19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

دور واهمية ديكتاتورية البروليتاريا للحزب الشيوعي

دور واهمية ديكتاتورية البروليتاريا للحزب الشيوعي

أعداد وتقديم
تعني دكتاتورية البروليتاريا ، السيادة السياسية للطبقة العاملة ، وهذه السيادة تقيمها الطبقة العاملة في سياق الثورة الاشتراكية ، بهدف بناء الاشتراكية وتوطيدها ، وهي تتحقق بواسطة الدولة والحزب الشيوعي والنقابات والجبهة الشعبية وسائر منظمات الشغيلة التي تشكل بالاجمال نظام دكتاتورية البروليتاريا .
ان مضمون دكتاتورية البروليتاريا الطبقي ينعكس في جانبين مهمين ، هما قمع الطبقات الأستغلالية ، والتحالف مع الجماهير غير البروليتارية ولا سيما مع الفلاحين ، فالجانب الأول هو الدكتاتورية ، اي مكافحة جميع القوى المعادية والعاملة ضد الثورة الأشتراكية بأتخاذ التدابير الضرورية حيالها بشكل العنف المسلح المباشر مثل أبان الحرب الاهلية أو حال قمع الفتن المعادية للثورة وكذلك يمكن إصدار الوثائق التشريعية والأوامر الأدارية التي تحد من حقوق الطبقات الاستغلالية فيما يتعلق بالملكية .
أن دولة دكتاتورية البروليتاريا ، قد تلجأ الى وسائل متعددة تبعاً لحدة واشكال المقاومة من جانب الطبقات المعادية وتبعاً للظروف الداخلية والخارجية . وبقدر ما تتعاظم قوى البروليتاريا العالمية ونجاحاتها ، ووعيها وتنظيمها ، وتتوطد الدولة الاشتراكية في داخل البلاد، تتزايد إمكانيات إختيار أساليب فيها نوع من المرونة المبدئية ضد الأعداء الطبقيين ، ولكن التخلي كلياً عن العنف وعن دكتاتورية البروليتاريا عموماً في مرحلة الأنتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية ، اي في مرحلة النضال الطبقي بين البرجوازية والطبقة العاملة بقيادة الحزب الشيوعي ، وهذا التخلي الذي يقترحه التحريفيون والانتهازيون والاشتراكيون اليمينيون – أمراً مستحيلاً .
يؤكد ماركس أن “بين تحول المجتمع تحويلاً ثورياً من الرأسمالي الى المجتمع الشيوعي تقع مرحلة تحول المجتمع الرأسمالي الى الشيوعي ، وهذه المرحلة تناسبها مرحلة إنتقال سياسي لا يمكن ان تكون الدولة فيها سوى الدكتاتورية الثورية للبروليتاريا ” . وكما يؤكد ماركس ايضآ ” إن اقامة دكتاتورية البروليتاريا تعني الظفر بالديمقراطية ” .
وكما يؤكد لينين ان الذين ” يخشون من دكتاتورية البروليتاريا – التي هي شكل خاص من التحالف الطبقي بين البروليتاريا طليعة الشغيلة والفئات العديدة غير البروليتارية من الشغيلة … وهو تحالف ضد الرأسمال ، والتحالف يهدف الاسقاط التام للرأسمال والقمع التام للبرجوازية ومحاولاتها ” .
يشير ستالين الى مسألة غاية في الاهمية وهي ” إذا تخلينا عن البروليتاريا الثورية ( دكتاتورية البروليتاريا الثورية ) فنحن بالتأكيد سوف نهلك ، فأذا لم نزيل ونستأصل من صفوفنا ضيقي الافق والتفكير والخاملين هذه القضايا هامة في عملية البناء الاشتراكي “.
أن الصراع بين الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة كان ولا زال يحمل طابعاً ايديولوجياً واقتصادياً وسياسياً ، ويؤكد لينين على ضوء تجربة روسيا السوفيتية ” أما ارهاب الحرس الابيض ، وأما قيادة البروليتاريا – أي دكتاتوريتها “. أن اقامة دكتاتورية البروليتاريا كما تبين تجربة حركة التحرر، هي ضرورة تاريخية وسنة عامة للانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية .
يقول لينين ” أن مبدأ الدكتاتورية الأسمى أنما هو الحفاظ على التحالف بين البروليتاريا والفلاحين لكي تتمكن البروليتاريا من الأحتفاظ بالدور القيادي وسلطة الدولة “.
إن طابع التحالف الطبقي ، وقاعدته الأجتماعية والظروف التأريخية التي يتكون فيها ، تتوقف أشكال دكتاتورية البروليتاريا ، وكل شكل من اشكال دكتاتورية البروليتاريا يعكس حدود هذا التحالف التأريخية المعينة وأطره- ان اشكال دكتاتورية البروليتاريا تختلف قبل كل شيء من حيث المؤسسات السياسية والمنظمات التي يتحقق بواسطتها تحالف الطبقة العاملة مع جماهير الكادحين غير البروليتارية .
أن الديمقراطية الشعبية بوصفها شكلآ لديكتاتورية البروليتاريا تتميز عادة بتعدد الاحزاب وبتعاون البروليتاريا وحزبها مع الأحزاب والجماعات السياسية غير البروليتارية ، البرجوازية الصغيرة . إن المنظمات من طراز الجبهة الشعبية التي يتميز بها الشكل الديمقراطي الشعبي لديكتاتورية البروليتاريا هي شكل التحالف ، السياسي بين الطبقة العاملة وجماهير الكادحين غير البروليتارية في النضال من اجل الاشتراكية العلمية .
أن ديكتاتورية البروليتاريا تبرز حيال الشغيلة بوصفها ديمقراطية أكمل بكثير من الديمقراطية البرجوازية ، بوصفها قوة عظيمة ، منظمة وتربوية ، والى هذا الجانب من ديكتاتورية البروليتاريا لا يشير عادة خصوم الماركسية الذي يزعقون كثيراً بصدد العنف ، في حين ان هذا الجانب بالذات يحتفظ بكل أهميه حتى في مرحلة البناء الاشتراكي ، أما الديكتاتوريه بوصفها قمع المستثمرين فانها لا تبقى ضروريه بعد إن تستنفذ مهماتها التاريخية .
ان اي حزب شيوعي ينكر ويتخلى عن ديكتاتوريه البروليتاريا وينكر الصراع الطبقي والايديولوجي ، ويقدم على فصل النظرية الماركسية – اللينينية . اي الاعتراف بالماركسية ونكران اللينينية ، والتخلى عن التضامن الأممي … لا يعد حزباً شيوعياً ، بل حزباً اشتراكياً – ديمقراطياً – وهذا التوجه الخطير والتحريفي ظهر لدى بعض الأحزاب الشيوعيه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 سواء في البلدان العربيه أو في بلدان اوربا الشرقية ، وفي بلدان أوربا الغربية وغيرها من الدول .
يؤكد كارل ماركس على ان (( اقامه ديكتاتورية ، البروليتاريا تعني الظفر بالديمقراطيه )) .
يشخص فلاديمير لينين مسالة غاية في الاهمية وهي ان البعض (( يخشون من ذكر ديكتاتوريه البروليتاريا _ والتي هي شكل خاص من التحالف الطبقي بين البروليتاريا طليعة الشغيلة والفئات العديدة من غير البروليتاريا من الشغيلة … وهو التحالف ضد الرأسمال ، والتحالف يهدف الأسقاط التام للرأسمال والقمع التام للبرجوازية ومحاولاتها )) .
لقد أكد لينين إن المهمة الرئيسية لديكتاتورية البروليتاريا تكمن في بناء الصناعة والزراعة على الأسس الأشتراكية ، والقيام بالثورة الثقافية ذات النمط الأشتراكي في شكلها ومضمونها ، وأعادة بناء مجمل العلاقات الأجتماعية والأقتصادية على أسس الأشتراكية العلمية .
أن الطبقة العاملة وحلفائها غير قادرين على إيداء مهامهم التاريخية العالمية – بناء الأشتراكية ، بدون سلطة سياسية قوية ، وأن هذه السلطة التي سماها كارل ماركس العظيم هي ديكتاتورية البروليتاريا .
إن الثورة الأشتراكية لا يمكن أن تنجح ويكتب لها الأستمرار في الحكم من دون الألتزام المبدع في تطبيق ديكتاتورية البروليتاريا