يتعرض الشعب العراقي الى غزو ثقافي إيراني شديد تقف خلفه أهداف إستعمارية عدوانية تعمل على ( تفريس ) أبناء الشعب وقولبتهم وتدجينهم على الإعجاب وتقديس كل ماهو إيراني وتبنيه ، وتحويل العراقيين الى أدوات إقتصادية وسياسية لخدمة المصالح الإيرانية .
لقد بدأ الغزو الثقافي الإيراني قديما على الصعيد الديني أولا بواسطة رجال الدين الفرس الذين هاجروا الى العراق ، ثم سرعان ما لبثوا إلى إستغلال سذاجة وثقة العراقيين بهم وأصبحوا يتحكمون بالحياة الدينية للمجتمع الشيعي ، لكن بعد التغيير عام 2003 لم تكتفِ إيران بالإحتلال العسكري للعراق عن طريق الميليشيات التابعة لها ، بل توسعت أطماعها الى غزو عقول الناس بواسطة الدعاية السياسية ، وعنصر الدين ، وكان أدوات الغزو الثقافية تمرر عبر هذه الطرق :
– تأسيس عدة فضائيات عراقية شيعية بإشراف عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية ، وتمويلها من واردات النفط العراقي المهرب ، وتكليفها بمهمة الدعاية السياسية في نشر الفكر الإرهابي بإسم ( المقاومة ) وتعزيز الإنقسام الطائفي ، ومحاولة عزل العراق عن محيطه العربي ومنعه من الإنفتاح على الدول الغربية ، وتمجيد الأفعال الإيرانية .
-إنشاء عشرات الكليات والمعاهد الأهلية للكبار ، ومدارس حفظ القرآن والحوزات خصيصا للأطفال .. تديرها أيضا المخابرات الإيرانية والحرس الثوري من خلف الستار.. ويتم التركيز في الدروس على نشر الفكر السياسي – والديني لولاية الفقيه ، وتمجيد الشخصية الإيرانية ( بوصفها ذكية وشجاعة ومعصومة عن الخطأ )، وان العراق ليس له حليف لإنقاذه من خطر المحيط العربي غير إيران ، وكذلك تُغسل أدمغة الطلاب على مفهوم (( وحدة المذهب والأمة الإسلامية )) كي تُسهل عملية تجنيد الطلاب للعمل عملاء لدى إيران دون شعورهم بالخجل والعار من خيانة أوطانهم ، ولعل إستهداف الطفل العراقي من خلال مدارس حفظ القرآن والحوزات يكشف عن المخططات الإيرانية البعيدة المدى لزراعة الموالين والعملاء والهيمنة على العراق !
خارطة طريق لمحاربة الغزو الثقافي الإيراني :
بكل فخر أقدم خبراتي كشيعي عاش وسط الإيرانيين في كربلاء وفي سوريا – السيدة زينب .. ولمس كيف حصن شرفاء الشيعة أنفسهم من المؤثرات والخدع الإيرانية ، وحولوا العناصر التي تتباهى بها إيران وتستخدمها للخداع كالتفوق المزعوم في مجال الخرافات الدينية والشعارات السياسية الى مادة للتندر والسخرية بواسطة سلاح سحري فعال هو إستعمال كلمة ( العجم ) المحملة بالمعاني .
لما كان لايمكن تثقيف كل الناس بمبادئ الوطنية وزرع العقلانية فيهم خصوصا ان إيران تستخدم خرافات الدين والغوغائية السياسية بصورة واسعة ، وان مستويات أبناء الشعب العراقي متفاوتة فكريا وثقافيا ، .. لذا يجب التفكير بطريقة أفضل وأسهل وتناسب جميع العقول الكبار والأطفال .. وأفضل وسيلة للتصدي ومكافحة هذا الغزو هو اللجوء الى علم النفس وتحريك العنصر القومي والطرق على مفردة ( العجم ) ، نعم في الحروب كافة الوسائل مشروعة دفاعا عن الوطن وسلامة أبنائه ، وتحريك ثنائية (العرب والعجم ) تعد سلاحا فعالا لإحداث صدمة لدى المواطن العراقي تستنهض في داخله هويته العراقية العربية .
من الناحية السيكولوجية تحمل مفردة ( العجم ) شحنات ودلالة سلبية جدا لدى العراقي ، فهي تستدعي نقيضها ( العربي ) وتستنهض في داخل العراقي الصفات العربية من الشهامة والكبرياء وعزة النفس والشعور بتفوق العرب على العجم ، و تخلق لديه حاجزا نفسيا قويا داخل العراقي ضد كل ماهو عجمي إيراني وتجعله محصنا نفسيا امام الغزو الثقافي الفارسي .
ان مخاطبة كبرياء المواطن والطفل العراقي وتذكيره بأنه عربي صاحب كرامة ومن العار إفساح المجال للعجم في السيطرة على بلده وسرقة ثرواته ، له مفعول نفسي هائل يستنفر فيه الروح الوطنية وإلإنتماء القومي العربي .. لذا من الضروري ان يركز الإعلام الشريف وجميع نقاشات العراقيين في مواقع التواصل الإجتماعي على تكرار مفردة ( العجم ) التي سوف تنمي في عقل وعاطفة كل عراقي شريف شعورا بالنفور والإشمئزاز من الطروحات الإيرانية الدينية والسياسية ، وتخلق ثقافة وطنية عراقية مضادة عصية على الإختراق لن تنخدع بالشعارات الدينية وغيرها من حيل مؤامرة التفريس .