24 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

فيلم Jab Tak Hai Jaan.. الحب يتحقق في وقته ويستحق طول الانتظار

فيلم Jab Tak Hai Jaan.. الحب يتحقق في وقته ويستحق طول الانتظار

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Jab Tak Hai Jaan أو “ما دمت حيا” فيلم هندي رومانسي، يحكي عن الحب ووقته المناسب الذي يتحقق فيه، وكيف أن الحب الحقيقي يأتي مرة واحدة فقط في العمر.

البداية..

يبدأ الفيلم بالبطل الهندي الشهير “شاروخان” وهو يقود دراجة بخارية في أرض خلاء، وأغنية رومانسية عذبة تدور عن تمسكه بحبيبته التي هجرته وأدارت له ظهرها، وأنه سيظل يحبها دوما، ثم يرتاح ويتناول طعامه. وإذا بفتاة في العشرينات من عمرها تقذف بنفسها في الماء في جو شديد البرودة،  بعد أن تشغل كاميرا هاتفها المحمول لكي تصور ما تفعله، ثم تنادي مستغيثة على من ينقذها، فيراها البطل “شاروخان” دون أن يتحرك، ثم بعد أن تفقد الوعي ينقذها ويعطيها جاكيته الذي يعود إلى الجيش الهندي ويتركها ويرحل.

تذهب الفتاة لنعرف أنها مصورة متدربة تسعى لأن تكون مصورة محترفة لأفلام وثائقية في قناة ديسكفري، وأنها كانت ترمي نفسها في البحر كنوع من التحدي لصديق لها والذي راهنها على فعل ذلك.

يوميات..

تجد الفتاة دفتر يوميات في جيب جاكيت الجيش الذي تركه لها “شاروخان” وتبدأ في القراءة. فنسمع اليوميات بصوت “شاروخان”، حيث يحكي عن نفسه منذ عشر سنوات، وكيف أنه أتم 25 عاما لا يعرف كيف، لكن يوم ولادته الحقيقي يوم أن رأي “ميرا”، تلك الفتاة التي كانت تجري لتدخل الكنيسة وهو يقوم بجرف الثلج من حديقتها، ليجدها تتوسل للمسيح أن يجعل والدها لا يقبل بالعريس الهندي المتقدم لها، لأنها لا تريد أن تتزوج من رجل هندي، وفي المقابل ستتخلى عن ارتداء المعاطف ذات الفراء رغم حبها الشديد لها. يتسمع “شاروخان” لما تقول ويسخر منها بعد أن ترحل، لكنه يعرف أنه أحبها منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناه عليها واصفا إياها بالملاك.

يعيش البطل “شاروخان” الذي سنعرف أن اسمه “سمار” في لندن، ويقوم بعدة أعمال هامشية لكي يستطيع أن يعيش بالكاد، فهو يغني في أحد الميادين ويعطيه الناس نقودا في المقابل، كما يبيع السمك، ويقوم بأية أعمال تطلب منه، يعيش مع صديق من باكستان ويقوم برعايته لأن هذا الأخير لا يجد عملا.

مقابلة..

تراه “ميرا” أكثر من مرة وهو يغني في الميدان أغاني باللغة الهندية وتبتسم، ثم يطلب منه أحد زبائنه أن يعمل معه في أحد المطاعم، ووقتها يقابل “ميرا” مرة أخرى لكن هذه المرة وهي في حفل خطوبتها على رجل انجليزي، حيث تخرج لتشعل سيجارة في الباحة الخلفية للمطعم، وتتحدث مع “سمار” ببضع كلمات. ويخبرها أنه يعرف أنها ليست سعيدة بتلك الخطبة لكنها تنكر ذلك.

ثم تأتي إليه إلى الميدان لتطلب منه أن يعلمها أغنية باللغة البنجابية لكي تفاجئ بها والدها في عيد ميلاده الخمسين، ويوافق دون أن يقبل نقودا منها وإنما يقول لها أنه سيعلمها مقابل أن تعلمه نطق الانجليزية الصحيح، ويتقابلان عدة مرات للتعلم المتبادل، لكنه يخبرها أنها لم تنجح لأنها لم تتخلص من خجلها أثناء الغناء، ويرتب لها موعدا مع صديقة له تعمل في مترو الأنفاق، وتذهب “ميرا” لتفاجئ بالصخب الذي يتمتع به مجموعة من الشباب الذين يجتمعون في مكان بجوار محطة المترو، حيث يرقصون ويعزفون الموسيقى ويلعبون. وترقص “ميرا” رقصا صاخبا ويشاركها “سمار” في الرقص والغناء، ثم تذهب لتركب المترو فيقول لها “سمار” أنه أحبها بسبب الطريقة العفوية التي تعاملت بها اليوم، وكأنه اكتشف شخصيتها التي تختبئ وراء الشخصية الرسمية التي كان يتعامل معها، ويقول لها أنه يريد أن يقبلها على ألا تصفعه، ويقترب منها ويقبلها وتصمت هي مستمتعة، فيبتعد وهو يقول لها باندهاش أنها لم تصفعه.

وعد..

تعود “ميرا” بعد عدة أيام ويفرح “سمار” لكنها تطلب منه أن يقسم بألا يقترب منها أمام تمثال المسيح، لأنها لا تريد إغضاب والدها وتريد الزواج من خطيبها الانجليزي وفق رغبة والدها ويستجيب “سمار” مجبرا. وتعترف له أن والدتها تركت والدها لأجل رجل آخر وهي في سن الثانية عشرة.

ثم ترسل والدتها لها خطابا تعبر فيه عن ندمها وعن حبها الشديد لها واشتياقها، فتذهب “ميرا” إلى “سمار” لتأخذ رأيه، فيذهب معها “سمار” لمقابلة والدتها وزوجها، وتحكي والدتها عن معاناتها وأنها تزوجت من والد “ميرا” صغيرة ولم تستطع أن تحبه، لكنها وجدت الحب فيما بعد وقاومته لثماني سنوات، لكنها لم تستطع مقاومته أكثر من ذلك واختارت أن تعيش سعيدة مع حبيبها.

تبدي “ميرا” تفهما لموقف أمها بعد أن شعرت بأحاسيس جميلة نحو “سمار”، وتسامح والدتها، ثم وفي طريق العودة تعترف ل”سمار” أنها تحبه وتقبله، ويبدأ الانسجام والتفاهم بينهما ويعيشان أيام جميلة مليئة بالحب والود.

وتقرر “ميرا” أن تخبر والدها عن حبها ل”سمار”، لكنه يصطدم بسيارة أثناء قيادته لدراجته البخارية، ويتوقف نبضه، فتطلب من الله أن يعيده إلى الحياة، وسوف تقدم له تضحية في المقابل وهي أنها لن تراه مرة أخرى، ولن تعيش معه، ويستفيق “سمار” لكنها لا تزوره في المستشفى وإنما تزوره بعد بضع أيام في منزله، وتخبره بالوعد الذي قطعته مع الله وأنها ستفترق عنه، يشتعل “سمار” غضبا ويقبل قرارها. ويذهب إلى الكنيسة ويتحدث مع تمثال المسيح قائلا أنه سوف يذهب ليموت لأنه لا طعم للحياة بدون “ميرا”.

افتراق..

ويعود “سمار” إلى الهند ويلتحق بالجيش مثل باقي عائلته وكان قد هرب منه في السابق، ويقوم بكل الأمور الخطرة التي قد تودي بحياته لكنه لا يموت ويصبح متخصصا في قسم التفجيرات حيث يستطيع إيقاف أية قنبلة. لكنه يتحول لإنسان آخر بلا حياة، يعيش بثقل في روحه يجعله لا يبتسم حتى.

تنتهي يوميات “سمار”، وتذهب الفتاة إليه وتدعى “اكيرا” وتشعر بشغف شديد نحوه نتيجة لعلاقة الحب التي قرأتها في يومياته، لكنه يعاملها بجفاء شديد، رغم ذلك تسعى “أكيرا” إلى أن تصور فيلما عن “سمار” لتقدمه إلى قناة ديسكفري كأول عمل لها، وتذهب إليه بعد أن توافق مديرتها لكنه يستمر في جفاءه، وتقضي “اكيرا” أسبوعين بصحبة “سمار” في المنطقة التي يعمل بها في الجيش وبصحبة الجنود الذي يقودهم “سمار”، تحاول التقرب منه بكل طريقة لكنه لا يستجيب لكن يبدي تعاطفا معها، وتشعر أن حبها له يزيد خاصة مع اكتشاف تفاصيله الخاصة، مثل أنه يغني في الليل ويعمل بجد واحترافية وشجاعة مشهود لها.

عودة إلى لندن..

تذهب “أكيرا” إلى لندن لعرض الفيلم الذي صورته ل”سمار” ويقبل في القناة لكن تشترط القناة حضور “سمار” لأنه أول عمل ل”اكيرا”. تعرف “اكيرا” أن “سمار” سيرفض لكنها تطلب منه الحضور على أية حال، ويرفض أولا، ثم يأتي إليها لكي يساعدها، وحين تقابله “اكيرا” تفرح كثيرا وتجري في طفولة حتى توشك أن تصدم بسيارة، فيسرع “سمار” لينقذها لكنه يصاب إصابة كبيرة.

وفي المستشفى تقول الطبيبة ل”اكيرا” أن “سمار” يعاني من فقدان ذاكرة، وأنه لا يتذكر آخر عشر سنوات مرت عليه، ويطلب “ميرا” بإلحاح فتطلب منها الطبيبة إحضار المقربين إليه ليساعدوه على التذكر. تذهب “اكيرا” ل”ميرا” وتخبرها بالأمر، وتسرع “ميرا” لتقابل “سمار” وحين يسألها “سمار” تخفي عليه أمر الفراق وتخبره أنهما معا منذ عشر سنوات وأنهما متزوجان منذ خمس سنوات، ويذهبان إلى بيت الصديق الباكستاني حيث ترك له “سمار” أمواله منذ عشر سنوات وقد عمل بتلك الأموال، وامتلك مطعما ومنزلا ول”سمار” نصيب في تلك الممتلكات.

يعيش “سمار” و”ميرا” بضعه أيام في المنزل لكنها تجاهد ألا تقترب منه، ثم تخبر “اكيرا” والطبيبة أنها لا تستطيع المواصلة أو الاقتراب أكثر من “سمار”، حينها تضطر “اكيرا” أن تتدخل وتقابل “سمار” عله يتذكر شيئا، لكنه يتذكر أشياء بسيطة، وترى “اكيرا” “سمار” آخر لم تعرفه من قبل، يطير من الفرح، وروحه محررة وتحلق في السماء، بسبب اقتراب “ميرا” منه، ثم وهو يسير في الطريق توجد قنبلة في أحد قطارات المترو فيسعى “سمار” لإيقافها ومن هنا يتذكر كل ما فات.

افتراق جديد..

ويطلب من “ميرا” أن تقابله في الكنيسة، ويطلب منها إعادة طقوس الزواج مرة أخرى لكنها ترفض، فيغضب “سمار” ويخبرها أن ذاكرته قد عادت إليه، وأنها افترقت عنه لعشر سنوات لأنها تحب ربها أكثر منه، ولأن هذا الرب قد عذبه بفراقها. ويتركها ويعود الهند إلى الجيش الذي يعمل به، بعد أن يقابل “اكيرا” ويعتذر لها عن عدم تجاوبه  مع حبها له، مؤكدا أنه أحب مرة واحدة ولا يستطيع التخلص من حبه هذا. وتتقبل “اكيرا” الأمر معلنة أنها أحبته بشدة.

يعود “سمار” إلى عمله السابق في إيقاف القنابل، وأثناء عمله يجد “ميرا” وقد عادت إليه، ويسألها لما تأخرت كل تلك السنوات، فتطلب منه أن يسامحها وأنها أيضا تعذبت بفراقه، لكنها أيقنت أخيرا أن الله أعاده للحياة لكي يعيش معها. وينتهي الفيلم.

الإخراج مميز، والإبهار مازال مستمرا على مستوى الموسيقى والأغاني ذات الكلمات العذبة، والصورة الجميلة والألوان الزاهية والأماكن السياحية الفاخرة والجميلة، والقصة أيضا كانت جميلة حيث علاقة حب غير متحققة تسبب مزيد من التشويق، خاصة مع وجود طرف ثالث وهي “اكيرا” والتي من المحتمل دائما بالنسبة للمشاهد أن تحل محل “ميرا”، لكن في رأيي الخاص العذر الذي بسببه أصبحت علاقة “ميرا” و”سمار” مستحيلة كان سببا غير منطقيا، فكيف تكون حماقة مثل إعطاء “ميرا” وعودا للرب مقابل أن يحقق لها ما تطلب، كيف تكون تلك الحماقة سبب في إفشال علاقة حب، أو انتظار لمدة عشر سنوات مع حرقة الفراق من قبل “سمار”، كنت سأكون مقتنعة أكثر لو كان السبب خارج عن إرادة “ميرا” مثل إجبار والداها لها على أن تتزوج من خطيبها، أو أي سبب قهري آخر، مثل ما حدث مع أمها التي كانت متزوجة ولديها طفلة، فكان هذا هو السبب لعدم تحقق حبها لكنها في النهاية اختارت الحب.

لكن ربما تكون هذه القصة واقعية ويكون هناك بعض الناس الذين يتمسكون بأفكارهم الدينية وتصوراتهم حول الإله ويعوق ذلك حياتهم الشخصية، حيث تعترف “ميرا” في النهاية أنها كانت حمقاء فيما فعلت.

التشبث بالحب..

لكن فكرة الفيلم الأساسية جميلة، حيث يؤكد على فكرة أن الحب الحقيقي يأتي مرة واحدة، وأن الإنسان الحقيقي هو من يتمسك بحبه رغم المعوقات والصعاب في أن يتحقق، ذلك الإنسان الذي قد ينتظر عشر سنوات حتى يتحقق له الوصال والتمتع بعشقه العذب، والذي يسامح حبيبته رغم تعذيبها لها ويظل على وعده بأن يحبها طوال العمر. كما أن الفيلم يؤكد على فكرة أن الحب يتحقق في وقته وأنه قد تشعر بالحب لكن لا يكون مقدرا لك أن تستمتع به إلا في وقت آخر مناسب.

الفيلم..

Jab tak hai jaa  أو (ما دمت حيا) ظهر بتاريخ 12 من نوفمبر 2012 وتجاوز الحد في شباك التذاكر. الفيلم هو ذكرى “ياش تشوبرا” وهذا الفيلم الأخير الذي كان ل”ياش تشوبرا” حيث توفي في وسط الإخراج.

طاقم الفيلم: المخرج “ياش شوبرا”، الكاتب “أديتيا شوبرا”، السيناريو “ديفيكا بهاغات”، البطولة (شاروخ خان، كاترينا كايف، أنوشكا شارما)، التصوير “أنيل ميهتا”، الموسيقى “أي.أر. رحمان”.

الميزانية: “INR60 كرور (US$10 مليون)” و الإيرادات “INR211 كرور (US$35 مليون)”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة