في الوقت الذي نجح فيه جهاز الأمن الوطني من قتل من وصفه بيان الجهاز بأنه أحد “أخطر” تجار المخدرات في بغداد اعتبرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن تجارة المخدرات في العراق وصلت إلى ظاهرة خطيرة لدرجة أنها أصبحت تفتك بالمجتمع. وأشارت الصحيفة إلى أن جهود مكافحة المخدرات في العراق تتعثر بسبب ارتباط من وصفتهم الصحيفة بتجار مخدرات ” نافذين” مع وميليشيات مسلحة، فضلاً عن أن عدم حسم ملف المنافذ الحدودية يعدّ أحد أكبر العراقيل أمام هذا الملف، خصوصاً كون إيران تعتبر المصدر الأكبر لدخول المخدرات إلى العراق
وأشارت الصحيفة إلى أن على الرغم من انتشار تعاطي المخدرات بشكل واسع، إلا أنه لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة في شأن نسب المتعاطين، الذي تختلف من محافظة إلى أخرى، ويفضل معظمهم عدم الذهاب إلى مصحات العلاج نتيجة العقوبات القانونية التي قد يتعرضون لها، ما دفع منظمات حقوقية ومؤسسات رسمية إلى رفع توصيات عدة للحكومة العراقية بإلغاء العقوبات على المتعاطين لتشجيعهم على تسليم أنفسهم إلى مراكز التأهيل.
وفقا ل ذي إندبندنت تشهد محافظات جنوب العراق التي تشمل كل من محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى وواسط انتشار واسع لمخدر الكريستال، الذي يتم بيعه بشكل شبه عليني في أغلب المقاهي الشعبية، ويقوم بترويج هذا المخدر تجّار محترفين يتعاونون مع ميليشيات دينية مسلحة تتمتع بعلاقة عقائدية مع إيران ذات النفوذ الحدودي الواسع، مع محافظات البصرة وميسان وواسط
من ناحيته حذر عدي عواد، النائب في مجلس النواب عن محافظة البصرة من أن “موقع محافظة البصرة كونها المنفذ العراقي الوحيد على البحر تحول إلى نقمة على أهلها، حيث شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية دخول وتجارة المخدرات بشكل كبير، حتى وصل عدد الذين ألقي القبض عليهم أكثر من 4035 من المتعاملين والمتعاطين خلال الفترة الأخيرة”.
من جانبه أقر السفير الإيراني لدى العراق بأن المخدرات يتم تهريبها من بلاده إلى العراق، وزعم أنه في المقابل فإن مهربو المخدرات العراقيون يقومون بتهريب الخمور والأسلحة من العراق للجانب الإيراني من الحدود بين العراق وإيران . وقال السفير الإيراني إن مصدر المخدرات التي تهرب من إيران للعراق مصدرها أفغانستان وباكستان ولا يتم زراعتها في الأراضي الإيرانية .