توقفت كثيرا على فقرات من رسالتك الى الاستاذ اياد الزاملي التي تشرح فيها اسباب توقفك عن الكتابة والتي لا اختلف معك على صحتها جملة وتفصيلا .. غير انني كمواطن قبل ان اكون صحفياً استميحك العذر فاقول ان حالة اليأس هو ما يسعى اليه سياسيو الصدفة لايصالها في نفوس المواطنين وواجبنا نحن ان نواجههم بالتشبث بالامل والثقة بان طريق النصر ات لامحالة .. لا اريد ان اكون واعظا هنا غير ان من حقي عليك خاصة وانا اطالع عنوان الاستاذ الزاملي ( هل وصلت بنا حالة اليأس الى هذه الدرجة ؟! ) ان اجيب فاقول ان شباب تشرين علمونا درسا بليغاً ببقائهم صامدين منذ تشرين الاول 2019 الى اليوم خاصة في مدينة الناصرية ، ومن ابسط واجباتنا ان نكون معهم ولو بالكلمة الصادقة الشجاعة التي تفضح ممارسات احزاب طائفية تسلطت على مقدرات العراق فقتلت وشردت ونهبت .
لماذا نكتب ؟ سؤال يطرحه عدد من الزملاء بين فترة واخرى ومنهم الزميل الشاعر عماد الجابر بل ان بعض الزملاء يسألونني على ماذا تستند وانت تتمسك بالامل ونحن نعيش في العراق تجربة مرة قاسية الى حد هانت فيه النفوس وازهقت الارواح البريئة وعمت الفوضى وحكمنا اللصوص وزعماء عصابات فانتشر الفساد وصار الوضيع ذو شأن واهين النبيل صاحب الكفاءة .. وبصراحة ولا اكتمك استاذ شلش حقيقة ما نمر به من حالات احباط احيانا ويأس وقنوط خاصة ونحن نرى ان كتباتنا ما عادت تؤثر في الناس كما كان سابقا اما السياسيون والمسؤؤلون فربما كما تفضلت في رسالتك يضحكون اذا ما كلفوا انفسهم قراءة مقال ينتقدهم ويفضح ممارساتهم ، غير اننا نشعر ان من واجبنا كصحفيين واعلاميين وشعراء وادباء ملتزمون بالحقيقة وجانب الوطن والمواطن ورفضنا ان نكون انتهازيين وشهود زور على عملية سياسية ولدت ميتة سرسريا بسبب طبيعتها المحاصصاتية ، نقول ان واجبنا ان نكون بمستوى وجع المواطنين ونعمل لاعلاء صرخة الفقراء الثائرين ونبرز ونسلط الضوء على صرخة طفل يتيم او ارملة تعاني شظف العيش مع ابنائها القصر .. بان نستمر في الدق على رؤوس السياسيين الفاسدين بالكلمة الشجاعة التي كنت انت احد فرسانها ..
وليس المواطن بملوم اذا ما لاحظناه ما زال سلبيا الى الان ، فقد عاش ردحاً وعهودا محروما من حق التعبير وهذا خطأ تتحمل جزء من مسؤوليته الاحزاب الوطنية فاعتاد ان يكون مقاداً من دون تفكير وان يكتم رايه بل ربما يحاول ان يقنع نفسه بان سلوكه سليم وهو يعلم ان خيار تعطيل عقله والاستسلام لثقافة الجهل والزيف والتضليل هو من يشجع الطغاة الغارقين في الفساد على انتهاك ابسط الحقوق .. لا تلوم المواطن الجائع والبسيط اذا ما استكان فقد ضاعت القيم وصارت الاجتهادات الفكرية والكلمات الثورية والوطنية عند البعض فرصة لاخفاء ما وراءها من غايات نفعية ومصلحية ناهيك عن ثقل الافكار والدعوات التي تتخذ من الدين ستاراً لفساد سياسيين خونة ولصوص .
مهمة الصحفي والكاتب كما تعرف زميلي ليست سهلة بل محفوفة بالمخاطروهي ومن دون مبالغة تثير هلع سسلسيين فاسدين ، وهذا دليل على قوة الكلمة الصادقة الشجاعة فهي لابد من ان تدخل في اعماق المواطنين وتفجر طاقاتهم وتنير لهم طريق الخلاص ، ومن هنا اتمنى عليك ان تعاود الكتابة فهي سلاحنا القوي ضد السياسيين الفاسدين .. ولايفوتني ان اشير الى مقترح الزميل رئيس تحرير صحيفة الموقف الرابع الاستاذ علي محمد ابراهيم بضرورة ان يتبنى صحفيون وادباء وكتاب وشعراء تنظيم وقفة احتجاجية تحت شعار لا نكتب علها تجبر السياسي والمسؤول على ان يكلف تفسه قراءة ما ينشر ويكتب ..