18 ديسمبر، 2024 9:06 م

خارطة طريق سيكلوجية لمقاومة الغزو الثقافي الإيراني للعراق

خارطة طريق سيكلوجية لمقاومة الغزو الثقافي الإيراني للعراق

يتعرض الشعب العراقي الى غزو ثقافي إيراني شديد تقف خلفه أهداف إستعمارية عدوانية تعمل على ( تفريس ) أبناء الشعب وقولبتهم وتدجينهم على الإعجاب وتقديس كل ماهو إيراني وتبنيه ، وتحويل العراقيين الى أدوات إقتصادية وسياسية لخدمة المصالح الإيرانية .

لقد بدأ الغزو الثقافي الإيراني قديما على الصعيد الديني أولا بواسطة رجال الدين الفرس الذين هاجروا الى العراق ، ثم سرعان ما لبثوا إلى إستغلال سذاجة وثقة العراقيين بهم وأصبحوا يتحكمون بالحياة الدينية للمجتمع الشيعي ، لكن بعد التغيير عام 2003 لم تكتفِ إيران بالإحتلال العسكري للعراق عن طريق الميليشيات التابعة لها ، بل توسعت أطماعها الى غزو عقول الناس بواسطة الدعاية السياسية ، وعنصر الدين ، وكان أدوات الغزو الثقافية تمرر عبر هذه الطرق :

– تأسيس عدة فضائيات عراقية شيعية بإشراف عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية ، وتمويلها من واردات النفط العراقي المهرب ، وتكليفها بمهمة الدعاية السياسية في نشر الفكر الإرهابي بإسم ( المقاومة ) وتعزيز الإنقسام الطائفي ، ومحاولة عزل العراق عن محيطه العربي ومنعه من الإنفتاح على الدول الغربية ، وتمجيد الأفعال الإيرانية .

-إنشاء عشرات الكليات والمعاهد الأهلية للكبار ، ومدارس حفظ القرآن والحوزات خصيصا للأطفال .. تديرها أيضا المخابرات الإيرانية والحرس الثوري من خلف الستار.. ويتم التركيز في الدروس على نشر الفكر السياسي – والديني لولاية الفقيه ، وتمجيد الشخصية الإيرانية ( بوصفها ذكية وشجاعة ومعصومة عن الخطأ )، وان العراق ليس له حليف لإنقاذه من خطر المحيط العربي غير إيران ، وكذلك تُغسل أدمغة الطلاب على مفهوم (( وحدة المذهب والأمة الإسلامية )) كي تُسهل عملية تجنيد الطلاب للعمل عملاء لدى إيران دون شعورهم بالخجل والعار من خيانة أوطانهم ، ولعل إستهداف الطفل العراقي من خلال مدارس حفظ القرآن والحوزات يكشف عن المخططات الإيرانية البعيدة المدى لزراعة الموالين والعملاء والهيمنة على العراق !

خارطة طريق لمحاربة الغزو الثقافي الإيراني :

بكل فخر أقدم خبراتي كشيعي عاش وسط الإيرانيين في كربلاء وفي سوريا – السيدة زينب .. ولمس كيف حصن شرفاء الشيعة أنفسهم من المؤثرات والخدع الإيرانية ، وحولوا العناصر التي تتباهى بها إيران وتستخدمها للخداع كالتفوق المزعوم في مجال الخرافات الدينية والشعارات السياسية الى مادة للتندر والسخرية بواسطة سلاح سحري فعال هو إستعمال كلمة ( العجم ) المحملة بالمعاني .

لما كان لايمكن تثقيف كل الناس بمبادئ الوطنية وزرع العقلانية فيهم خصوصا ان إيران تستخدم خرافات الدين والغوغائية السياسية بصورة واسعة ، وان مستويات أبناء الشعب العراقي متفاوتة فكريا وثقافيا ، .. لذا يجب التفكير بطريقة أفضل وأسهل وتناسب جميع العقول الكبار والأطفال .. وأفضل وسيلة للتصدي ومكافحة هذا الغزو هو اللجوء الى علم النفس وتحريك العنصر القومي والطرق على مفردة ( العجم ) ، نعم في الحروب كافة الوسائل مشروعة دفاعا عن الوطن وسلامة أبنائه ، وتحريك ثنائية (العرب والعجم ) تعد سلاحا فعالا لإحداث صدمة لدى المواطن العراقي تستنهض في داخله هويته العراقية العربية .

من الناحية السيكولوجية تحمل مفردة ( العجم ) شحنات ودلالة سلبية جدا لدى العراقي ، فهي تستدعي نقيضها ( العربي ) وتستنهض في داخل العراقي الصفات العربية من الشهامة والكبرياء وعزة النفس والشعور بتفوق العرب على العجم ، و تخلق لديه حاجزا نفسيا قويا داخل العراقي ضد كل ماهو عجمي إيراني وتجعله محصنا نفسيا امام الغزو الثقافي الفارسي .

ان مخاطبة كبرياء المواطن والطفل العراقي وتذكيره بأنه عربي صاحب كرامة ومن العار إفساح المجال للعجم في السيطرة على بلده وسرقة ثرواته ، له مفعول نفسي هائل يستنفر فيه الروح الوطنية وإلإنتماء القومي العربي .. لذا من الضروري ان يركز الإعلام الشريف وجميع نقاشات العراقيين في مواقع التواصل الإجتماعي على تكرار مفردة ( العجم ) التي سوف تنمي في عقل وعاطفة كل عراقي شريف شعورا بالنفور والإشمئزاز من الطروحات الإيرانية الدينية والسياسية ، وتخلق ثقافة وطنية عراقية مضادة عصية على الإختراق لن تنخدع بالشعارات الدينية وغيرها من حيل مؤامرة التفريس .