كنا اطفالا حينها,لا نعرف شيئا عن السيارات المفخخة,لكننا ما زلنا نتذكر تلك الليلة,حيث كانت الكهربا مقطوعة بسبب الغارات الجوية,والهدوء يعم البيت سوى من صوت المذياع وضوء خافت يلمض بين الفينة والفينة ,كنت اضع راسي تحت اللحاف ,وانا استمع لدقات “بيك بن” تنطلق من اذاعة لندن (اصبحت اليوم اسمها البي بي سي) وسط سعال ابي ورائحة الدخان ,وكان الخبر الاول فيها هو : اعلان حزب الدعوة العراقي تبنيه لعملية تفجير السفارة العراقية في بيروت !.
كان حزب الدعوة وطنيا جدا حينها ,لهذا وقف مع الايرانيين ضد بلده العراق!.
وكان وطنيا جدا ,لذلك كان يقتل الجنود العراقيين الشيعة قبل السنة في تلك الحرب بحجة انهم “شيعة عمر”!!.
وكان وطنيا جدا ,فكان يضرب بسياراته المفخخة السينمات والجامعات والاذاعات ولا تفرق سياراته بين شيعي او سني او مسيحي او يزيدي ,فقد كان عادلا في توزيع ظلمه وظلامه على العراقيين كما هو الان !.
لقد كان وطنيا جدا عندما هاجم مجاهدوه السفارة العراقية في بيروت بشاحنة مفخخة فاحالها ركاما واثرا بعد عين!.
وكان وطنيا جدا حينما رد بعنف على كل من انتقد تلك العملية الجهادية مدعيا بان تلك السفارة كانت عبارة عن مقر للاستخبارات وليس سفارة فقط!( بالامس اصدر المالكي بيان استنكار لتفجير السفارة الايرانية في بيروت جاء فيه : هذه الجريمة تستهدف أمن واستقرار لبنان وليس البعثات الدبلوماسية فحسب”.).
ثم تطورت وطنيته من المحلية والاقليمية الى العالمية!,
فكان وطنيا جدا,حين حارب مجاهديه البواسل مع قوات التحالف لاخراج العراق من الكويت!!.
وكان وطنيا جدا حين جند مجاهديه للتجسس على العراق وارسال تقاريرهم السرية الى البنتاغون مباشرة دون المرور على السافاك!.
ثم كان وطنيا جدا,حين حملت الدبابات الامريكية مجاهديه وهي تقتحم اسوار بغداد!.
ثم كان وطنيا جدا,حين اصبح يتوسل بالامريكان ان لا يخرجوا من العراق الا بعد ان يقيدوه باتفاقية التعاون الامني التي تعطي للامريكان الحق في احتلال العراق متى شاءت بحجة حماية الديمقراطية فيه!!.
ثم كان وطنيا جدا,حين ذهب ليضع اكاليل الزهور على قبر الجندي الامريكي الذي اغتصب عبير الجنابي وحرقها وعائلتها!!.
ثم كان وطنيا جدا حين قرر ان يساند حزب البعث العفلقي السوري وهو الذي كان يغني بكفر حزب البعث العفلقي العراقي!.
ثم كان وطنيا جدا جدا جدا حين عرض بالامس على الامريكان ان يدمروا اسلحة بشار الكيمياوية في صحراء الانبار,مدعيا بان صحراء الانبار اكبر من ان تلوثها بقايا تلك الكيمياويات!!.
وكان وطنيا جدا عندما رفض الامريكان ذلك العرض مخافة تأليب الشارع السني والعربي,فرد عليهم بمكر :
الم تضربوا الفلوجة بالفسفور الابيض واليورانيوم المنضب ولم تهتموا لمن عارضكم ,فلماذا اصبحتم تخافون منهم اليوم؟!.
وشكرا للمالكي على وطنيته الزائدة عن حدها,وقد قيل سابقا:
لاتنه عن خلق وتاتي بمثله ,,,,,,,,,,عار عليك اذا فعلت عظيم!