المنتصرون هم من يبحثون عن الآثار ويكتبون التاريخ , لم توقفك مرارة الحياة والانشغال بالأحداث اليومية من تراكمات الوضع الاجتماعي والاقتصادي , فقد كنت جاد ومثابر على ان تثري الناس بأصدق المعلومات وانقى العبارات وارقى الجمل حينما تقف بين لحظة واخرى , في مكان كان يوما اشعاع فكري وثقافي ومعلم تاريخي وبالرغم من كل الظروف فانت قد ابقرت التاريخ من خواصره حتى اخرجت كنوزه ومعالمه ليرتوي منه عشاق الاثار وكانت لك محطات كبيرة ومستمرة ايها الباحث الكريم والاستاذ القدير .
من خلال متابعتي المستمرة على الصفحة الخاصة للباحث المحترم والقدير الاستاذ صباح السعدي ,وما يقدمه من نتاج كبير اثرى بها المكتب العربية بحقائق ومعلومات غنية من مآثر وسير التاريخ من جهد وعطاء لا يوصف ولا يشكل ما كتبته بحقه خلال اسطر وجمل امام هذا الانجاز والبحث عن الحقيقة المغيبة والتاريخ الزاخر بمعاني البطولة والذكريات الجميلة ,, اخي الاستاذ صباح السعدي يقول جيفارا , إن الحياة كلمة وموقف , الجبناء لا يكتبون التاريخ , التاريخي كتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء, حقا بعظهم يقرأون التاريخ ولا يفهمون منه شيئا , والتاريخ هو سجل لأعمال الناس في الماضي ورحم الامة الولود فمن لا تاريخ له لايحيفه وطن , والتاريخ هو صيغة احداث الماضي التي قرر الناس الاتفاق عليها , ما يقوم به الاستاذ والباحث صباح السعدي من المجهود الكبير بشكله العملي من قبله طبق المثل الصيني زيارة المكان خيرا من قراءة 50 كتابا عليه , اجده اليوم في ساحة الميدان في ازقتها وتحت اعمدة تهالكت عليها سنين من الماضي والسقوف الهاوية ليخرج لنا درة قد غيب الثرى محتوها الفكري والحضاري , ثم اجده في مكان اخر يبعد مئات الكيلو مترات مرتجلا حاملا عدسته البسيطة ونظراته الثاقبة ليزيل الغبار من رفوف النسيان اكل الدهر عليها , ليصنع لنا تاريخ مشرق ويرتقي به ويطبع البسمة في قلوب من يتابعه ,,كم هذا العمل يحتاج الى بذل عطاء ولغوب اي تعب شديد , لقد اثرى هذا الرجل واتحفنا بأجمل الذكريات التي غابت منا لسنين أثرى بها التاريخ وعمق الحضارة وزمن الجيل الطيبين اناملك وقلبك نتج عنه فيض من الاثار وانت تنثرها گالبرق وتتلئلئ في عالي السماء
ويفوح عطر ماتقومبه ,,,, لا يعرف المتابعون ان عمل واحد يكلفك ساعات متواصلة وتظهره بدقائق في صفحتك وانت سعيد كسعادة النجم في المساء ,, كيف لا تأسرني هذه المشاهدات والنتاج الفكري الزاخر للتاريخ القديم للعراق كما الغيوم تأسر حبات المطر فترقص النسائم وهي ثملة من تعب كؤوس الايام , فاجد نفسي امام عملاق وباحث كبير يبسط لنا التاريخ ويعطي ثمرة العنفوان لمجد واطلالة كبيرة وهياكل قائمة اجد نفسي وقلمي يعترني الصمت وتهرب كلماتي خجلا امامك ايها الاخ العزيز ,,ما سوانا الا ان نسلط الضوء وان لا نبخس هكذا اعمال سوف تكون نسيمها يملئ انوف المحبين ويعيد للأوطان تراثها المغيب ,, العراق وانت تبحث فيه ليس وطن فقط بل تاريخ الإنسانية كله ,,حقائق سيتذكرها الأجيال ولك صولة فيها وسيكتب عملك هذا على صفحات مخلدة من عمق التاريخ , كان لي الشرف وانا فخور قد رافقتك في زيارة مدينة السليمانية العام الماضي وابدعت في كل شيء واخير اقول لك زرعت وارويت وقطفت وجمعت… دامت كاميرتك البسيطة النقية وهي تنقل كل المعاني وتوثق كل معلم قد وطئته قدميك بحلية تتناسب مع مفهوم التراث من قلبك وعقلك النقي وأن تغوص في أعماق تصول دمت مبدعا ومتألق دوما.. تحياتي وتقديري.
