مع عقد أي إجتماع دولي بخصوص الامور المتعلقة بإنتهاکات حقوق الانسان، فإنه لابد التوقع بأنه سيکون لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الحظ الاوفر في تلقي سيل الانتقادات والادانات على ممارساته القمعية وخروقاته وإنتهاکاته الفظيعة لحقوق الانسان، ولذلك فإن النظام الايراني قد تعود دائما على ذلك حتى صار وبسبب من نهجه القمعي المعادي لمبادئ حقوق الانسان، أمرا روتينيا بالنسبة له.
بهذا السياق، وعلى وقع مايقوم به النظام الايراني من خروقات وإنتهاکات في مجال الاتفاق النووي، وبعد أن فرضت وزارة الخارجية الأميركية أدرجت اثنين من محققي قوات الحرس للنظام الإيراني علي همتيان ومسعود صفدري في قائمتها السوداء لدورهما في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتعذيب السجناء والمعاملة القاسية أو العقوبات اللاإنسانية أو المهينة للسجناء السياسيين والمعتقلين السياسيين خلال احتجاجات 2019 و2020 في إيران، ولا يمكن للمذكورين وأفراد أسرتيهما المقربين دخول الولايات المتحدة، فإنه وخلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقد يوم الثلاثاء، 9 مارس 2021، أدانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأستراليا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا ونيوزيلندا وأيرلندا وألبانيا، وبعض الدول الأخرى حول العالم، قمع انتفاضة نوفمبر 2019 ، وبعض الحالات الأخرى المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان في إيران.
ماقد ذکره وأکد عليه ممثلوا ألبانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بشأن الانتهاکات المستمرة لمبادء حقوق الانسان من جانب النظام الايراني، يجعل الاضواء مسلطة على هذا النظام أکثر من أية دولة أخرى، بل أصبح هذا النظام مثالا بالغ السوء في هذا المجال وصارت إنتهاکاته قصصا وحکايات مأساوية تروى في مختلف وسائل الاعلام ولو تذکرنا کيف إن هذا النظام وأثناء الانتفاضتين الاخيرتين قد قام بقتل أعدادا من المواطنين المعتقلين بشکل تعسفي أثناء عمليات التعذيب القرووسطائية في سجونه الرهيبة وکيف إنه إدعى بأنهم إنتحروا في وقت أکد فيه مسٶولون من النظام بإستحالة مقدرة أي معتقل على الانتحار في سجون النظام فإننا عندئد ندرك مدى بشاعة أوضاع حقوق الانسان في ظل هذا النظام.
ملف حقوق الانسان الذي شکل ويشکل صداعا مزمنا للنظام الايراني، تواصل المقاومة الايرانية من خلال مصادرها في داخل إيران کشف الکثير من المعلومات الصادمة بشأن الانتهاکات الفظيعة التي يقوم بها هذا النظام في سجونه ومعتقلاته بحق أبناء الشعب الايراني، ومن دون شك فإن الرئيس بايدن الذي أکد قبل وبعد إنتخابه على الاهتمام بقضية إنتهاکات حقوق الانسان والتصدي لها بحزم، فإنه سيکون دائما وطوال فترته الرئاسية على موعد مع هذا النظام وإنتهاکاته!