خاص : بقلم – د. محمد دوير :

.. في أواخر القرن السادس عشر ظهر في إيطاليا شخصية المفكر “جوردانو برونو”، الذي دافع عن نظرية “كوبرنيقوس”، التي تقول بمركزية الشمس وليس الأرض، بل وأضاف “برونو” نتيجة دراساته وإطلاعه وتنبؤه بأن مجموعتنا الشمسية هي واحدة من مجموعات شمسية كثيرة تملأ الكون..

.. وقد اعتبر البابا “كليمنت الثامن” والكنيسة والعامة من الناس آراء “برونو” تلك؛ هرطقة وتخالف ما جاء بالكتاب المقدس، وما اعتمدته الكنيسة التي كانت وقتها لها الحق في نقد حتى النظريات العلمية..

.. وتم تقديم “برونو” للمحاكمة بتهمة الهرطقة والكفر والإلحاد، وفي 17 (شباط) فبراير 1600م؛ تم تنفيذ حكم الإعدام عبر تثبيت لسانه في قطعة خشبية ثم تعليقه من رأسه عاريًا، ثم حرقه حيًا..

.. ومع التطور العلمي والاجتماعي في أوروبا/الحداثة تم رد الاعتبار لـ”برونو” واعتبر شهيد العلم، وشيدت السلطات الإيطالية له تمثالاً ضخمًا اعترافًا منها بفضله وقيمته..

.. لقد أُعدم “برونو” نتيجة ما تصورته الكنيسة أنه من الدين، ونتيجة ما أعتبره العامة من الناس أنه يخالف أسس وتصورات اعتبروها راسخة رسوخ الجبال.. ولم يكن أحد من الذين شاهدوا إعدام “برونو” من الجمهور الذي حضر الواقعة، يتصور أن “برونو” كان على حق فيما يقول به، وأن ترسانة المؤلفات الدينية وكتائب رجال الدين الذين يدافعون عن الرب، هم على خطأ..

.. حينما أعدم “برونو”.. هتفوا.. وعادوا إلى بيوتهم وضمائرهم مستريحة جدًا لأنهم تخلصوا من شيطان حاول زعزعة إيمانهم العتيد.