وكأننا انتهينا من كل الملفات الساخنة والباردة والمخفية والمعلنة وانجزنا كل مايحلم به العراقيون على امتداد العراق من تحقيق لامانيهم من بنى تحتية ومدارس حديثة ومستشفيات ومن شوارع تخلوا من الحفريات وفي هذا تتساوى ارقى احياء بغداد بأبسط احياءها من حيث الخدمات من تبليط ومجاري بائسة ومن توفير الامان الذي لايضاهى ولا يبارى ابدا وحلت الحكومة مشاكل البطالة وخريجونا يرفلون بالعز واكل الوز ، ليأتي خبر تأجيل التصويت على قانون النشيد الوطني الى اشعار اخر نظرا لاعتراض الاخوة الاكراد على عدم تضمينه عبارات كردية بسطرين او اكثر ربما . وعلى افتراض ان النشيد الوطني هو عنوان لكل بلد فهو الدالة وهو هويته وخصوصيته قد يتغير بتغير الانظمة والاحوال من انظمة ملكية الى جمهورية والى ماغير ذلك وهذا ديدن الحياة ولكن نشيدا مثل نشيدنا الوطني ماله ؟؟ اليس من غناه مطربا كرديا وهواحمد الخليل بحلاوة صوته وموسيقاه والتي تقشعر له الابدان عندما يعزف ؟؟ وهوالذي ترتجف له حنايا القلب والروح وكأن العراق يخفق في الجوانح بكل مااوتي من حضارة وقوة، ثم مالها قصيدة موطني ؟؟
ان البحث عن نشيد وطني جديد هو اشبه بترك الماس والرضى برخيص المعادن لقد نشأت اجيال وهي تردد هذا النشيد وبحت الحناجروهي تترنم بكلماته فماذا سنقول لهم ؟ هل نقول ان النشيد صار دقة قديمة على رأي اخواننا المصريين ام ان اهواء الاحزاب هي من تفكر نيابة عن الضمير الجمعي العراقي وهي من تقرر له ماذا يجب ان يسمع وماذا يقرأ وماذا يجب ان يكون النشيد الوطني الذي يفترض ان يرددوه؟؟ ثم اليس من حق بقية الطوائف العراقية من المسيحين والصابئة والايزيديين والشبك ان يطالبوا ايضا من مبدا حق المواطنة الذي يكفله الدستور ان يكون لهم ايضا بعض السطور التي تعبر عنهم اسوة بالاكراد ؟
نشيدنا ونعتز به فلا تحرمونا بهجته وقشعريرة اجسادنا وابتهالتنا لوطن اثخنتموه جراحا وابحثوا عن ما هو مجدي ومفيد واقروا يامجلس النواب قوانين تمس حاجة الناس الفعلية مثل قانون التقاعد الذي ينتظره الالاف من الموظفون المتعبون وانتم تتقاذفوتهم كالكرة بين اقدامكم ، وقوانين اخرى كثيرة ومهمة تنتظر منكم التصويت الفعلي لا المناورات والمزايدات لعامة العراقيين بدلا من نقاشاتكم العقيمة التي هي في النهاية لاتمثلنا