يقطر هذه السفينة العملاقة المحملة بأطنان من الحاويات بالسرعة الممكنة ،واما ان يسارع لطلب المساعدة بقطرها من الشركات الملاحية العالمية ذات الاختصاص وقبل فوات الاوان ..اذ ان الوقت ليس في صالحها البتة فكلما تأخرت عملية قطر السفينة الجانحة التابعة لشركة “أيفر غرين” فستكثر المقترحات والاشكالات والدعوات للاستغناء عن قناة السويس وايجاد بدائل أضمن وآمن واسرع ..ولابأس هنا بالاستعانة وبعد عودة العلاقات التركية المصرية ، بالقاطرة البحرية التركية العملاقة “نينه خاتون” المصممة لهذا النوع من عمليات الانقاذ والتعويم واطفاء الحرائق في عرض البحر وداخل الممرات المائية والمضايق الملاحية وبكفاءة عالية على مدار اربع سنين حتى لقبت بـ “القلعة العائمة” !
بالمناسبة ” نينة او نانا خاتون ” هو اسم لأشهر بطلة شعبية في التراث والفلكلور التركي كان لها دور كبير في المعارك بين الاتراك والروس بين 1877–1878.
شخصيا اتوقع مزيدا من الحوادث المفجعة في عموم مصر هذه الايام ولن تكون حادثة تصادم القطارين المؤلمة في سوهاج ، ولا سقوط البناية السكنية المكونة من 10 طوابق في ” جسر السويس “، ولا جنوح العبارة في قناة السويس ما تسبب بإغلاقها لليوم الخامس على التوالي اولها ولا اخرها ..!
اسباب توقعي هذا عديدة ولا اريد الخوض فيها واستباق الاحداث حاليا ، الا ان “وراء الاكمة ما وراءها ، وخلف الاحداث الغريبة والمفجعة حاليا وعلى ما يبدو، هنالك المزيد من الاحداث وكأن سيناريو ما يحاك حاليا وتنسج خيوطه بدقة لهدف ما ولكل حادث حديث ،ولايفوتنا وصف بايدن للسيسي بأنه ” دكتاتور ترامب المفضل ” وان الشيكات الاميركية من غير رصيد لمصر آن لها ان تتوقف على حد وصفه ، ولا يفوتنا التذكير بأن مجمل هذه الاحداث تأتي بالتزامن مع ذكرى توقيع معاهدة الاستسلام مع الكيان المسخ في 26 / اذار / عام 1979، وانها قد القت بظلالها على المحيط الاقليمي كله ويكفي انها اجلت القمة العراقية – المصري – الاردنية المزمع انعقادها في بغداد الى أجل غير مسمى ، وتاتي متزامنة مع الذكرى 18 لما يسمى بسقوط بغداد في نيسان /2003 ، وبالتزامن مع الحديث عن انهاء الحرب اليمنية الاهلية وتقسيم اليمن الى شمالي وجنوبي ، وربما اكثر الى غربي وشرقي كذلك ، وحديث آخر يتناول التحرك لتغيير بشار الاسد في سورية ، وحديث آخر عن دخول اربع دول جديدة ثلاث منها عربية ، وواحدة افريقية في فخ التطبيع المذل مع الكيان كما جاء على لسان وزير الاستخبارات الصهيوني ايلي كوهين في تصريح لصحيفة يديعوت احرونوت ، ليظهر بعدها بساعات الـ نتن جدا ياهو وهو يزف بشرى لمن سماهم ” الجالية المسلمة في اسرائيل ” قائلا وبالحرف ” يا مواطني إسرائيل المسلمين..لديكم حلم بالطيران المباشر من تل أبيب إلى مكة..الهبوط في جدة في غضون ساعة، بدون محطات توقف، دون وسطاء، دون أسعار باهظة …كما حققت اتفاقات السلام التي لم يكن يؤمن بها أحد، سأحقق ذلك أيضا” وبالتزامن مع نذر الحرب السودانية الاثيوبية على الحدود المشتركة بينهما .
رحم الله تعالى الضحايا في كل ارجاء الوطن العربي واسكنهم فسيح جناته ، والهم ذويهم الصبر والسلوان ،ومنَّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ، ورفع الغمة عن هذه الامة كذلك الغلاء والوباء والبلاء وسائر بلاد المسلمين..اودعناكم اغاتي