طوال العقدين المنصرمين، حرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أشد الحرص على أن يکون له أکثر من موطئ قدم في واشنطن من أجل اللعب في الساحة الامريکية والتأثير على القرار السياسي الامريکي بشأن الاوضاع المختلفة في إيران، ومن دون شك فإن طهران تمکنت بطرق مختلفة من إيجاد وخلق لوبي لها يعمل بإتجاه خدمة مصالحها وتوجهاتها والعمل على التأثير على القرار السياسي الامريکي بصورة تراعي طهران ولو بالحد الادنى، لکنه وبعد إلقاء القبض على الامريکية من أصل إيراني كافيه لوفولاه أفراسيابي، الذي صور نفسه كخبير إيراني مستقل في مقابلاته وكتاباته الإعلامية، وتوجيه اتهامات فيدرالية ضده في يناير بالتصرف والتآمر والعمل كعميل إيراني غير مسجل، يبدو أن الصورة ستتغير.
افراسيابي الذي کشف المحققون عن حصوله على “حوالي 265 ألف دولار” من قبل بعثة إيران لدى الأمم المتحدة باعتباره موظفا سريا.. كان يتقاضى أجرا لنشر دعايته، كما يقول الفيدراليون، وهو متهم بانتهاك قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA). أحدث ضجة في الاوساط السياسية الامريکية بخصوص الدور المشبوه للنظام الايراني على الساحة الامريکية وبدأ هناك مايمکن إعتباره تحرکا للحد من تأثير النشاط الايراني في صورة لوبي على الساحة الامريکية، وإن الرسالة التي بعثت بها النائبة الجمهورية عن ولاية نيو مكسيكو، إيفيت هيريل، و8 من زملائها، رسالة إلى وزارة العدل تطلب فيها الكشف ومقاضاة أي أميركيين يتقاضون رواتبهم سرا لدعم نهج طهران للتأثير على سياسة إدارة جو بايدن والرأي العام الأميركي حول نظام طهران الثيوقراطي، يمکن إعتباره تحرکا جديا بهذا الاتجاه.
هيريل قالت في رسالتها: “تظل إيران واحدة من أكبر التهديدات للولايات المتحدة في المنطقة. من المهم أن نضمن أنهم لا يستخدمون أموالهم بشكل غير صحيح للتأثير على السياسيين وقادة الفكر في حكومتنا”، وتابعت أن “أي تأثير يستخدم لتليين مواقف أميركا تجاه إيران يهدد الأمن القومي، لهذا السبب كتبت أنا وزملائي هذه الرسالة لحماية أمننا القومي ومحاسبة إيران”، في حين أن الناشط بريان إي ليب، المدير التنفيذي لمنظمة “أميركيون من أجل الحرية”: “يسعدنا معرفة المزيد عن هذه الرسالة، رسالة تبعث إشارة قوية مفادها أن المشرعين الأميركيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يواصل المواطنون الإيرانيون العمل بشكل غير قانوني على الأراضي الأميركية كعملاء غير مسجلين لجمهورية إيران الإسلامية”، وأضاف ليب أن النظام الإيراني كثف عمليات نفوذه كجزء من جهوده لدفع إدارة بايدن للانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، وتخفيف العقوبات وتخفيف السياسة الأميركية تجاه طهران. وأضاف ليب لشبكة “فوكس نيوز” وهو يسلط الاضواء على الاهداف المشبوهة للنظام الايراني بأن: “هدفهم النهائي هو تحييد التهديد الذي تمثله الولايات المتحدة، من خلال زرع الانقسام والشك والاستياء”، مضيفا: “السلاح الرئيسي للجمهورية الإسلامية هو الإرهاب، وتكتيكها المفضل هو الاغتيالات. لقد وجهوا تهديدات ضمنية وصريحة للأميركيين الإيرانيين. لوبي النظام لديه تاريخ طويل من اغتيال شخصية الأميركيين الإيرانيين الذين يعارضون النظام”. والنقطة المهمة هنا التي يجب أن نلاحظها إن النظام الايراني وفي الوقت الذي يرفع صوته عاليا مطلقا شعارات براقة وطنانة ضد الولايات المتحدة ويزعم بأنه يعادي ويعتبره “الشيطان الاکبر” وأن أي يد تمتد إليه ستقطع کما قال خميني مٶسس النظام، فإن هذا اللوبي الذي إفتضح أمره والذي بمثابة لوبي لخامنئي في أحضان الشيطان الکبير بعذ وصفم، يکشف ويفضح مدى ممارسة هذا النظام للکذب والتمويه.