ليس للاستحمار أنواع حتى يكون زنكَلاديشي او غيره، فهو اما ان يكون الشخص مستحمراً لنفسه او ان يقبل باستحمار الاخرين له، وإلا فإن “الذي لا يرى في الغربال أعمى” كما يقال في المثل الشائع؛ هنا سأورد لكم امثلة عن الاستحمار في زنكلاديش الديمقراطية الفيدرالية…
ثمة من يبتكر أساليب خبيثة للتفرقة بين الشعب الواحد، فتارة يعتمد الدين او المذهب وتارة يعتمد العرق او اللغة وتارة أخرى يعتمد المناطقية البيئية، وهكذا… ليست المشكلة فيه فهو صاحب مصالح، يريد أن يصل اليها باستحمار الاخرين (فقد تغير الحال من الاستعمار الى الاستحمار)، لكن المشكلة الحقيقية في الذين يقبلون بالترهات التي يطلقها بين مدة وثانية، فاليوم نرى أن هناك من يريد تجريد الشيعة من غالبيتهم ووطنيتهم، ليجعلهم جزء بسيط في المعادلة الزنكَلاديشية، فيخاطبهم بالمذهبية مرة وبالعربية مرة أخرى، او قد يعتبرهم طوارئ على الامة الزنكَلاديشية، وهذا ليس اعمى كما قلنا بل لديه اجندة وخطة يسير عليها، يريد من خلالها الوصول الى ماربه الدنيئة، ويبقى السؤال: لماذا يقبل بعض الشيعة باستحمار هؤلاء؟ والامر واضح! فخير مثال ما فعله أصحاب اقوى فتوة في العصر الحديث (فتوى الجهاد الكفائي) من دحر داعش، بتحرير كل المناطق التي لم تطأها قدمهم قبل ذلك. لم يدفعهم الى ذلك سوى وطنيتهم وحبهم لشريكهم بالوطن، وإلا ففي عالم المصالح كان الاجدر بهم ان يفعلوا كما فعل اخوتهم في الإقليم، بأن يقفوا على حدود اقليمهم ليتفرجوا من فوق التل! فعن أي مذهب تتحدثون؟ وشعب الإقليم من نفس مذهب المناطق المحتلة من قبل داعش؟
أمن بعض المفكرين وتبنى فكرة الوطنية الشيعية، وبالمختصر المفيد تعني خروج الشيعة عن الجماعة الطائفية من دون الخروج من الطائفة أو التمرد على المذهبية الشيعية وثوابتها، بل هي الانتقال الى الفضاء الوطني بشروطه الجامعة الأوسع من الجماعة الضيّقة، في مرحلة اصطدمت الهوية الخاصة بالعامة… كذلك هي الاندماج الوطني الذي يحمي الانتماء الروحي والعقائدي، والدولة الجامعة وحدها تحفظ خصوصية الجماعة وتضمن سلامتها وسلامة أبنائها… وهذا ما كان واضحاً في فتوى الجهاد الكفائي وكذلك في لقاء السيد السيستاني ببابا الفاتيكان؛ لكن المستحمرين كعادتهم لم يحلو لهم هذا فسوف يخسرون كل شيء، لذا بدأوا بتشديد الاستحمار على اتباعهم، واللطم والعويل وافهام مطاياهم بضياع الهوية الشيعية، ومع كل الأسف تبعهم حميرهم وبدأوا نهيقهم الذي لم تسلم منه حتى المرجعية الدينية!
وزير التجارة الزنكَلاديشي يقول: سنعطي حصة كاملة في شهر رمضان! فخاطبه الشعب الزنكَلاديشي: “الله يصخم وجهك البعيد” هل تدري (يا وزير الشؤم) من الشهر السابع/ 2020 ونحن لم نستلم حصة تموينية؟! بمعنى عام كامل تقريباً ” زين انت توزع وفق الشهر الميلادي بعد شغلة رمضان شلك بيها؟! لو عود مسوي رحك إسلامي!؟ بعدين احنا برمضان صائمين! چا من احنا مفطرين ليش ماكو حصة؟! بعدين إذا كلنا المسلمين يصومون زين المسيح والصابئة واليزيدين وباقي الطوائف والأديان شنو مو عراقيين؟!
بقي شيء…
يقول الفنان الكبير عادل امام: ” في الأولى انت حمار وفي الثانية انت حمار وفي الثالثة برضك حمار”