في تطور خطير قد يعصف بجهود مكافحة الإرهاب في منطقة ساحل غرب أفريقيا ظهرت دلائل جديدة على أن كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي قد وجدا قواعد مشتركة للتعايش في هذه المنطقة مما عصف بكل جهود التنمية وتمكين النساء في بلدان هذه المنطقة بل وأعاد ظاهر سبي النساء واسترقاقهن جنسيا للوجود مرة أخرى. وتشمل هذه المنطقة كل من بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر. ووفقا لكاثرين زيمرمان، الخبيرة الأمريكية في ملف السلفية الجهادية، فإن كل من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في هذه المنطقة وجدا في المبادئ العريضة للسلفية الجهادية قواسم مشتركة أهمها فكرة تحويل هذه المنطقة لمأوى جديد للجماعات الجهادية التي من المحتمل أن تفقد للأبد الأراضي التي خضعت لها في الماضي بالعراق وسوريا.
تقول كاثرين زيمرمان أنه من المثير أن نرى كل من تنظيم داعش والقاعدة، وهم خصمان تقليديان على الأقل علنا، يعملان سويا في منطقة الساحل الأفريقي بعد أن وجدا روابط تاريخية وعرقية تسهل التعاون بين الجانبين . وتاريخيا فإن ما تسمى بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين مرتبطة بتنظيم القاعدة منذ مارس 2017 ، أما ما يعرف بالدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (ISGS) في انشقت عن جماعة المرابطين التي سبق أن ارتكبت أعمالا إرهابية صادمة في هذه المنطقة.
وتحذر كاثرين زيمرمان من أن مساحة الأراضي الشاسعة التي تمتد عبر غرب إفريقيا تستقطب شبكة معقدة من الجماعات السلفية الجهادية التي تتوسع في أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية بين السكان مع تدهور الظروف المحلية اقتصاديا واجتماعيا في هذه المنطقة. وخلال العام الماضي فقط فإن التعايش” غير المحمود ” بين تنظيم القاعدة وداعش قد ساهم في تضاعف عدد الهجمات الإرهابية في المنطقة، وشملت هذه الأعمال اختطاف أطفال وفتيات ونساء يعتقد أن بعضهن تعرض للسبي ضمن ايدلوجية داعش المروعة التي تخير المختطفين بين الذبح أو الاستسلام لرغبات مقاتلي التنظيم في استرقاق الضحايا من النساء جنسيا.
وتشير كاثرين زيمرمان إلى أن الوجود الهش للحكومات المحلية في هذه المناطق، وغياب أى موارد حقيقية ، بالإضافة إلى طبيعة السكان شبه البدويين، كل هذه العوامل تجعل من السهل على الجماعات السلفية الجهادية مثل القاعدة وداعش أن تضمن صمت السكان على الأقل، إن لم تضمن ولاء قطاعات منهم ، لسلطتها ، خاصة مع البطش الشديد الذي تقوم به هذه الجماعات ضد من يعارضها من السكان.