كثيرة هي خطب وبيانات والمؤتمرات التي يقيمها السيد الحكيم ، ولكن مقولته المشهورة في محافظة البصرة ، والتي اخذت صدى كبير بين الاوساط السياسية والإعلامية ، جعلتني اقف لأقرأ هذه المقولة ، فالسيد الحكيم ومجلسه الاعلى لايملكون مقعداً من مقاعد حكومة السيد المالكي ، ولا يملكون السلطة لاتخاذ القرارات ، ربما لديهم 21 نائباً في مجلس النواب ،باسم كتلة المواطن ، والذين هم الآخرون لا يملكون القرار المطلق ، بل ربما مساعيهم توصلهم الى تشريع بعض القوانين التي تكون قريبة من خدمة الناس والمجتمع ، ومنها قانون منحة الطلبة ، والبصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، والتي بحسب متابعتي البسيطة قد عرقلت وربما الغيت من القاموسي السياسي .
كلمات الشعار، والذي اسميته شعار ، لانه بالفعل يمكن ان يكون اساس للانطلاق ، كلماته لاجديد فيها ، لاننا كل يوم نسمع الشعب الخدمة التمثيل ، وغيرها من التنظير الذي جعل لآذاننا تمتلئ بهذه الاصوات والتي تدخل في الان اليمنى وتخرج من اليسرى ، ولكني عندما اقرأ بيانات السيد الحكيم السابقة ، وهذا الشعار ، وأحاول ان اقرب العلاقة بينهما ، اجد ان هناك الكثير من التقارب بين من يعمل عليه وبين ما يحمله ، ويهتف به ، فقانون البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، سعى لها وعمل عليها وقدم مشروعاً متكاملاً لها ، نعم ربما لم يجد النور لأسباب سياسية بحته ، وهذا ما اقراه من خلال المواقف السياسية للسيد المالكي ، وحزب الدعوة تحديداً ، وغيرها من القوانين التي اعلن عنها المجلس الاعلى وقيادته الشابة .
السيد الحكيم يؤكد في خطبه أن وجود أبناء تيار شهيد المحراب في المقدمة هو قدرهم ، وإن اليوم يأتي دور أبناء هذا التيار بعد أن ساهموا في إسقاط الدكتاتورية وكتابة الدستور وحاولوا جاهدين أن يكونوا عاملاً مساعداً في لملمة جراح هذا الوطن وقدموا اعتذارهم عندما تراجعوا وصححوا أخطاءهم وطوروا أدواتهم واستمعوا للشعب جيدا وباركوا تقدم الآخرين.ويشدد على ضرورة مواصلة المسيرة والتواصل مع الشعب ورفع شعار المرحلة القادمة ((شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله )) ، وان خدمة هذا الشعب هو الشرف الذي ما بعده شرف فالأوطان بشعوبها قبل حدودها والأساس هو البشر وليس الحجر.
السيد الحكيم من خلال كلماته هذا اطلق رسالة واضحة في اتجاهين :
الاول : انه اعلن حالة الانذار في محافظات الجنوب والوسط ، من خلال هذا الشعار فان اعلن ان الجميع في دائرة التغيير ، ومهما كانوا ، وعليهم السعي والجد والاجتهاد من اجل تقديم الخدمة لأبناء الشعب ، والذي انتخبهم ، وسينتخبهم في نيسان2014 .
الثاني : اعتقد ان السيد الحكيم اطلق رسالة واضحة لرجال المجلس الاعلى كذلك ، في ضرورة السعي وبجدية عالية ، وإرادة وكلاً من منصبه ، في التخفيف عن كاهل الشعب العراقي ، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤوليته التاريخية والشرعية في ان يكون له دور بارز ونشط من رسم معالم العراق الجديد .
ربما هذه الشعارات الكبيرة والمهمة ، احرجت الاخرين ، من سياسينا ، والذين وجدوا انفسهم في زاوية ضيقة من كل ما يطرحه الحكيم ، والذي بتصوري يمثل تهديداً صريحاً للكراسي الثابتة من جانب ، وإعطاء التحفيز اللازم لشعبنا للتغير ، ربما هي ثورة فكرية يسعى اليها في ايقاظ شعبنا من غفلته ، وتحديد الطريق اللازم اختياره لبناء مستقبل ابناءه ، ربما هي يقظة ضمير للشعب ان يقول كلمته ويختار من يأمن على مستقبله معه ، فالشعار اطلق ، نحتاج الى والإرادة للانطلاق بهذا الشعار نحو التطبيق ، ويبقى على شعبنا ان يمارس دوره هو الآخر ، ويطلق شعار “من لايخدمنا لا ننتخبه ” ، ويعلن ثورة التغيير على الوضع الفاسد ، والذي اصبح حديث الاعلام الاقليمي والدولي ، حتى اصبح العراق من الدول الاوائل في تهريب اموال الشعب الذي ابتلي بهولاء .
ومع كل ما تقدم تبقى تساؤلاتنا الى اي حد يمكن ان يكون هذا الشعار خارطة الطريق للمرحلة القادمة ؟ ، وهل سيجد النور الى التطبيق ، ام سيكون عرضة للتسقيط السياسي . هذا ما ستفرزه الايام والانتخابات القادمة .