قد يكون الحُكم مُشوشاً، أو يمر بعدة عقبات، لكن بالنهاية على العقل أن يعي ويفرز ويقارن، ما يمكن مقارنته، ويقارب المتقارب، مِن أجل الوصول لأفضل الحلول.
اللعب على العقل الجمعي، وتمييع، وتسفيه، وتفكيك المجتمع من كافة الثوابت، الأخلاقية، الدينية، الاجتماعية، كل ذلك لا يأتي من مجموعة أحزاب يتسلط عليها أفراد وحسب، بل هي نظرية المؤامرة تطفو على سطح الوطن من جديد.
أسوء نظام حَكم العراق مُنذ تأسيسه الحديث، هو النظام الحالي، فبالقدر الذي يتمتع به من مواصفات وجمهور مدرك ومقتنع، إنهم الذين خلصوه من أعتى نظام دكتاتوري شمولي، أباد الحرث والنسل معا.
للأسف ذلك الجمهور على تفرقه، واختلاف مشاربه التي تطبع عليها، بات لا يؤمن بمفهوم الوطنية، ولا ينتمي لشيء اسمه وطن!، هو أقرب ما يكون جمهور مسلوب الإرادة، إزاء ما يحدث بالبلد من ويلات، مقابل صك او قربان الحرية والخلاص من الطاغية، الذي أعطته تلك الأحزاب إليه.
سخرية القدر حَتمت وحكمت، أن يحمي الدين والمتدين، رجال بعيدون عن الدين، ونفس السخرية التي جعلت المتدين والمتستر بالدين، يمحو الدين عن المجتمع، حتى الطلاب قد راقهم حذف الإسلامية، والاجتماعيات، من المنهاج الدراسي لهذا العام.
رحماك يا رب هل من حكمة أن يرى ذلك الشعب ابشع صنوف العذاب سابقا، ليعيش في بلد بلا هوية أو وطنية أو إسلامية لاحقا.