للأشخاص اليتامى الذين يعانون من ألم الفراق وغياب الحنان وبلغت بهم سطوة الحزن أن يتركوا لأمهاتهم الغائبات بلا رجعة معايدات مكتوبة على رمال البحر ومحفورة في خشب الشجر ليبلِّغوهنَ الأسى والماسأة التي تحدث وتتجدد في كل عام يمر على رحيلهن أكتب هذه الكلمات المحبة …
عادة نقول لها: كل عام وأنتِ بخير .. لكن في الحقيقة هي الخير الوافر لكل عام وكل يوم وثانية تمر في الحياة الدنيا ..
لطالما تركت تلك القصة أثراً في ذاكرتي وعقلي التي تحكي عن أم كانوا يرسلون إليها تكراراً من المدرسة ليخبروها أن ولدها فاشل في الدراسة ولايستطيع التفوق بأي حال من الأحوال وكأنَّ هنالك حاجزاً بين المواد الدراسية وبينه.. وجاء هنا دور والدته التي لم تتحمل الفشل لولدها واعتبرتهُ مجرد إخفاق لتقدم بعدها على فعل غير عادي وإستثنائي، فقد قررت العودة به الى المنزل دون الرجوع للمدرسة مجدداً لكنها حمَّستهُ وشجَّعتهُ على قراءة الكتب الثقافية فأصبح فيما بعد مفكراً…
الأم ليست مجرد آلة للنسل مثلما كنا نتصور في الماضي وحسب مايعتقده البعض أنها تعيش وتبقى لكي تنجب دون علم أو رؤية بل هي الوعي الذي يربي وهي النور الذي ينير درب الأبناء ليهتدوا به في الحياة .
بمناسبة يوم الأم أتمنى لأمهاتنا العمر المديد وأتمنى من أمهات الجيل الحالي والآتي أن يصنعنَ حياة حقيقية واقعية ويغرسنَ التوعية والمحبة في نفوس وعقول أولادهن لأنها الرسالة الأسمى و الأهم التي يجب أن نتحمل عناءها .
تعيش المرأة وتفني حياتها وعمرها في أن تكون “وطن” لزوجها وأولادها فلا موطن أو ملجأ دونها.
لكل أم واعية وأمرأة حقيقية صامدة صابرة وقوية وحنونة أقول لكِ: كل عام وأنتِ بخير .