23 ديسمبر، 2024 6:54 م

بروفة مصغرة للحرب العالمية .. هنا درعا السورية الممزقة !

بروفة مصغرة للحرب العالمية .. هنا درعا السورية الممزقة !

تمثل درعا السورية نموذجا مصغرا للحرب العالمية التي تدور رحاها على الأراضي السورية . فمحافظة درعا لا تزيد مساحتها على 4650 كيلو متر مربع، وبلغ عدد سكانها قبل الحرب نحو مليونين ونصف المليون نسمة نزحت نسبة كبيرة منهم بسبب الحرب، ولكن مع ذلك فإن هذه المحافظة تتنازعها كل من تركيا والولايات المتحدة وإيران وروسيا، فضلا عن ميلشيات بعضها يعلن ولائه العلني لقوى إقليمية مثل إيران أو تركيا ، وبعضها لا يعرف حتى الان من وراء تسليحها وتمويلها، فضلا عن استعداد عسكري أردني للدخول لها وغارات إسرائيلية عن طريق الجو وبواسطة عناصر مترجلة ، ولكن في كل الأحوال فإن هذه المحافظة الصغيرة تحولت لمشهد مصغر لحرب متعددة الأطراف تدور في البلاد.

فوفقا للباحث الكردي المقيم في بيروت  أرميناك توكماجيان فإن القوات الحكومية السورية التي تكافح لإثبات الوجود دفعت ثمنا باهظا لمحاولة إثبات الوجود في درعا، بينما تحتفظ إيران بقوات موالية لها على الأرض ممثلة بعناصر حزب الله، وتسيطر روسيا على قطاع لا يستهان به من المحافظة بواسطة قوات الجيش الروسي التي ترفع علم روسيا على مدرعاتها في رسالة لا تخطأ عين للإسرائيليين بألا يحاولوا قصف هذه القوات بزعم الخطأ، وفي نفس الوقت تدعم الولايات المتحدة وجود للجيش السوري الحر على مقربة من المحافظة، بخلاف دوريات تقوم بها عناصر من الاستطلاع الأمريكي في قرى المحافظة بحثا عن أدلة على وجود خصوم محتملين.

أشار أرميناك توكماجيان إلى أن القوات السورية الحكومية الموالية لدمشق حاولت أن تنشر الفرقة الرابعة من الجيش السوري في المحافظة في وقت سابق، وهى الفرقة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد وتعتبر من بين فرق الصفوة فيما تبقى من الجيش السوري، ولكنها تراجعت في وقت سابق عن هذا الهدف بعد أن ظهرت في الأفق مواجهة إيرانية – إسرائيلية في أجواء المحافظة ، وبعد أن قامت عناصر من الكوماندوز الإسرائيلي بقتل ستة عناصر من حزب الله في القنيطرة، من بينهم جهاد مغنية، نجل القيادي الكبير في حزب الله عماد مغنية.

وقد شن الإسرائيليون أيضًا عشرات الهجمات الجوية التي استهدفت حلفاء إيران في جنوب سورية، من دون أن يصدر أيّ رد فعل عن الدفاعات الجوّية الروسية. ، وفي نفس الوقت كشر الأردن عن أنيابه وسربت مصادر أردنية أن المملكة الهاشمية قد تدفع بقوات تابعة لها للمحافظة لمواجهة أى تهديد محتمل لأمن المملكة التي تجاور درعا من جهة الجنوب.

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة