مع تصاعد التلاسن بين كل من المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد والمسئولين في واشنطن يبدو أن الولايات المتحدة سوف تدفع ثمن المقامرة التي لم يسبق لها مثيل وهى أن تعتمد على طالبان نفسها في مقاومة تنظيم داعش في أفغانستان ومناطق أخرى من هذه المنطقة الجغرافية التي تجاور كل من باكستان وإيران وروسيا وتمثل مصدرا مستمر للأزمات للإدارة الأمريكية منذ أكثر من 4 عقود.
ومؤخرا أطلق قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي تصريحا مثيرا للدهشة بأن طالبان ستساعد الولايات المتحدة بالفعل في محاربة مقاتلي تنظيم داعش، لكن المفاجأة هى أن ذبح الله رد على تصريح ماكنزي بالقول بأن حركة طالبان حددت الأول من شهر مايو المقبل موعدا نهائيا لانسحاب أمريكي كامل من أفغانستان وإلا فإن حركته سوف تستأنف العمل العسكري ضد الجيش الأمريكي. وتعتقد الولايات المتحدة إن طالبان قد تكون حليفا محتملا لها في مواجهة داعش، لكن مع ذلك فإنه لا يوجد دليل حتى الان على أن طالبان قد تحارب نيابة عن الولايات المتحدة.
إلا أن المؤكد هو أن طلبان أظهرت أنها قوية بما فيه الكفاية لتجبر الولايات المتحدة على الجلوس معها والتفاوض بشروط متبادلة. وعلى الأرض فمن الواضح أن طالبان لا تزال هى القوة الأكثر تأثيرا في مقاطعات نانجرهار وكونار ذات الأهمية الاستراتيجية. وفي نفس الوقت فإنها لا تزال تحتفظ بالقدرة على شن هجمات مروعة ضد القوات المناوئة لها بدون أن تتصدى لها أى قوة أخرى في العاصمة الأفغانية كابل . ومع ذلك فإن تنظيم داعش في أفغانستان والذي يمتد لمناطق في باكستان المجاورة يحتفظ بقدرة كبيرة على المناورة التكتيكية على الأرض بالرغم من أنه لا يسيطر على مساحات كبيرة من الأرض، وهو ما ظهر بعد أن قام مقاتلون من داعش بالهجوم مؤخرا على سجن في جلال أباد لإطلاق سراح زملائهم المسجونين فيه.