في المنطقة من الأراضي الممتدة من سنجار داخل العراق وحتى الجزء السوري من جبل عبد العزيز تقع أخطر منطقة في المشرق العربي والتي قد تهدد مستقبل العالم مجددا وليس المشرق العربي فقط . فهذه المنطقة ، التي تضم شرق الفرات في سورية وغرب محافظة الموصل في العراق، لا تزال رخوة أمنيا وسياسيا، وفي نفس الوقت تضم فلول وخلايا، بعضها نائم وبعضها نشط لتنظيم داعش الإرهابي. وتعتبر المسافة بين القائم والبوكمال والتي تمتد لمسافة 7 كيلومترات هى الأخطر ضمن هذا النطاق على الأرض، وحيث تشكل البوكمال أقصى شرق سوريا، وتبعد 500 كلم عن دمشق. وتشكل القائم أقصى غرب محافظة الأنبار، وتبعد 400 كلم عن بغداد . وهذه الحالة الرخوة من الناحية الأمنية هى التي منحت الأحزاب الكردية على اختلافها فرصة للمناورة والحصول على الدعم من لاعبين إقليميين على مرمى حجر من عدوتهم اللدود، تركيا، كما منحت تركيا نفسها للدخول لمناطق واسعة من شمال سوريا وإقامة حزام أمني يتسع يوما بعد يوم بحجة التصدي لنشاط حزب العمال الكردستاني أو لميلشيات كردية معادية لأنقرة.
حارث حسن الباحث في مركز مالكوم كير– كارنيجي يقول إن هذه المنطقة لا تشهد فقط نشاطا لخلايا تنظيم داعش أو الفصائل الكردية، بل تشهد تحركات من فصائل شيعية موالية لإيران تعترف بأنها عابرة للقومية في إطار مشروع الأذرع المتعددة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة بالإضافة لتماس بين أمريكا وروسيا، في إشارة إلى أن هذه المنطقة شهدت أيضا دخول روسيا على الخط والتوسع من خلال نشر قواتها في هذه المنطقة التي يوجد على تخومها قاعدة استطلاع عسكري متقدمة وهامة للأمريكيين هى قاعدة التنف، وحيث عمد الروس على التسرب للسكان في مخيم «الركبان» الذي يضم شبابا ساخطين على الأمريكيين بسبب أوضاعهم المعيشية، والعمل على تدريب مقاتلين سوريين بعضهم انشق من ميلشيات كانت موالية لواشنطن، وحيث نفذ هؤلاء المنشقون في أكثر من مناسبة هجمات على حقول النفط السورية التي تقول أمريكا أنها توفر لها الحماية لمنع سقوط مواردها في أيدي تنظيم داعش الإرهابي .